أول تطبيق رقمي بغزة يصل النساء المعنفات بمزودي الخدمات

أنهى مركز الإعلام المجتمعي المرحلة الأولى لإنشاء أول تطبيق رقمي عبر الهاتف الذكي يسهل وصول ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي من النساء بمزودي الخدمات والمؤسسات في قطاع غزة

رفيف إسليم
غزة ـ ، بمشاركة عدة مبرمجات شابات في إطار تنافسي للعمل على تطوير أفضل إصدار من تطبيقات الهواتف الذكية التي تدعم وتسهل تقديم تلك الخدمة.
 
 
قالت مديرة مركز الإعلام المجتمعي عندليب عدوان أن هذا المشروع جاء ضمن سلسة مشاريع أخرى ينفذها المركز تحت عنوان "مساحاتنا الآمنة" لتحسين مستوى الحماية للنساء والشباب من العنف المبني على النوع الاجتماعي، بالشراكة مع مؤسسة أرض الإنسان، لافتة أن مدته ستكون عام ومن المحتمل أن تمتد لثلاثة سنوات، كي تنهى خلاله عدة مشاريع أخرى منها الهاكثون وتطبيق الهاتف الذكي ومجموعة التدريبات والدراسات.
وأشارت عندليب عدوان إلى أنه من ضمن المشروع أعدت دراسة حول حقوق المرأة وقضاياها ودراسة أخرى بعنوان "الأساس المعرفي للجمهور حول حقوق المرأة" وقد أشرك خلال الدراستين السابقتين عدد من الشباب والشابات بهدف نقل المعرفة المكتسبة للبيئة التي تحيط به بالتالي تشكيل نوع من الوعي، مضيفة أن سيتم أيضاً بناء قدرات مجموعة من الإعلاميات الشابات حول المعارف الصحفية والمحتوى من منظور جندري.
وعن فكرة التطبيق أوضحت عندليب عدوان أن الكثير من النساء المعنفات تسكن المناطق الحدودية فيصعب وصولوهن لمزودي الخدمات والمؤسسات، كما أن هناك معتقدات مجتمعية تمنع المرأة المعنفة من تقديم شكواها لذلك كان لابد من الوصول إلى حل للمشكلة ومساعدة تلك النساء عبر توفير تطبيق رقمي يمكنهم بسهوله تحميله عبر الهاتف الذكي واستخدامه للتبليغ عن حالة العنف بسلامة وأمان والحصول على التدخل المناسب.
ولفتت عندليب عدوان الانتباه إلى أن العمل على التطبيق مستمر منذ ما يقارب الشهر للخروج بالشكل النهائي ولاختيار الاسم المناسب أيضاً وسيكون جاهز ليمر بالمرحلة التجريبية بعد (15) يوم لمعرفة مزاياه وعيوبه ومن ثم جعله متاح بشكله النهائي عبر متجر التطبيقات، مشيرة أن تلك الخطوة تمت عن طريق مسابقة عقدت بين ثلاث فرق ضمت (18) شابة مبرمجة ليفوز بالمسابقة فريق "مبرمجات المستقبل" المكون من 6 مبرمجات.
وأوضحت أن جميع المبرمجات خضعن لعدة تدريبات حول موضوعات حقوق المرأة، وقضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي كذلك وضع المرأة في القوانين الفلسطينية أو الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فلسطين مثل اتفاقية سيداو التي تنص على "محاربة جميع أشكال العنف ضد المرأة" وغيرها من الاتفاقيات، مضيفة أن تلك التدريبات كانت مكثفة على مدار عدة أيام ليكون لدى الشابات معلومات حول واقع المرأة وحقوقها.
وعن العقبات التي واجهتها خلال تنفيذ التطبيق تقول أن المشاركات لم يكن لديهن أي خبرات سابقة أو وعي عن قضية العنف المبني على النوع الاجتماعي أو بقضايا النساء عموماً فكان لابد قبل البدء بالعمل على برمجة التطبيق تعزيز الوعي لديهن بتلك القضايا والمشكلات التي تواجه الكثير من النساء، مضيفة أن دمج الفتيات للعمل ضمن فريق واحد بروح واحدة لم يكن أمر سهل بل استغرق منهم بعض الوقت.
لكن الخروج بعدة نتائج أهمها ثلاث مقترحات لشكل التطبيق أي الأيقونة التي ستمثله عبر متجر التطبيقات وثلاث مقترحات أخرى للاسم كان كفيل لأن يشعرهم بالإنجاز الذي حققنه خلال شهر فقط حسبما أفادت عندليب عدوان، مردفه أن ما يتم العمل عليه الآن هو عدة نقاط متعلقة بسهولة الاستخدام واستخراج التقارير من قبل مالكي التطبيق وأيضاً حماية خصوصية بيانات المستخدمات من النساء المعنفات.
وستضم المرحلة المقبلة حسب حديث عندليب عدوان الانتهاء من برمجة التطبيق من خلال وضع كافة بيانات المؤسسات التي تقدم خدماتها للنساء المعنفات في قطاع غزة فقط ليتم إطلاقه خلال فترة تجريبية لمدة شهرين، مشيرة إلى أنها ستسعى جاهدة كي يتم العمل على توسيع التطبيق ليشمل كافة المؤسسات المعنية بتقديم خدماتها للنساء في كلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة لتتمكن النساء في فلسطين كافة من استخدامه.