بعد ستة أعوام من التحدي... المرأة حطمت النظرة الدونية لعملها في البلديات

تمكنت المرأة بعد مرور ستة أعوام على تحرير الرقة وبفضل عملها الدؤوب والفعال ضمن أقسام ومكاتب البلدية، من كسر نضرة المجتمع الدونية لعملها.

يسرى الاحمد

الرقة ـ صنفت العديد من الأعمال والمهن بأنها حكراً على الرجال فقط وأنها ممنوعة على النساء، نتيجة ترسخ الفكر المنغلق حول تحديد دور المرأة الذي يجب أن تلعبه والقالب الذي قيدها به، وإحدى هذه الاعمال هو عمل المرأة ضمن مكاتب البلدية كونه يتطلب الاحتكاك المباشر مع الأهالي.

بعد انطلاق ثورة المرأة وتحرير مدينة الرقة في 20 تشرين الأول/أكتوبر، تمكنت المرأة من خطو خطوات جديدة نحو الحرية وإثبات ذاتها والانضمام والعمل في كافة المجالات حتى الخدمية منها.

وحول عمل النساء في بلدية الشعب العامة في الرقة قالت الرئيسة المشتركة للبلدية فهيمة الجاسم "بعد تحرير مدينة الرقة مثلت النساء نسبة تواجد كبيرة في مجالات الحياة في بعد أن كانت معدومة، وحققت مستويات من النجاح والتقدم في جميع الجوانب المدنية والاجتماعية، ولعبت المرأة دورها بكل ثقة، استناداً على مبدأ نظام الإدارة الذاتية حيث للمرأة الحق والأولوية لتكون الريادية في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمدينة".

وأشادت بالبصمة المهمة للمرأة في تحقيق المساواة والعدل في عملها "لم يكن وجود المرأة مجرد عنصر فقط في هذه المكان بل حققت الكثير من الانجازات القيمة من خلال دورها المهم والفعال، فمن خلاله لفتت الأنظار نحو ضرورة وأهمية تواجدها إلى جانب الرجل، الأمر الذي ساعدها على نشر وترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين وتحقيقه، لترتقي وتنهض بمجتمع يسوده الحرية والسلام والديمقراطية والعدل".

وحول أهمية تواجد المرأة ضمن مكاتب بلدية الشعب أوضحت "عرفت المرأة منذ القدم بمدى عطائها، فهي تواقة ليعم الخير والسلام أينما حلت، لهذا سعت جاهدة وبذلت كل ما بوسعها لتحقيق ذلك، ومن خلال تقديم خدمات للشعب عبر تأمين المستلزمات الخدمية والتنظيمية والفنية والصحية، كان لها الدور الأكبر في إعادة بناء وإحياء مدينتها، وهي مستمرة بهذه الجهود إلى يومنا هذا".

وعن آلية عمل مكتب الصحة في البلدية قالت العضوة جواهر حمود "يعمل مكتب الصحة على إجراء جولات رقابية مستمرة على الأسواق للمخابر الصحية والمطاعم والمنشئات الصناعية، للتأكد من جودة المواد الغذائية من حيث الصلاحية والانتهاء".

وحول الصعوبات التي تتعرض لها النساء اثناء العمل أوضحت "تواجه النساء أثناء عملها صعوبات ومشاكل عديدة بدءاً من عدم تقبل الرجل لامرأة تقوم بمخالفته، فهو ينظر دائم لها بنظرة دونية وأنها أقل منه، لكن هذه العوائق لم تقف أمامها بل زادت من ثقتها بنفسها وأصبحت أكثر قوة وشجاعة".

وعن طبيعة عمل مكتب الضابطة أوضحت العضوة في المكتب فاطمة حمود علي "نخرج كل يوم وبشكل مستمر إلى الأسواق لضبط وتنظيم البسطات العشوائية التي تخلق حالة من الفوضى والازدحام"

وعن الصعوبات التي تواجههن "نواجه من قبل الأهالي الرفض وعدم التقبل، فالأمر يتطلب الاحتكاك المباشر مع الاهالي، والجدل والخلاف في حال تقديم أي شكوى والنقاش بخصوصها، كما أننا نتعرض للكثير من الانتقادات السلبية التي لم تحد من قدرتنا بل زادتنا قوة وعزيمة وإصرار على الاستمرار في العمل".

وأكدت أن النقد لم يحطم من معنوياتها أو يكسر من إرادتها "أبذل قصارى جهدي للاستمرار في العمل وتخطي كافة العراقيل التي تواجهي، وعائلتي كانت الداعم الأول لي وشجعتني على الاستمرار".

وأوضحت أن المرأة تمكنت من كسر النمط التقليدي الذي حدد دورها في المجتمع والدائرة التي رسمتها العادات والتقاليد البالية وقيدتها لتحط من طموحها وأحلامها وحرمتها من حقوقها "من خلال انضمام المرأة لمجلات العمل العديدة، أثبتت وجودها ودورها المهم والأساسي إلى جانب الرجل، وبإرادتها القوية والمقاومة وعملها الدؤوب، حطمت حاجز التمييز".