إيران... الاعتداء الجنسي واستغلال المرأة في مكان العمل

تواجه النساء في إيران تمييز كبير في مجال العمل والتعليم ففي معظم الوظائف الحكومية واجتياز اختبارات التوظيف والقبول، يتم تفضيل الرجال على النساء.

لارا جوهري

مهاباد ـ لا تعمل الطبقة المتعلمة من النساء بإيران في الأماكن المناسبة، وتواجه العاملات في المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية مشاكل مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي والإساءة اللفظية والعنف النفسي والاستغلال، حيث تجبرن على العمل بما يتجاوز طاقتهن وتتقاضين رواتب أقل من الرجال.

تقول المعلمة في مدرسة خاصة "أ.ب" أنها تعرضت للاعتداء والتحرش الجنسي من قبل مدير المدرسة وهي على رأس العمل. لا توجد رقابة على المدارس في إيران، فرغم الإساءة والاستغلال والعنف والاعتداء الجنسي الذي تتعرض له المرأة في مكان العمل، تلتزم النساء الصمت لأن المجتمع والقانون والأسرة يلومونهن بكل الطرق، فلا وجود لقوانين تحميهن.

 

"طلب مني مدير المدرسة ممارسة الجنس معه عدة مرات"

وأوضحت أنه أحياناً تكون الفصول الدراسية طويلة جداً لدرجة أن السكرتيرة تغادر وتبقى لوحدها في المدرسة، وفي مثل هذه المواقف تشعر بعدم الأمان لأن مدير المدرسة طلب منها ممارسة الجنس عدة مرات "في أحد الأيام أغلق المدير جميع أبواب المدرسة وقام بالاعتداء علي، هذه التجربة مؤلمة للغاية لدرجة أنني لا أستطيع حتى التعبير عنها بالكلمات، أصبح جسدي كله بارداً من الخوف وكان الأمر كما لو كنت قد فقدت القدرة على الحركة، كان يعتقد أن احترامي له علامة على رغبتي في الحصول على علاقة".  

وأضافت "لقد هددني مدير المدرسة عدة مرات بأنه سيخبر أخي عن مشاكلي الشخصية لأنه يعرف عائلتي ويعرف أنني أعيش في أسرة متدينة، وقد استغل نقطة الضعف هذه، وطلب مني ممارسة الجنس عدة مرات لكنني رفضت".

"أ.ب" التي تعرضت للاغتصاب في طفولتها، تقول عن الجزء الأكثر ألماً "لقد تعرضت للاغتصاب عندما كنت طفلة وعندما أخبرت عائلتي، قاموا بإلقاء اللوم علي ولم يستمعوا لي، لقد تسبب ذلك في عدم ثقتي بأحد شخص من عائلتي والشعور بالوحدة منذ الطفولة، وأن أبقى صامتة كلما تعرضت للاعتداء".

وعن التمييز وانعدام الثقة لدى المعلمات في المدارس قالت "في المدارس هناك عدد قليل من الصفوف للطالبات، ولا تفتقر المعلمات إلى الأمن الوظيفي فحسب، بل إن المدرسة لا تدعمهن عندما تتعرضن للإهانة بسبب عملهن فقبل أيام قليلة، عندما حدث شجار بين طالبين في الصف، اتهمني والدا أحدهما وأساء إلي، لكن مدير المدرسة لم يدافع عني أبداً، فأنا متأكدة من أنه إذا كان هذا الأمر حدث لمعلم رجل لكان الأمر مختلف تماماً".

وأضافت "نظراً لأن الرجال يُعرّفون على أنهم معيل الأسرة، فإنهم يحظون بالأولوية في الوظائف الحكومية ويحصلون على وضائف أفضل ورواتب أفضل. يعتبر المعلمون الذكور أنفسهم متفوقين وأكثر دراية من النساء، وهم لا يحترمون المرأة ومكانتها، وإذا أرادت النساء تحقيق النجاح، فإنهم يعرقلن طريقهن أو يخلقون مشاكل لهن".

وأشارت إلى أنها لا تستطيع التخلي عن وظيفتها، لكنها تتخذ إجراءات لحماية نفسها "لقد هددت مدير المدرسة وفي إحدى المرات واضطرت إلى أن أضربه على وجهه بحقيبتي. أخبرت صديقاً لي عدة مرات بأن يحذره بشكل غير مباشرة. ولقد حظرته أيضاً حتى لا يتمكن من الاتصال بي، وبسبب تضاؤل فرص تواصله معي جعله يتواصل مع معلمة أخرى".

 

"بيئة المدرسة غير آمنة"

وعن المشاكل النفسية التي تعترض لها بسبب التحرش الجنسي تقول "محاولات مدير المدرسة للتواصل الجنسي والعاطفي يزعج المرء كثيراً، وقد تجاوزت هذه المحالات حدودها. في كل مرة أرى فيها هذا الشخص، ينتابني شعور سلبي. لم أستطع النوم في كثير من الليالي وبكيت حتى وقت متأخر. إنه يشعر أنه يمتلكني لأنني أعمل في مدرسته وأحصل على أجر منه".

وحول الظروف الصعبة التي تعيشها النساء بسبب السلطة الأبوية في المجتمع أوضحت "ينظر المجتمع التقليدي والأبوي إلى النساء المستقلات نظرة استصغار، ويحاول قمعها. لست راضية عن الوضع المهني والاجتماعي للنساء وأعرف أن هذا ليس وضعي أنا لوحدي. جميع الفتيات في جامعتي تعانين من هذا الوضع، تقول الفتيات إن بيئة المدرسة ليست آمنة وقذرة، ولكن العديد منهن لا تستطعن التخلي عن الوظيفة، لأنهن بحاجة إلى المال، لو كان العمل الذي أبذله في دولة أخرى ربما كان وضعي أفضل".