آيات عموري تحتفظ بذكريات بلدها من خلال إحياء النقوش الفلسطينية

تعيد الأحداث التي يشهدها قطاع غزة من هجمات إسرائيلية زادت الوضع الذي يعيشه السكان سوءاً إلى آيات عموري انتمائها إلى فلسطين الذي ظهر كلوحات جدارية زينت شوارع بنغازي

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .   
درست الأدب الإنكليزي لكنها توجهت مؤخراً للتصميم والرسم على الجداريات وأسست منظمة أمل للرسم على الجداريات، ولم تنسى من خلال عملها هذا إحياء الثقافة الفلسطينية. تقول "مدينة بنغازي هي مسقط رأسي، ولكن فلسطين هي مسقط روحي".
آيات خليل عموري تحمل جواز سفر سوري، ووثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين، لكنها من مواليد مدينة بنغازي في ليبيا، ورغم كل تلك التشعبات في حياتها إلا أنها لا تشعر بأنها تائهة الهوية بل تشعر بانتمائها لكل قطعة من تلك البلدان التي تحمل أسمائهن في وثيقة سفرها.
تقول عن دعمها لأهالي غزة والقضية الفلسطينية رغم أنها لم تعرف تلك البقعة من الأرض سوى أنها أرض الأجداد "أنا لست عنصرية، ولا أظن أن من ينتصر لفلسطين أو يساند القضية الفلسطينية عنصرياً، ففلسطين لكل العرب والمسلمين".
ولدت في مدينة بنغازي بعد وصول أهلها إلى ليبيا عام 1983، حيث كانت وجهة أعمامها الأولى بعد خروجهم من فلسطين عام 1948 هي سوريا، وتوجه أخوالها إلى الأردن، ثم شد والدها الرحال نحو ليبيا تحديداً نحو بنغازي.
 
"غريزة حب الوطن تحركت بداخلي"
نشطت آيات عموري مؤخراً على صفحات التواصل الاجتماعي داعية إلى الخروج في مظاهرات مناصرة لما يحدث في فلسطين، ولما تتعرض له مدينة غزة من قصف طال الأطفال والنساء وهدم البيوت، فدعت إلى تنظيم مظاهرة مليونية بالاتفاق مع السفارة الفلسطينية في بنغازي.
كثير من المحيطين بها لم يكونوا يعلمون بأنها فلسطينية الأصل، وبعد الأحداث التي تمر بها غزة خرجت منادية ومساندة بقوة للقضية، وهي تقول عن ذلك "نعم أنا لم أذهب إلى فلسطين يوماً ولم ازرها، ولكن شعور الانتماء وسريان محبتها في الدم فهي مسقط روحي جعلني اتضامن روحياً معها، فغريزة حب الوطن تحركت بداخلي ودفعتني لدعمها".
 
المناصرة المعنوية تعني الكثير
تقول آيات عموري عن أهمية الدعم المعنوي "قد يظن الكثيرين أن الدعم المعنوي لا يفيد القضية، ولكن أنا أخبرهم بمجرد خروجك والمشاركة والهتاف باسم فلسطين يجعلك تخرج كل ما في روحك من غضب وحب، تشعر حتى ولو معنوياً بأنك قدمت شيئاً للمقاومة هناك، بمجرد إطلاق صوتك سيصل بالتأكيد، وسترتفع المعنويات هناك ليعرفوا بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المحنة".
وتشير بأن تلك النداءات التي أطلقتها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وصلت إلى القنصلية التي استدعتها من أجل تنظيم هذه المظاهرة، وستعمل القنصلية على توفير الموافقات الأمنية للمظاهرة والحماية لها.
وتؤكد آيات عموري بأن المشاركين في المظاهرة ليسوا من فلسطين فقط بل هناك مجموعة كبيرة من الشباب والشابات الذين ينتظرون بحماسة للمشاركة فيها حتى أنهم قاموا برفع علم فلسطين فوق أنابيب الجزيرة، "جزيرة الجعب" بمدنية بنغازي.
 
"حديث الذكريات مع أبي"
حول ما الذي تعرفه عن فلسطين تقول "لا أعرف الكثير عنها فأنا لم أزرها يوماً، ولكن حديث الذكريات مع أبي وما أراه في عينيه عند الحديث عنها يشعرني بأنني أعرف الكثير عنها، فلازلنا نحتفظ بعاداتنا وتقاليدنا ولازال والدي يحتفظان بلهجتهم الفلسطينية، وأنا أيضاً اتحدث بهذه اللهجة معهم".
 
لمسة أمل للرسم على الجداريات
وعن كيفية عملها وتوجهها في رسم الجداريات على الرغم من صعوبة تقبل المجتمع لهذا العمل فما بالك لو كانت فتاة وفلسطينية تقول "كنت أمر من أمام سور المدينة الرياضية فأرى المساحات الجدارية البيضاء قد تم تشويهها بكلمات بذيئة، وخربشات لا طائل منها، فقلت لماذا لا يتم استغلالها في الرسم، وكانت بداية الانطلاقة بفريق مكون من مجموعة من الشباب الشغوفين، والمحبين للرسم أرادوا تكريم الفنان الكوميدي الراحل صالح الأبيض، برسم جدارية له بطريق المدينة الرياضية، ثم قمنا برسم جداريتين واحدة تكريماً لملحمة آل حرير، والأخرى للمسرح وأدوات السينما والفن".  
وتضيف أنها قررت بعد ذلك أن تحول الفريق إلى منظمة باسم لمسة أمل للرسم على الجداريات، وتقوم بتسجيلها بشكل رسمي وهنا تعرضت للعديد من الإجراءات التي عطلت افتتاح المنظمة منها أنها غير ليبية، وكيف أنها فتاة وترسم على الجدران وفي الشوارع، وبعد مشوار طويل من الروتين في التسجيل، تمكنت من تسجيل المنظمة، وبدأت في عملها داخل مدينة بنغازي.
وتقول آيات عموري بأنها بين الحين والآخر تضفي لمسة فلسطينية على تصاميمها، وتؤكد على أن العادات والتقاليد لا تختلف كثيراً بين الدول العربية، فهناك كثير من التشابه خاصة في الأدوات المستعملة في الطهو، والخيم واستخدام أقمشة بعينها.