بالكاد استطاعوا دفنها... حسنة العلي إحدى النساء اللواتي طالهن رجم داعش

عندما سيطر داعش على مناطق في دير الزور بشمال وشرق سوريا بين أعوام (2014 ـ 2019) أجرى إعدامات ميدانية راح ضحيتها العديد من المدنيين العزل والنساء وحتى الأطفال، وما يزال أهالي تلك المناطق يذكرون تلك الجرائم

زينب خليف 
دير الزور ـ .    
لم تستطع العشائر إيقاف انتهاكات مرتزقة داعش بحق أبنائها كما تقول سعاد العلي التي راحت شقيقتها ضحية للرجم.
اتهمت حسنة العلي وكان عمرها (35) عاماً وهي من بلدة هجين شرقي دير الزور بتهمة أخلاقية وأجبرت على الاعتراف تحت التعذيب الذي استمر في معتقلات المرتزقة لمدة 15 يوماً. ليجد أربعة اطفال أنفسهم بدون أم.
عن تلك الحادثة تقول شقيقتها سعاد العلي التي تحاول عبثاً أن تحل محل شقيقتها في تربية الأطفال، "كنا صياماً عندما سيطر المرتزقة على منطقتنا في عام 2014 وحينها كانت شقيقتي تسكن لوحدها".
حسنة العلي كانت مصابة بمرض السرطان وتضطر كل فترة للذهاب إلى دمشق من أجل العلاج، وقد تعرفت على أسرة يسكن ابنهم في دير الزور "أرسلت أسرة الشاب مبلغ من المال لابنهم مع أختي التي تواصلت معه عند عودتها إلى هجين وطلبت منه القدوم لتسلمه الأمانة".
عندما كان الشاب في منزل حسنة العلي أحدهم أبلغ الحسبة أو الشرطة الإسلامية التي تعمل على التضييق على الناس من خلال رصد ومعاقبة المخالفين لما يسمى بـ "أحكام الشريعة"، تبين شقيقتها أنه "عند قدوم الشاب إلى المنزل ليأخذ أمانته شاهده أحدهم وأخبر مرتزقة داعش أن رجلاً دخل منزلاً ليس فيه رجال، فسارع المرتزقة بتطويق المنزل من كل الجهات محضرين معهم نساء يعملن معهم، ورفعوا أصواتهم يسألون عن صاحب المنزل ودخلوا المنزل".
لا يمكن للنساء الخروج بدون مرافق يكون ذكراً حصراً حتى لو كان طفلاً، كذلك لا يمكنهن التواصل مع الرجال فكل ذلك يعرض حياتهن للخطر في ظل سيطرة داعش "اقتحموا المنزل وبدأوا بتفتيشه بالكامل معتقلين شقيقتي بتهمة تواصلها مع رجل غريب والسماح له بدخول المنزل دون وجود رجل".
عندما يتعرض شخص للتعذيب لمدة 15 يوماً متواصلة لا بد له من الاعتراف بأشياء لم يفعلها ولم يعرف عنها قط كما تؤكد شقيقتها سعاد العلي "تعرضت شقيقتي للتعذيب والضرب والجلد والتعنيف النفسي لأسابيع، لم يراعى وضعها الصحي فكل يوم يقولون لها إن مصيرها الموت حتى أوصلوها للانهيار والاعتراف بأشياء لم تفعلها فقط لتوقف التعذيب".
عائلتها وعشيرتها لم يستطيعوا فعل شيء خوفاً من ارتكاب المرتزقة مجزرة بحقهم "بعد أن اعترفت من شدة تعذيبهم أصدروا بحقها حكم الإعدام عن طريق الرجم بالحجارة حتى الموت".
طلبها الأخير قبل تنفيذ الحكم هو رؤية أطفالها "أحضروا الأطفال إليها قبل رجمها بيوم" والذي صادف بعد عيد الفطر بـ 15 يوماً عام 2015، في مدينة هجين أمام مبنى مجلس الشعب حالياً. 
ابنتها فاطمة الرعد البالغة من العمر (11) عاماً قالت عن لقائها الأخير مع والدتها "كانت والدتي لوحدها في غرفة صغيرة عندما ذهبنا إليها، كان الجو حاراً فطلبت والدتي منهم الماء فأحضروا كمية قليلة، لم تكفينا. أعطتنا أمي الماء لنشرب وبقيت عطشى، وطلبت منهم الماء مرة أخرى فقال لها أحدهم 'ما حاجتكِ بالماء وأنتِ ذاهبة إلى الموت'، ماتت أمي دون أن تشرب قطرة ماء"، نفذ حكم الإعدام بحق الأم أمام أطفالها الأربعة "قاموا برجم والدتنا أمامي أنا وإخوتي الصغار".
تقول سعاد العلي بأنهم شهروا بها وأجبروا الناس على حضور الرجم "وضعوا شقيقتي في حفرة وأجبروا الناس على قذفها بالحجارة واستمرو بالرجم ورمي الحجارة عليها وهي تصرخ بأعلى صوتها وتطلب الرحمة ولكن دون جدوى حتى بدأت الدماء تسيل من كل مكان في جسدها، وعندما كشفوا عليها كانت قد ماتت".
بعد رجمها سلموا جثتها لعائلتها "بالكاد استطعنا دفنها، المنظر لا يوصف لا يمكن لعين أن ترى ما رأيناه".