بعد مرور 30 عاماً على اللقاء... تستذكر شخصية القائد عبد الله أوجلان وتؤكد على أن فكره سبيل الحل

بعد مرور نحو 30 عاماً على اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان، ما زالت تحتفظ بالكثير من التفاصيل حول اللقاء، ومن خلال أفكاره التي تعرفت عليها عن قرب أكدت أن العالم بأمس الحاجة لفكره ليتمكن من إنهاء الصراعات والعيش بسلام

روبارين بكر
الشهباء ـ .
التقت شاذية إبراهيم (60) عاماً من مقاطعة عفرين المحتلة بالقائد عبد الله أوجلان مرتين خلال 33 عاماً، آمنت بفكره من خلال تعرفها عليه، وقدمت ولديها ديندار وبيرهات جيلو شهداء من أجل قضية الشعب الكردي وتحرير الشعوب.
وبعد احتلال عفرين ربيع عام 2018 من قبل تركيا ومرتزقتها هجرت إلى مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا.
تقول إنه لمن الظلم استمرار اعتقال القائد عبد الله أوجلان وعليهم تحريره، معتبرةً أن حريته ستكون بوابة لحل الصراعات التي يعاني منها الشرق الأوسط. بينما تواصل الدولة التركية فرض عزلةٍ مشددة عليه في جزيرة إمرالي منذ عام 2015.
وخلال فترة تواجد القائد أوجلان في أعوام التسعينيات في كل من سوريا ولبنان كان للعديد من العوائل لقاء معه وكان يتم ذلك بسرية تامة بعيداً عن أعين المخابرات السورية. 
ولد القائد عبد الله أوجلان في الرابع من نيسان/أبريل 1948، ومنذ عام 1980 وحتى مغادرته في تشرين الأول/أكتوبر 1998 بعد تهديد تركيا باجتياح سوريا، قاد في كل من سوريا والبقاع اللبناني الذي خضع للسيطرة السورية آنذاك معسكرات تدريب قوات الكريلا.
وعن اللقاء قالت شاذية إبراهيم "اللقاء مع القائد عبد الله أوجلان كان بمثابة حلم، لكل امرأة متعطشة للحرية"، وأضافت "لازلت أتذكر التاريخ وكان في 15 آب/أغسطس 1991 عندما تلقيت دعوة للذهاب للقائه في بيروت. لم أكن وحدي لقد ذهب عدد كبير من الأهالي".
وأكملت "في أول يوم لنا ألقى القائد كلمة. لقد زاد كلامه القوة والعزيمة لدينا، وفي اليوم الثاني عقد اجتماع آخر وضمنه استطاع أن يحلل شخصية كل واحد منا دون أن يعرف من هو أو أن يتكلم معه. في الحقيقة شخصيته كانت غريبة لا يستطيع أي شخص أن يصفها، وعندما تنظر إلى عينيه تجد الحرية بهما". 
وبينت "وجدنا العديد من الخصائص في شخصية القائد فهو مختلف تماماً عن رؤساء وقادات الدول والأحزاب الأخرى، فهم يتصارعون على المناصب ولا يفكرون بمصالح شعوبهم، أما القائد فله مميزات تختلف عنهم فهو يجد حريته في حرية شعبه، ويكتسب قوته من إرادة الشعب الكردي وجميع الشعوب المضطهدة، كما أنه ليس متكبراً". 
وعن هدف القائد من نشر فكره وفلسفته بين الشعوب قالت "القائد عبد الله أوجلان خرج لينقذ الشعب الكردي من الإبادات التي تعرض لها منذ القِدم وحتى يومنا هذا، وقد عرفنا على حقيقة المرأة ومنحنا الحق في المشاركة بكافة الأصعدة والساحات وبأن حرية كردستان والشرق الأوسط تكمن في تحرير المرأة".
أما بخصوص توجيهات القائد قالت "خلال اجتماعنا معه أكد لنا على وجوب التمسك بالقضية بالرغم من الممارسات والمؤامرات التي كانت تحاك ضدنا، وبين لنا بأن لكل شخص مكان وحق المشاركة في الثورة، وأضاف أيضاً أنه يجب أن نسير على خطى الشهداء، وكان يقول بأن الشهداء هم القدوة الحقيقة لهذه الثورة".
وأكملت "عاهدنا القائد بالاستمرار بالعمل ونشر فكر الحرية بين الشعب، وأصبح هذا الفكر ينتشر بشكل أوسع يوماً بعد آخر، فأمام فكر وشخصية مثالية مثل القائد عبد الله أوجلان لم تجد الأنظمة الديكتاتورية إلا أن تلجأ للمؤامرات لكي تقضي على فكره".
التقت شاذية إبراهيم مرة أخرى بالقائد عبد الله أوجلان، وكان ذلك في عام 1996 "التقيته في مدينة حلب، وخلال اجتماعه مع الأهالي تحدث عن إرادة المرأة وحول كيفية تربية الأم لأبنائها على أساس التعلق بالأرض، وأكد على ضرورة غرس بذور الحرية في أذهان أبنائنا لنصل لأهدافنا وحقوقنا في المجتمع".
وأضافت "قال القائد أيضاً خلال الاجتماع أن مشروعه يهدف إلى التعايش المشترك بين كافة المكونات على هذه الأرض، وأن ننقذ البشرية من الظلم والعبودية وخاصة المرأة".
وبينت شاذية إبراهيم بأنه "بالفعل كل هذه الأحاديث التي قالها القائد لنا يتم تطبيقها على أرض الواقع وخير مثال على ذلك التعايش المشترك بين جميع المكونات في مناطق شمال وشرق سوريا".  
وأكدت أنه أمام الإنجازات التي حققها القائد عبد الله أوجلان زاد حقد الدول الرأسمالية "المؤامرة الدولية الكبرى التي تعرض لها القائد لم ننساها. أصبحت ذكرى مؤلمة نقشت في قلوب جميع الأمهات وخاصة أمهات الشهداء اللواتي قدمنَّ أبنائهنَّ فداءً لحرية الشعب والأرض"، وأضافت "أمريكا وإسرائيل وغيرهما من الدول التي كان لها اليد في حياكة تلك المؤامرة ظنوا بأنه لن يستطيع أن يعيش في السجن أكثر من عامين وحاولوا القضاء عليه، لكن الإرادة والقوة التي كان يملكها أقوى من جميع مخططاتهم القذرة وتلك الدول لن تستطيع إبعاده عن الإنسانية وعن الشعوب لإن القائد أيقظنا من غفلتنا". 
وعن دور تركيا في التآمر أكدت شاذية إبراهيم "عندما تعرض القائد للاعتقال قالت تركيا لا نعرف لماذا تم تسليم أوجلان إلينا، فهذا القول يعني بأن تركيا ليست لوحدها المستفيدة من اعتقاله بل إنها حارس السجن، وتلك الدول هي من قررت اعتقاله لخطر فكره على انظمتهم الرأسمالية، كما أن منظمات حقوق الإنسان صامتة أمام كل هذه الانتهاكات إذاً فهي أيضاً شريك في المؤامرة".    
وشددت على أنه "ما دامت جميع المكونات المتعايشة في الشرق الأوسط والعالم وخاصة المرأة يتقبلون فكر القائد، ومشروعه الديمقراطي فعلى جميع الدول أن يأخذوا هذا التقبل بعين الاعتبار، وعليهم أن يفرجوا عنه، فحريته ستكون السبيل لوقف الإبادات ووقف نزيف الدماء، والحل الأنسب في الشرق الأوسط". 
وأمام الانتهاكات التي يتعرض لها القائد عبد الله أوجلان في سجن جزيرة إيمرالي ما تزال لجنة مناهضة التعذيب التابعة لمجلس أوروبا (C.P.T) تلتزم الصمت. 
وطالبت شاذية إبراهيم اللجنة وجميع الدول والمنظمات الحقوقية أن يقوموا بمهامهم تجاه القائد عبد الله أوجلان وأن يتم وقف الانتهاكات الممارسة بحقه ضمن السجن "في الآونة الأخيرة عندما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً حول وضعه الصحي لم تفعل المنظمات الحقوقية أي شيء، ولم تحاول حتى الضغط على تركيا لإيقاف انتهاكاتها، وجميع حملات الإضراب عن الطعام لم تلقى أذناً لدى تلك المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان". وشددت مطالبها بالقول "لن نقبل بمكالمة هاتفية لبضع دقائق، نطالب بالكشف عن صحته والإفراج عنه ونحن مصرون على المطالبة بحريته".
يذكر أن أجهزة مخابرات عالمية شاركت باعتقال القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط/فبراير عام 1999، منها المخابرات الإسرائيلية التي رصدت تحركاته عبر الهاتف النقال، وعلى إثر ذلك خرجت مظاهرات حاشدة أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية والتركية، مطالبة بالإفراج عنه.