إيران... نظام الرعاية الصحية يواجه العديد من المشاكل

يعد تجوال مرافقي المرضى في المشافي وعدم وجود مكان مخصص لهم، أحد المشاكل العديدة التي يواجهها نظام الرعاية الصحية في إيران.

جوان كرمي

كرماشان ـ مشفى الإمام رضا في مدينة كرماشان هو أكبر مركز تعليمي وطبي في شرق كردستان ويُزعم أنه يضم أكثر من 750 سريراً لخدمة المرضى، ويُدار تحت إشراف جامعة كرماشان للعلوم الطبية، لكنه لا يوجد فيه مكان خاص لمرافقي المرضى.

يفترش مرافقي المرضى الأرض في مشفى الإمام رضا في مدينة كرماشان أو على العشب المحيط بالمشفى، وتحت ظلال الأشجار، في أروقة المشفى، في ظل عدم وجود مكان خاص لهم.

وعلى الرغم من أن مباني المشفى، بما في ذلك ممراتها، يمكن أن تنقل أي مرض، ووفقاً لأي معايير، لا ينبغي للأهالي أن يختاروا الراحة والاستلقاء هناك، ولكن يبدو أنه ليس أمامها خيار سوى القيام بذلك. في بعض الأحيان يستلقون على المقاعد في الممر، وأحياناً على الأرض، ويتناولون العشاء والغداء، وينامون هناك.

كذلك مشفى "طالقاني" التي تعد من أكثر المشافي ازدحاماً في كرماشان، حيث تم تخصيص غرفة لمرافقي المرضى تبلغ مساحتها ما بين 20 ـ 30 متراً، كما يوجد بعض الكراسي المعدنية التي لا يمكن لأحد أن يجلس عليها لمدة ساعة، لذلك يستريحون على أرض المشفى الأمر الذي قد يؤثر عليهم سلباً.

والتقت وكالتنا بعائلات فقدت عدداً من أفرادها في حادث بليغ على الطريق، وكانوا يجلسون في فناء المشفى بجانب الجدار يفترشون الأرض وينتظرون بتوتر وقلق شديدين مصير الطفل الذي كان في غرفة العمليات.

وتُظهر هذه القضايا أن نظام الرعاية الصحية الواسع والطويل في إيران ليس فقط غير قادر على مواجهة الأزمات الكبرى مثل نقص وندرة الدواء، وارتفاع تكلفة الدواء والخدمات الطبية، ومكافحة الأوبئة والفساد المستشري في مجال الصحة، ولكن حتى من ناحية أخرى، فهو أيضاً عاجز عن حل المشكلات الأصغر.

 (هدية. ك) امرأة في منتصف العمر ذهبت إلى مشفى الإمام رضا برفقة شقيقتها المريضة لإجراء عملية جراحية، وتقول "عندما يدخل المريض إلى الجناح في المشفى يسمحون لمرافقه أن يكون معه، لكن في مراحل أخرى يتجول المرافقون في الممرات، وخاصة قسم الطوارئ وغالباً ما تكون الحالة النفسية للمرافقين غير مناسبة ويجب توفير مكان خالي من التوتر لهم، لكن هذه الوضع في أغلب المشافي، وبرأيي أن هذا أحد أسباب التوتر والصراعات بين مرافقي المريض والطاقم الطبي والأطباء. عندما لا يتم تقديم الخدمات لمرافقي المريض، فإنهم لا يستريحون بشكل جيد، فهم يشعرون بالتوتر والقلق، والمكان مزدحم".