'إيقاد شعلة نوروز يعني النصر بالنسبة للكرد'

في كل عام يوقد فيه الشعب الكردي شعلة عيد نوروز، هو تجديد للعهد الذي قطعوه على أنفسهم للوقوف بوجه الظلم والاستبداد، والتحلي بروح المقاومة والنضال.

نورشان عبدي

كوباني - أكدت الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات فلك يوسف، بأن عيد نوروز ولد من روح النضال والمقاومة والكثير من التضحيات التي قدمها الشعب الكردي، ليصبح رمزاً للانتصار وتأكيداً على وجود الهوية الكردية في جميع أنحاء العالم.

كل عام يحتفل المكون الكردي في 21 أذار/مارس بعيد نوروز الذي اعتبرته اليونيسكو أقدم تراث وعيد معنوي عالمي وقومي في الشرق الأوسط، ويحمل في معناه اليوم الجديد أو البداية الجديدة، وتعد إيقاد النيران في عشية يوم العيد فوق التلال إحدى أهم الطقوس التي يؤديها الشعب الكردي في الأماكن التي اعتاد أن يحيي فيها عيد نوروز، بالإضافة لارتداء الزي الفلكلوري المزركش بالألوان الزاهية، وعيد نوروز يصادف رأس السنة الكردية.

ويعود السبب في إحداث عيد نوروز إلى الانتفاضة التي قام بها كاوا الحداد في وجه الحاكم ضحاك الذي عرف بظلمه آنذاك، وانتصر عليه كاوا الحداد وأضرم النيران على سطح قصره وحمل شعلة بيده كدليل على المقاومة والنصر، فعلم الأهالي أنهم دخلوا على يوم جديد فكلمة "نو" تعني جديد و"وروز" تعني يوم، ومنذ ذلك الوقت بقيت الشعوب التي ترفض الظلم والاستبداد تضرم النيران في عيد النوروز.

وعن أهمية عيد النوروز أجرت وكالتنا لقاءً مع الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا فلك يوسف التي قالت "في البداية نبارك لكافة الشعوب وبشكل خاص الشعب الكردي والقائد عبد الله أوجلان والشعوب التي تقاوم وتناضل من أجل الحرية، بحلول عيد النوروز الذي يحتل أهمية ومعنى خاص بالنسبة للشعب الكردي، فعندما نتحدث عن عيد نوروز فأننا نتحدث عن الانتفاضة والمقاومة في وجه الدكتاتورية والسلطوية لنيل الحرية".

 

"نوروز بالنسبة لنا انتفاضة بوجه الدكتاتورية"

عن العراقيل التي طالت الاحتفال بالعيد نوهت فلك يوسف "في الأجزاء الأربعة من كردستان كانت الدول المتسلطة تسعى وبشتى الوسائل إلى منع الشعب الكردي من الاحتفال بعيد النوروز، من خلال الاعتقالات التي تنتهي بالتعذيب أو القتل، ونتيجة لكل ذلك القمع والظلم باتت الشعوب تنطوي شيئاً فشيئاً للاستسلام والتخلي عن إحياء عيد نوروز".

وعن دور القائد عبد الله أوجلان في الحفاظ على عيد نوروز قالت "بظهور القائد عبد الله أوجلان وحركة التحرر الكردستانية التي قدمت العشرات من الشهداء الذين جعلوا من أجسادهم مشاعل النصر وجسور لعبور الشعوب لبر الحرية والانتصار، أمثال روناهي وسما ورهشان ومظلوم دوغان ورفاقه والكثير من شباب وشابات الكرد، في سبيل أن يعود هذا اليوم ويحمل معناه الحقيقي مرة أخرى، ولكي تتعرف الشعوب أكثر على أهميته".

 

"طريقة الاحتفاء بنوروز قبل ثورة 19 تموز وبعدها"

وعن الفرق الذي اتسمت به احتفاليات عيد نوروز بعد تشكيل الإدارة الذاتية على شمال وشرق سوريا تقول فلك يوسف "اختلفت طرق وأساليب استقبال عيد النوروز بعد انطلاق ثورة روج آفا، فالشعب الكردي اليوم يستقبل عيده القومي والوطني بالمقاومة والنضال بالرغم من كل الاعتداءات، ففي وقتنا الحاضر يوجد الكثير من أشباه ضحاك يقفون بوجه القضية الكردية والشعب الكردي، ومن خلال المقاومة التي يبديها القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي تمكن من إخراج روج آفا من الظلام إلى النور ووضعها على طريق الحرية والمساواة".

 

"في كل عام نستقبل نوروز بتجديد عهد المقاومة"

أكدت فلك يوسف أنه "بالرغم من الانتهاكات والهجمات التي طالت الشعب الكردي، نجدد العهد مع الشهداء والقائد عبد الله أوجلان على الاستمرار بالنضال والمقاومة بوجه السلطوية والظلم حتى نيل الحرية، من خلال إصرارنا على الاحتفال بعيد النوروز من كل عام".

تطرقت في حديثها للطقوس المقامة في المقاطعة "يجتمع الأهالي لإيقاد شعلة الانتصار في تلة مشتى النور وكانيا كردان وتعرف هذه الأماكن باسم نوروز كوباني، مع إيقاد شعلة عيد النوروز وسماع زغاريد النساء ورفع رايات النصر نشعر بروح المقاومة، ونحن في هذه المدينة عندما يقال عيد النوروز يخطر ببالنا مشتى النور وعندما يقال مشتى النور يخطر لنا عيد النوروز".

وفي نهاية حديثها قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا فلك يوسف "بروح النضال والمقاومة اليوم يحتفل الأجزاء الأربع من إقليم كردستان بعيد النوروز، بتلك الروح التي أثبتت أهمية هذا اليوم والمعنى الحقيقي له، ونأمل أن يكون عيد هذا العام نصر على القوى السلطوية وحرية للقائد عبد الله أوجلان".