بعد 5 سنوات من تأسيسها ماذا قدمت الإدارة المدنية للنساء؟

في العاشر من أيار/مايو عام 2017 حررت قوات سوريا الديمقراطية منطقة الطبقة وريفها من مرتزقة داعش وأنهت سنين عجاف من إرهاب استهدف أهالي منطقة الطبقة وخاصةً النساء.

رنيم الأحمد

الطبقة - بعد أشهر قليلة من تحرير منطقة الطبقة بشمال وشرق سوريا أي في الـ 27 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2017 تأسست الإدارة المدنية الديمقراطية انطلاقاً من الحاجة الملحة لتأسيسها لخدمة الأهالي وانتشال المنطقة من سنوات هي الأسوأ في تاريخها.

اليوم وبعد مرور خمس سنوات على تأسيس الإدارة المدنية في منطقة الطبقة خطت خطوات كبيرة، فكان التحرير الذي وافق الـ العاشر من أيار/مايو عام 2017 بمثابة الخطوة الأولى لنفض غبار الحرب عن منطقة الطبقة وجعلها مكاناً يجسد المعنى الحقيقي لتلاحم الشعوب ضمن إدارة مدنية تخدم أهلها بجهد أبنائها وبناتها.

وللحديث أكثر عن هذه الذكرى التقت وكالتنا بالرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية لمنطقة الطبقة هند العلي التي أكدت على الإنجازات المهمة التي تحققت خلال 5 سنوات والتغيير الكبير في حال أهالي المنطقة ونسائها.

وبينت أن "27 تشرين الأول 2017 يعد يوماً تاريخياً بالنسبة لأهالي الطبقة، فهذا التأسيس نعتبره الخطوة الأساسية لإحياء المجتمع ثقافياً واجتماعياً وبيئياً، إضافة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسيين"، مشيرةً إلى أنه "خلال 5 أعوام كان هناك العديد من المشاريع التي قدمتها الإدارة المدنية لأهالي منطقة الطبقة".

وأوضحت أنه رغم كل الصعوبات التي واجهتها الإدارة المدنية إلا أنها تجاوزتها بالقوة والإصرار "تمكنا من تخطي كل هذه المصاعب بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهنها والتهديدات والهجمات المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا"، موضحةً أنه "بتأسيس الإدارة المدنية تم تشكيل العديد من اللجان والكومينات والمجالس لخدمة أهالي المنطقة من كافة النواحي".

وحول الأعمال المنجزة خلال الخمسة أعوام الماضية قالت "انصب العمل على توفير الأمن والأمان لأهالي الطبقة وكان ذلك محط اهتمام الإدارة، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية استطعنا إنجاز العديد من الخطط تركزت على دعم الأعمال الخدمية بشكل عام، وافتتحنا مرافق عامة ومراكز خدمية على الأصعدة كافة، كما ركزت الإدارة على الجانب التعليمي من حيث إعداد المعلمين وترميم المدارس وافتتاح المعاهد".

وأشارت إلى أنه "في ظل سيطرة مرتزقة داعش كانت العملية التعليمية متوقفة تماماً وهذه محاولة لاستهداف المجتمع من خلال نشر الجهل، كما لم يكن القطاع الصحي بأفضل حالاته لذلك عملنا على افتتاح المشفى الوطني وتجهيز كافة أقسامه، وافتتاح العديد من المستوصفات في الطبقة وريفها".

وأكدت على دور المرأة في كل هذه الإنجازات كما أن الإدارة عملت على إظهار هوية المرأة خلال لجنة المرأة ومجلس المرأة والمؤسسات المعنية بقضايا المرأة، في تحدي واضح لسياسة التهميش والتضييق التي يحاول المجتمع الأبوي إعادة إحيائها "الإدارة المدنية فتحت المجال أمام جميع النساء واستطاعت المرأة بفكرها وتعمقها بفكر الأمة الديمقراطية أن تصبح النواة التي انطلقت منها جميع الإنجازات التي خدمت الجميع".

وأوضحت أن "منسقية المرأة في المجلس التنفيذي حملت على عاتقها الوصول إلى جميع شرائح المجتمع، وكافة النساء وواجهت العديد من الصعوبات والتحديات وخاصة في ظل استمرار تهديدات الاحتلال التركي الذي يحاول استهداف مشروعنا من خلال استهداف المرأة".

وبينت أن "النساء في منطقة الطبقة خطون خطوات كبيرة نحو تحررهن من خلال البرامج والأعمال التي قمنا بها خلال هذه السنوات الـ 5 من التدريبات والتنظيمات والتوقف على المشاكل التي تواجه النساء ووضع برامج سياسية لتمكين النساء في هذا المجال".

ولفتت إلى دور الشبيبة الفعال في المدينة وريفها والنشاطات التي تلبي حاجة الشبيبة في هذه المرحلة، موضحةً أنه "كانت الفئة الشابة مهمشة وليس للشبيبة أي دور في الحالة السياسية والإدارية لكن وبعد تأسيس الإدارة المدنية تم التركيز على دور الشبيبة بالمشاركة في القرارات".

وأكدت "سنستمر بوضع الخطط والبرامج للمشاريع التي يطمح لها الشعب من الجوانب الخدمية، والصحية، والتربوية، والاقتصادية، والعمل على استمرار تنظيم الإدارة لعملها، ومن خلال مكتب التخطيط والتنمية نضع المشاريع المستقبلية للإدارة المدنية الديمقراطية وفق نظامنا التشاركي ما بين الإدارة والمجتمع وخلال الأيام القادمة سنضع خطة العام القادم بما يتطلب وحاجة المجتمع وآراء ومقترحات الشعب".

وفي ختام حديثها شدتت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية لمنطقة الطبقة هند العلي أن "الفضل بتأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة وريفها يعود لشهدائنا وشهيداتنا الذين واللواتي بفضل تضحياتهم تحررت مدينتنا ونعاهدهم/ن بأننا سنكمل هذه المسيرة حتى يتم تحرير كافة أراضينا".