بجهود تطوعية... نساء تطلقن حملة لدعم المتضررين وفاقدي المأوى في إدلب

أطلقت مجموعة من الناشطات حملة تحت عنوان "سكن آمن" لتحديد مطالب المتضررين وفاقدي المأوى والقاطنين في المنازل والخيم الغير صالحة للسكن.

هديل العمر

إدلب ـ أكدت المشاركات في حملة تطوعية أطلقتها مجموعة من الناشطات، أن الحملة جاءت إثر حاجة العوائل الملحة لسكن آمن بعد معاناة 13عاماً من النزوح والإقامة المؤقتة في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.

نظمت مجموعة من الناشطات المجتمعيات في مدينة إدلب حملة تحت عنوان "سكن آمن" من أجل تمكين النساء وإشراكهن في صناعة القرار، وتأمين أماكن آمنة للذين فقدوا منازلهم ويقطنون في خيم غير صالحة للسكن مع حلول الشتاء.

تقول المشاركة في الحملة صفاء كامل البالغة من العمر 34عاماً، أن فكرة الحملة جاءت من حاجة العوائل الملحة والأساسية لسكن آمن بعد معاناة 13عاماً من الصبر على النزوح والإقامة المؤقتة في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، لتأتي كارثة زلزال السادس من شباط/فبراير الماضي وارتداداتها وتزيد من المعاناة، مضيفةً أن الحملة كانت على مرحلتين، الأولى عبارة عن تدريبات فيزيائية تمت بحضور 24 قيادية مجتمعية من مختلف مناطق الشمال السوري، ليتم استكمال التدريبات عبر تقنية الفيديو بغية إتقان كتابة المقالات الصحافية وإنتاج البودكاست.

وأشارت إلى أنه تم اختيار المشاركات حسب معايير المشاركة المجتمعية والتوزع الجغرافي، وكانت التدريبات مكثفة ومبنية على التنظيم المجتمعي وكيفية إعداد الحشد وحملات المناصرة.

وتعتبر العريضة الإلكترونية إحدى وسائل الحملة لجمع المؤيدين لها عبر التوقيع عليها من قبل المناصرات/ين، حيث وصل عدد الموقعات/ان عليها حتى تاريخ اليوم قرابة 4500 توقيع، وما تزال الحملة مفتوحة ومستمرة للتوقيع عليها من قبل الجميع على أمل الوصول إلى 5000 توقيع كحد أدنى.

بدورها قالت نهى الأحمد البالغة من العمر 45 عاماً وهي إحدى عضوات الحملة، أن الحملة نجحت في تحديد مطالب كل المتضررين وفاقدي المنازل والقاطنين في منازل أو خيم غير صالحة للسكن "نحاول إيصال أصواتهم/ن لأصحاب وصناع القرار والجهات المعنية المحلية والدولية من أجل التحرك وتلبية هذا الاحتياج  في أسرع وقت ممكن".

أما محاسن الحسين البالغة من العمر 32 عاماً وهي إحدى المشاركات بالحملة ترى إن سبب مشاركتها بالحملة تنحصر بالحاجة الملحة لدعم مشاريع سكن تؤوي النازحات ومتضررات الزلزال ممن فقدوا منازلهم وأرزاقهم وبتن تحت رحمة خيام لا تقي حر الصيف أو برد الشتاء.

وأشارت إلى أن الزلزال ضاعف أعداد المشردين وفاقم مشكلة السكن والحاجة إلى مأوى، فأصبح أمر المطالبة بسكن لائق أمر ضروري وملح خاصةً أن الشتاء قد حل، حيث من المتوقع أن تحدث سيول وفيضانات ستغرق الخيام، السيناريو الذي يتكرر في كل عام.

"نجا من مات ومات من نجا" عبارة لخصت فيها محاسن الحسين حديثها عن معاناة من فقدوا منازلهم بعد الزلزال والذين لم يكن حالهم أفضل ممن قضوا تحت أنقاض منازلهم بعد معاناة التشرد التي عاشوها مع أسرهم.

وأوضحت أن فكرة الحملة التي أطلقتها المتطوعات إيماناً منهن بحق جميع السوريين/ات في توفر سكن آمن يليق بكافة فئات المجتمع المتضررة، وخاصة بعد زلزال 6 شباط الذي فاقم الأوضاع وضاعف العدد الكلي للمخيمات في الشمال السوري، وسط المزيد من تدهور خدمات الصرف الصحي وازياد الأوبئة والأمراض وانعدام الأمن العام والخصوصية بسبب السكن السيء، جاءت لتساعد في إنهاء مأساة الآلاف ممن فاقدو منازلهم.

والجدير ذكره أنه بحسب بعض المصادر فقد تم توثيق انهيار أكثر من 550 مبنى بشكل كلي، و1570 مبنى بشكل جزئي في إدلب إثر زلزال السادس من شباط/فبراير الماضي، إضافة إلى آلاف المباني المتصدعة بصورة أقل خطراً، وقد بلغت عدد المخيمات العشوائية التي تفتقد لظروف السكن المناسب الـ 393 مخيماً سكنياً يأوي ما يقارب الـ 187 ألف نازح.