بالرغم من مشقته وصعوبته للمرأة الدور الكبير في موسم الحصاد

تساهم المرأة بشكل كبير في جني موسم الحصاد بمقاطعة الشهباء، حيث تعملن بشكل كومينالي في الحصاد لتأمين اكتفائهم الذاتي ومردودهم المادي في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ولارتباطهم الوثيق بالأرض والزراعة.

روبارين بكر

الشهباء - تحت درجات الحرارة العالية وأشعة الشمس الحارقة تتمايل سنابل القمح والشعير وتمتد أوراق العدس والحمص بلونها الذهبي على مساحات كبيرة مزروعة في مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، ذلك الموسم الذي حان حصاده منذ عدة أيام، يعد فرصة للمزارعين/ات والعاملين/ات لتحقيق اكتفائهم الذاتي.

مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الباكرة تتجه النساء بمقاطعة عفرين ـ الشهباء للذهاب إلى الأراضي الزراعية، المزروعة بالعدس وغيرها من المحاصيل لحصادها، حيث تشتهر مقاطعة الشهباء التي تأوي الآلاف من مهجري مدينة عفرين المحتلة بزراعة القمح، البطاطا، الشعير، الكزبرة، الكمون والبقوليات كالعدس وغيرها، هذا وللمرأة دور كبير بتطوير المجال الزراعي وخاصة في الحصاد نظراً لخبرتها والمهارة التي تمتلكها، وتحملها المشقة والتعب وصعوبة العمل بالحصاد.

وحول البدء بموسم الحصاد بمقاطعة عفرين ـ الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة زلوخ بكر "ساهمت غزارة الأمطار هذا العام بالفائدة بشكل كبير على الموسم الزراعي، حيث تم زراعة الأراضي بالشعير والقمح والعدس والمواد البقولية، والمروية تم زراعتها بالخضروات وحققت فائدة كبيرة للأهالي والمجتمع".

وعن الصعوبات التي تعرضوا لها بينت أن "حصار حكومة دمشق المقاطعة ومنعهم دخول المحروقات يؤثر بشكل كبير على المشاريع الزراعية، كون تلك المشاريع تحتاج إلى ري وسقاية"، مشيرة إلى أنه "بالرغم من الإمكانيات القليلة التي نمتلكها نسعى إلى إيجاد حلول لتلك الصعوبات".

وأوضحت نسبة المساحات المزروعة في المقاطعة "كامل المساحات هذا العام تم زراعتها، قسم منها تم توزيعها على المواطنين والقسم الآخر للهيئة وإجمالي المساحات تبلغ حوالي 3500 هكتار، تم تشكيل لجان خاصة بموسم الحصاد على مستوى النواحي والمقاطعة، من لجنة الحرائق وحماية الموسم وشارك العديد من الجهات المعنية ضمن هذه اللجنة، لمتابعة أعمال جني الموسم، وتم تشكيل لجنة لإحصاء الحصادات الموجودة ضمن المقاطعة لدعمهم بمادة المازوت، كما تم إصدار العديد من التعاميم الخاصة بالحصاد على مستوى المقاطعة من تحديد ساعات العمل وأجور العمال والحصادات وباشرنا في البداية بدعم أصحاب الحصادات بالمازوت، وقبل بداية زراعة الموسم تم دعم أصحاب التعاونيات بمادة البذار والأسمدة والآن سيتم دعمهم بالحصادات وتأمين المازوت لهم".

وناشدت زلوخ بكر في ختام حديثها جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط على حكومة دمشق لرفع حصارها على المنطقة ليستطيع الأهالي العيش ضمن ظروف معيشية ملائمة كون الحصار يؤثر بشكل كبير على أوضاعهم الاقتصادية.

 

 

وبدورها أوضحت المهجرة العفرينية والعاملة ضمن الأراضي الزراعية للجمعيات التعاونية نجاح خليل أن "نساء عفرين مرتبطات بشكل كبير بالأرض والزراعة، وهذا يدفعنا للعمل في الأراضي الزراعية بالرغم من جميع العوائق التي تعترض طريقنا، وبإرادتنا وإصرارانا زرعنا الأمل من جديد في الشهباء ومنحنا رونقاً جميلاً للحياة مرة أخرى".

وأضافت "نتوجه في ساعات الصباح الباكرة إلى الأراضي المزروعة، بالرغم من الجهد والتعب الكبير إلا أننا نعمل بجد فارتباطنا بالأرض يذكرنا بعملنا في عفرين والطبيعة الجميلة هناك، وخاصة أنهم يعملون بروح كومينالية تخفف عنهم مشقة العمل".

 

 

وبدورها قالت العاملة حميدة عارف "منطقة الشهباء معروفة بالزراعة ونحن نساء عفرين الريفيات متعلقين بالزراعة لهذا منذ ستة أعوام وأنا أعمل ضمن الأراضي الزراعية لتحقيق اكتفائنا الذاتي كون وضعنا المعيشي في الشهباء صعب للغاية، والمنطقة معرضة لحصار خانق من قبل حكومة دمشق وهذا الحصار يؤثر على وضعنا المعيشي ولكن عملنا ضمن الأراضي يسهل علينا صعوبة الأوضاع وبمقاومتنا وإصرارنا سنتجاوز جميع المصاعب".