جوان كرمي

كرماشان ـ تعيش شيرين. ك وهي أم لابنة واحدة، حياة صعبة بسبب الظروف التي فرضت عليها وجعلتها تبدو أكبر سناً نتيجة منعها من إكمال تعليمها لم تتمكن من الحصول على وظيفة، وأجبرتها الظروف على العمل في جمع النفايات الأمر الذي فاقم معاناتها.

 

دخلها يعادل إيجار منزلها

قالت (شيرين. ك) البالغة من العمر 41 عاماً، إنها تجمع النفايات لتؤمن ثمن إيجار المنزل الذي يبلغ مليون تومان شهرياً، كون زوجها مريض "أحياناً يصل دخلي من جمع النفايات من مليون إلى مليون ونصف تومان شهرياً، ففي بعض الأيام أجمع 100 ألف تومان، ويوماً آخر 50 ألفاً، ويوماً 20 ألفاً فقط، وبهذا الدخل الضئيل لا يمكن سد احتياجاتي من طعام وملابس ودفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز وإيجار المنزل".

وعن خطورة الإصابة بالأمراض المختلفة، فأوضحت أن "هناك خطر كبير للإصابة بالأمراض في هذا العمل، مثل مرض الإيدز، يجب أن نكون حذرين. إنه أمر صعب للغاية، ولكن ماذا علينا أن نفعل؟".

 

"البحث عن بقايا الطعام مع ابنتي"

وعن عملها، تقول "كل ليلة أقوم بجمع النفايات وأبحث في صناديق القمامة عن شيء ما وأبيعه لمشتري النفايات. أحياناً أبدأ بالبحث في المساء مع ابنتي، لأنني لا أستطيع تركها بمفردها في المنزل، فزوجي غير قادر على الاعتناء بها. أعمل ليل نهار حتى لا أتواصل مع أحد وأطعم نفسي وزوجي وابنتي، لكن ذلك لا يوفر ما يكفي لحياتنا. كل ليلة، من حلول الظلام وحتى الصباح الباكر، أتواجد في الشوارع مع ابنتي وأعمل لمدة عشر ساعات تقريباً".

وأضافت "ابنتي عمرها سبع سنوات وذهبت إلى المدرسة هذا العام. لا أستطيع حتى أن أشتري لها نصف اللوازم التي تحتاجها للمدرسة. قالوا إن المدرسة الحكومية لا تطلب المال، فسجلت ابنتي هناك، لكنهم يطلبون مني المال كل شهر، كما يقولون إنه يجب على الآباء تقديم الهدايا للمدرسة".

 

"والدي لم يسمح لي بالذهاب إلى المدرسة"

وأشارت إلى أنها ليست متعلمة ولا تريد أن تبقى ابنتها بدون تعليم "والدي لم يسمح لي بالذهاب إلى المدرسة، لذلك لا أستطيع سوى القيام بأشياء مثل جمع النفايات. في الصيف، أذهب إلى الحقول وأحصد البندورة والبطاطا والخيار والبازلاء، لكن هذه الأعمال لا تزيد مدتها عن شهر واحد، فماذا علي أن أفعل لبقية العام؟".