'بالفكر الحر والتسلح بالوعي نستطيع ردع الفتن'

"توعية الإنسان حول الحقائق وما يدور حوله تعد الشكل الأمثل للوقوف في وجه الفتن التي تحاك ضده"، هذا ما أكدت عليه نساء منطقة صرين بشمال وشرق سوريا، حول الطريقة الأمثل لمحاربة ما تواجهه المنطقة من فتن وحرب نفسية

دلال رمضان  
كوباني ـ
نساء منطقة صرين اللواتي عانين خلال سنوات الحرب وسيطرة مرتزقة داعش على المنطقة عبرن عن رفضن لجميع ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة وكذلك الاستهداف المتكرر للمناطق الآمنة، حيث قالت سهام إبراهيم والتي رفضت الهجمات التركية التي تستهدف المدنيين بين الحين والآخر مستذكرة الهجومين اللذين استهدفا قامشلو وكوباني والاستمرار باستهداف ناحية زركان "حرب مباشرة وغير مباشرة تقودها تركيا ضد مناطقنا فلا تكف عن استهداف المناطق الآمنة إضافة للانتهاكات بحق الأهالي في المناطق المحتلة".
وبينت أن الأسباب التي يسوقها الاحتلال التركي لمهاجمة المنطقة ليست إلا حجج لتحقيق أطماعها مبينةً أن هدفها متمثل بـ "زعزعة استقرار المنطقة واستهداف مشروع الإدارة الذاتية"، وأضافت "الاحتلال التركي لا يستهدف القوات العسكرية التي تدافع عن أرضنا فقط، ولا يستهدف مكون محدد من مكونات شمال وشرق سوريا، إنما يسعى للسيطرة على المنطقة بشكل كامل". 
عن أسباب استخدام الاحتلال التركي للطائرات المسيرة قالت "بعد أن فشلت تركيا في الهجوم البري على المناطق الآمنة والتي تحررت بفضل قوات سوريا الديمقراطية بدأت تستخدم طرقاً مختلفة لمهاجمتنا، ومنها الطائرات المسيرة وزرع الفتن".
ووصفت سهام إبراهيم شعوب شمال وشرق سوريا بـ "لوحة فسيفسائية"، مبينةً أن هذا الاختلاف كان سبباً من أسباب ازدياد الهجمات التركية على المنطقة "الهجمات التركية تأتي ضمن سياستها الممنهجة والقوموية، فتركيا تحاول القضاء على هذا النسيج المميز وتحطيم إرادة الشعوب المتعطشة للحرية".
عن استهداف الاحتلال التركي للنساء القياديات والسياسيات قالت "تركيا تستهدف النساء المناضلات اللواتي يبحثن عن الحرية ولا ننسى مجزرة حلنج بحق عضوات مؤتمر ستار. حاولت من خلال هجومها كسر إرادة المرأة الحرة، لكنها لمن تنجح في مسعاها"، موضحةً أن تركيا عملت على التدخل في مناطق شمال وشرق سوريا بمختلف الطرق وتحت العديد من المسميات. 
وترى سهام إبراهيم أن للمرأة دور مهم في محاربة السياسات العدائية التي تستهدف المنطقة لذلك ناشدت جميع النساء ومن مختلف مكونات شمال وشرق سوريا للتكاتف وتقوية فكرهن "تركيا تستهدف النساء، لذلك يجب علينا أن نكون يداً واحدة لنحافظ على مكتسباتنا التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء لنضمن أمن واستقرار المنطقة ومستقبل أفضل لأطفالنا".    
 
 
بينما أكدت مها مضحي أن الهجمات الأخيرة التي يشنها الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق تستهدف بشكل مباشر المدنيين الأبرياء مبينةً أن الغاية منها ترهيبهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم من أجل احتلالها وسرقة المنازل ونهب الممتلكات.  
وعن الذرائع التي تتخذها تركيا ذريعةً لمحاربة المنطقة تساءلت حول منطقية ادعاء محاربة الإرهاب لتجاوب متعجبة "تركيا تتهمنا بالإرهاب، كيف يمكن أن يصدق هذا الكلام وهذه أرضنا وهي المعتدية؟، العالم بأسره يعرف عن دعمها للإرهاب المتمثل بداعش والمجموعات المرتزقة لكنها تستمر في محاولة خداع الرأي العام". 
وبينت أن محاولات الاحتلال التركي توسيع رقعة احتلاله حلم وسيعمل الأهالي على ألا يتحقق "نؤكد تمسكنا بأرضنا حتى آخر نقطة دم في عروقنا. نحن أصحاب الأرض وسندافع عن أرضنا". 
 
 
ظلال خلاصي أيدت كلام سابقتها واعتبرت أن تركيا تنتهج سياسة قمعية وتعسفية بحق شعوب شمال وشرق سوريا "الضربات الأخيرة التي استهدفت منازل المدنيين والتي أدت إلى استشهاد العشرات منهن بدون وجه حق كانت محاولة لزعزعة الأمان والاستقرار في المنطقة وخاصةً على القرى والمدن الحدودية"، متسائلة عن الدور الذي يقوم به المجتمع الدولي غير الصمت "الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية تغض النظر عما يحدث في مناطقنا من انتهاكات واختراق للمواثيق الدولية، كما أن الضامن الروسي وكذلك الأمريكي لم يتخذا أي موقف جدي حيال الاعتداءات المتكررة".
وقالت إن "لا صحة للادعاءات التركية حول حماية حدودها وأمنها القومي فهي تحتل اليوم عدة مناطق في شمال وشرق سوريا وتعتدي على المدنيين الذين رفضوا ترك منازلهم في محاولةً لتهجيرهم وتفريغ المنطقة من سكانها"، مضيفةً "أينما حلت تركيا ومرتزقتها يحل الخراب منذ القدم، فتاريخ الدولة العثمانية حافل بالمجازر". 
وفي ختام حديثها دعت ظلال خلاصي شعوب شمال وشرق سوريا إلى الابتعاد عن الفتن التي يثيرها الاحتلال التركي للتفريق بين مكونات المنطقة، كما دعت جميع المكونات إلى التكاتف والتعاضد في سبيل تخطي جميع المشاكل والهجمات التي تطال مناطقهم "هذه الانتهاكات لن تؤثر على وحدتنا وتكاتفنا وحبنا للدفاع عن أرضنا. علينا الاستمرار في عملنا وأداء رسالتنا على أكمل وجه حتى تحقيق جميع طموحاتنا ونيل حريتنا بشكل كامل".