'إتقان اللغة الأم ضروري لاكتساب مهارات بلغات أخرى'

أكدت عالمة النفس شيوا سلطان بور أن اللغة الأم تؤثر بشكل إيجابي على التقدم الأكاديمي للأطفال، وهي جزء من الهوية الشخصية والجماعية وتؤثر على مستقبل الشخص وقرارته.

لارا جوهري

مهاباد ـ اللغة الأم هي اللغة الأولى التي يتعلمها الإنسان منذ الولادة ثم يستخدمها، لذلك لعبت اللغة الأم دوراً مهماً في التعليم، فالتركيز عليها يمكن أن يحرز تقدم كبير في رفع مستوى العلم والتقدم الأكاديمي للأطفال.

للتعرف على تأثير اللغة الأم على تعليم الأطفال وتطوير قدراتهم، أجرت وكالتنا حوار مع عالمة النفس وطالبة دكتوراه في علم النفس التربوي شيوا سلطان بور.

 

هل يمكن أن يكون التعلم باللغة الأم فعالاً في التقدم الأكاديمي للأطفال، وما هي طرق تقوية اللغة الأم؟

يلعب التدريس باللغة الأم دوراً مهماً في تعلم القراءة والكتابة، ويمكن أن يتسبب في المزيد من الاهتمام بحضور الفصل والمدرسة ويقلل بشكل كبير من معدل التسرب والأمية. تعلم القراءة والكتابة باللغة الأم يمكن أن يزيد من ثقة الطفل بنفسه، وهذه الزيادة في الثقة بالنفس تزيد من سرعة تعلم الدروس، لأن الطفل منخرط في تعلم القراءة والكتابة بلغة كان على دراية بها منذ ولادته.

فقضاء الوقت مع الطفل وقراءة القصائد والقصص واستخدام المصطلحات والأفلام ومسلسلات الأطفال والمناقشات باللغة الأم، سيساهم في تقوية اللغة وتعزيزها وكذلك تشجيع الطفل.

 

هل ترين أن التحدث باللغة الأم له تأثير على صحة الطفل العقلية؟

قد يكون التعلم بلغة أخرى غير اللغة الأم في بعض الأحيان مثيراً للقلق لدى الطفل ويضر بقدرته على التعلم. يزداد هذا الضرر عندما لا تكون لغة المعلم الرئيسية هي لغة الطفل الأم. في بعض الأحيان، وجود طفل وخاصة طلاب الصف الأول والثاني، في فصل حيث يقوم المعلم بالتدريس بلغة ثانية؛ يدفع الطفل إلى تجنب الدروس ويخلق نوعاً من النفور من المدرسة ويتسبب في الشعور بالقلق لدى الطفل، مما يؤثر على مستقبله التعليمي. في بعض الأحيان، يتسبب التعليم بلغة غير اللغة الأم في ظاهرة تسمى فقدان اللغة الأولى والصمت الانتقائي (هو اضطراب وقلق وبسببه يكون الشخص الذي عادة قادر على التحدث لا يتحدث في مواقف محددة أو لأناس محددين)، الأمر الذي يتطلب علاجاً نفسياً وأدوية.

الأطفال الذين لديهم أسس أقوى في لغتهم الأم لديهم فهم أفضل لأنفسهم ومكانهم في المجتمع. تلعب اللغة الأم دوراً مهماً في تنمية الهوية الشخصية والاجتماعية والثقافية، ولهذا السبب فإن اللغة الأم تعطي هوية الشخص في كل أبعادها وتؤثر في جميع جوانب حياته.

 

يتحدث بعض الآباء مع الطفل بلغة غير لغته الأم لتجنب الضرر الأكاديمي المحتمل، ما تأثير ذلك على الأطفال؟

يمكن أن يكون عزل اللغة الأم وتعلم لغة ثانية قبل الذهاب إلى المدرسة تأثير سلبي على المهارات المعرفية للطفل ويمكن أن يتسبب أيضاً في تأخير وتعطيل تعلم اللغة الثانية. الأطفال الذين يستفيدون من تعلم لغات متعددة على أساس لغتهم الأم يكون أداءهم في لغتهم الثانية أفضل من الأطفال الذين يتم تجاهل لغتهم الأم تماماً في تعليمهم.

ويؤدي التعلم الناجح للغة الأم وزيادة الكفاءة فيها إلى النجاح في تعلم اللغات الأخرى واستخدامها، والحد منها وإهمالها يترك آثاراً لا يمكن إصلاحها.

دعم اللغة الأم لا يعني إهمال اللغتين الثانية والثالثة لأن تعلم اللغات الأخرى أمر ضروري في عصرنا ولا يوصى باستخدام لغة واحدة بأي شكل من الأشكال، ولكن شرط اكتساب المهارات في لغات أخرى هو إتقان اللغة الأم. كما أن تعليم اللغة الأم ضروري للحفاظ على ثقافة تلك اللغة.