'بدون حرية المرأة لن يكون هناك مجتمع حر'

تقول (س. ك) إنه على الرغم من أن شعار انتفاضة Jin jiyan azadî ليس جديداً وله جذوره في النضالات النسوية، إلا أنه أصبح صوت كافة نساء العالم وثورة ذهنية على الأنظمة الحاكمة.

جوان كرمي

شاباد ـ لطالما تحدث الرجال عن أنفسهم وعن النساء، فمعظم ما نقرأه ونسمعه ونعرفه عن العالم هو بصوت الرجال، ولكن حان الوقت بأن تأخذ المرأة المنابر وتكون صوتها الخاص من أجل استرداد حقوقها المنزوعة والمساواة بين الجنسين.

يجب ألا يعتمد الناس على سرد عالم المرأة فقط من وجهة نظر المثقفات والمفكرات، بل التحدث مباشرة مع النساء من كافة الطبقات الاجتماعية، ومن أجل التعرف على واقع النساء من جميع الفئات، أجرت وكالتنا حوار مع خريجة علوم طبية (س. ك) والتي تنحدر من عائلة من الطبقة الوسطى وتتمتع بقدر أكبر من الحرية النسبية مقارنة بالعديد من النساء الأخريات، ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من ذلك، فقد واجهت هي والنساء من حولها أيضاً كافة أشكال التمييز.

 

ما هي أشكال التمييز والقيود التي يتم تطبيقها على النساء والفتيات بسبب العادات والتقاليد؟

عند الأطفال، تبدأ الهوية الجنسية في سن الثالثة، لذلك يمكن القول إن الطفل يفهم جنسه (ولد أو بنت) منذ السنوات الأولى من حياته ويظهر هويته الجنسية من خلال أداء سلوكيات وردود فعل معينة. كلما كبر الطفل كلما زاد تواصله مع أقرانه، وظهر له الفرق بين جنسه والجنس الآخر.

لقد شعرت بالتمييز، فعندما كان لأسرة والدي أهمية خاصة للأحفاد الذكور، تم شراء الكثير من الهدايا لهم، وعندما ولدت فقد حزنوا لعدة أيام، وردود الفعل هذه بالنسبة للأم التي أنجبت للتو ولم يتم الاعتناء بها، كانت أمراً صعباً ومؤلماً للغاية.

وتظهر في فترة المراهقة ما بين عامي 12 ـ 19 التغييرات الأولية (الجسدية والسلوكية) ويصبح المراهقون/ات أكثر وعياً بأسلوبهم ومظهرهم، وعلى الرغم من أنه في هذا العمر، قد يشكك كلا الجنسين في القيم العائلية التي قبلوها سابقاً، إلا أن أصوات الفتيات أكثر كتماً بسبب كونهن فتيات، ويجب عليهن الحفاظ على المزيد من القيم العائلية أو متابعة أنشطتهن واهتماماتهن وهواياتهن سراً من أجل الحد من حدوث النزاعات وكسب رضا الوالدين، بينما يمكن للأولاد القيام بأنشطتهم بحرية أكبر.

 

إلى أي مدى ترين أن الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة هو نتيجة التبعية الاقتصادية؟

برأيي، كل امرأة على الأقل مرة واحدة في حياتها فكرت بالزواج من أجل الراحة حسب رغبة والديها، أو للتخلص من مشاكل أهل والدها، لتتزوج بالإكراه، لكن التجربة أثبتت أن الزيجات التي تمت بدافع العجز والهروب من توترات الحياة السابقة (إلا في حالات استثنائية) واجهت الفشل، وفتحت هذه القضية الطريق أمام مشاكل أخرى كثيرة.

ويمكن أن يلعب الاستقلال المالي دوراً كبيراً جداً في حياة المرأة، سيمنحها فرصة في اتخاذ القرار ويكسبها المزيد من الثقة، كما ستشعر أن لها الحق في الاختيار كإنسان مستقل، وهذا يجعلها تدافع عن نفسها وأسرتها ومجتمعها.

وعلى الرغم من أن القيود المفروضة في الماضي على عمل النساء من قبل أزواجهن وآبائهن وأشقائهن كانت أعلى بكثير، وبالطبع لا تزال هناك نساء لا يُسمح لهن بالخروج من المنزل حتى للتسوق اليومي، لكننا نشهد اليوم حضوراً نشطاً أكثر من نصف النساء في المجتمع في المجالات الاقتصادية العلمية والثقافية والفنية.

 

تعتبر انتفاضة Jin jiyan azadî نقطة تحول تاريخية في حياة المرأة، هل يعكس صدى صوت الانتفاضة مطالب النساء؟

من إنجازات حركة Jin jiyan azadî تغيير آراء ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع. اليوم، إذا تم الاعتداء على امرأة، فجميعهن تردن بشكل موحد، وهذا يعتبر انتصاراً على النظام الأبوي.

وهذا الشعار ليس جديداً في شرق كردستان وله جذور في نضالات النساء منذ أربعين عاماً على الأقل، فهو ليس صوتي وصوت المجتمع الكردي فحسب، بل صوت كافة نساء العالم، وثورة ذهنية على طريقة حياة فرضها النظام الأبوية الذي فُرض على المرأة منذ آلاف السنين. بدون حرية المرأة لن تكون هناك حرية للمجتمع.

ويجب القضاء على عدم المساواة بين الجنسين والتمتع بنفس الحقوق والمساواة التي يتمتع بها الرجال، بما في ذلك الحق في التصويت، والعمل، والدخل، والملكية، والتعليم، والسكن، وحضانة الأطفال.