'باتحاد النساء سنقف بوجه إبادة المرأة'

دعت الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني زوزان بكر، النساء في كافة أنحاء العالم للانضمام لحملة ضد إبادة المرأة، مؤكدة بأنه من خلال توحيد صفهن وقوة إرادتهن سيكتب تاريخ المرأة الحرة وستقضين على الانتهاكات التي ترتكب بحقهن.

نورشان عبدي

كوباني ـ أطلقت منظومة المرأة الكردستانية KJK في التاسع من تموز/يوليو الفائت، حملة بهدف وضع حد للمجازر المرتكبة بحق النساء والطبيعة والاعتراف بتلك المجازر، وذلك تحت شعار "نحن نقف مع نساء أفغانستان وشنكال ضد هجمات الرجل المهيمن".

دعماً لهذه الحملة، أطلقت كافة الحركات والتنظيمات النسائية بشمال وشرق سوريا في 31 تموز/يوليو الفائت، حملة تحت شعار "رداً على إبادة المرأة... نبني حياةً حرة"، وتتضمن الحملة التي بدأت في الثالث من آب/أغسطس الجاري وتستمر حتى الخامس عشر من الشهر ذاته، سلسلة فعاليات ونشاطات متنوعة.

كما وتم اختيار هذا التاريخ لبدأ حملة دعم نساء شنكال وأفغانستان نظراً لأنه في الثالث من آب/أغسطس 2014، ارتكبت إبادة جماعية بحق الإيزيديين والمرأة من قبل داعش، وفي الخامس عشر من آب/أغسطس 2021 تم تنفيذ سياسية الإبادة الجماعية ضد النساء الأفغانيات من قبل طالبان.

 

قرن الـ 21 قرن حرية النساء

حول تاريخ ومكانة المرأة، قالت الناطقة باسم منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات زوزان بكر لوكالتنا إن "جغرافية الشرق الأوسط تُعرف بأنها بداية الإنسانية والبشرية ومصدر لتطور الحضارات وأنه المكان الأول الذي خطى فيه المجتمع الخطوات الأولى نحو التطور والوعي الفكري، وعندما نتعمق أكثر في التاريخ ونقيّم وضع المرأة في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم يتضح للمرء مكانة المرأة في التاريخ والدور الذي لعبته والمكتسبات التي حققتها ومن خلالها استطاعت بناء مجتمع حر وعادل يستطيع إدارة نفسه بنفسه".

وأشارت إلى أنه مع تطور النظام الأبوي الذكوري والرأسمالي سُلبت من المرأة كافة حقوقها ومكتسباتها "رأينا إلى أين وصل وضع المرأة مع تطور النظام الذكوري وبالرغم من محاولات النساء عبر التاريخ المقاومة وهزيمة ذلك النظام، إلا أنه سُلب منهن حقوقهن وهويتهن وإرادتهن".

وأكدت أن المرأة لم تتراجع عن مبادئها واستمرت بالنضال والمقاومة "بالرغم من العديد من الانتهاكات وسياسية الإبادة التي طالت المرأة، إلا أنها استمرت بالنضال من أجل المحافظة على هويتها ووجودها، وبذلك ستعود المرأة إلى حقيقتها التي أبعدت عنها".

وعما عاشته كل من نساء شنكال وأفغانستان من سياسية إبادة، تقول "العالم كان شاهداً على كل ما عاشته النساء في شنكال من جرائم قتل ومجازر على مر السنين، لكن خلال هذا القرن ارتكبت داعش إبادة جماعية بأبشع الطرق والأساليب بحق الإيزيديين وخاصةً النساء على مرأى ومسمع العالم، وعادوا بهن إلى ما قبل آلاف السنين من خلال التعامل معهن كسلع وبيعهن بأسواق النخاسة والطرقات، ولا يختلف وضع النساء في أفغانستان عما عاشته نساء شنكال، ففي ظل سيطرة طالبان فُرض عليهن العديد من القيود التي حدت من مشاركتهن في كافة المجالات من أجل الوقوف بوجه نضال المرأة وجعلها عبدة لدى النظام الذكوري ليحافظ على سلطته".

 

حملة لدعم نساء شنكال وأفغانستان

وحول دعم نساء شمال وشرق سوريا وبشكل خاص نساء كوباني لنساء شنكال وأفغانستان وأهمية الحملة التي ستقف بوجه إبادة النساء في الشرق الأوسط، بينت زوزان بكر أنه "للوقوف بوجه إبادة المرأة ودعم نساء شنكال وأفغانستان أطلقت التنظيمات والحركات والمؤسسات النسائية في شمال وشرق سوريا حملة تتضمن سلسلة فعاليات لدعم المرأة في كل من شنكال وأفغانستان، وستنضم للحملة كافة النساء لتقفن بوجه الذهنية الذكورية والعنف والعبودية اللذان يمارسان على المرأة".

وستقام خلال الحملة التي تستمر حتى 15 آب/أغسطس الجاري، العديد من الفعاليات الخاصة بالمرأة منها إيقاد الشموع في أمكان خاصة بالنساء، وستعقد منتديات وملتقيات حوارية حول وضع النساء في الشرق الأوسط ووضع نساء أفغانستان وشنكال، واعتصامات على مستوى المنطقة وعرض سنفزيون.

وعن أهمية الحملة، قالت إنه تعتبر هذه الحملة خطوة إيجابية لجعل كافة النساء في الشرق الأوسط تتحدن، ومن خلال الفعاليات ستوجه النساء في روج آفا رسالتهن لنساء العالم بأنهن لن تتوقفن عن النضال والمقاومة حتى تتحرر كافة النساء وبشكل خاص النساء في شنكال وأفغانستان اللواتي ترين آمالهن وإرادتهن في ثورة المرأة بشمال وشرق سوريا.

وفي ختام حديثها، دعت زوزان بكر نساء العالم إلى التحلي بالقوة والشجاعة وتوحيد الصفوف من أجل القضاء على الانتهاكات التي ترتكب بحق المرأة "مثلما هزمنا داعش بقوة وإرادة ونضال المرأة، سنقضي على الانتهاكات المرتكبة بحق النساء في العالم بأسره من خلال رفع وتيرة النضال والاتحاد".