اتحاد المرأة الأرمنية يعمل نحو تطوير النساء الأرمنيات وتفعيل دورهن في المجتمع

يعمل اتحاد المرأة الأرمنية في شمال وشرق سوريا على تقوية النساء الأرمنيات وتطويرهن بعد 107 أعوام من التهميش كما يساندهن من كافة النواحي لتعريفهن بذواتهن وحقيقتهن.

شيرين محمد

الحسكة ـ تأسيس اتحاد المرأة الأرمنية في مناطق شمال وشرق سوريا خطوة كبيرة لتفعيل دور الأرمنيات في المجتمع وإعادتهن لهويتهن الحقيقة.

لم يتوقف الاحتلال التركي عن إبادة الشعوب وارتكاب الجرائم بحقها، ومن الشعوب التي عانت من التهجير والتهميش الشعب الأرمني، الذي تعرض لإبادات كثيرة من قبل الاحتلال التركي، وخاصة النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والقتل وابتعدن عن كيانهن وواجهن مفاهيم وعادات المجتمع الأبوية، ولكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية أصبح لكل مكون الحق في ممارسة ثقافته ولغته وديانته، وكان للمرأة الدور الأكبر في هذه المؤسسات.  

وبهدف لم شتات النساء الأرمنيات بعد الإبادات التي تعرضن لها تأسس اتحاد المرأة الأرمنية الذي أعلن عنه في أول مؤتمر للمرأة الأرمنية في 30 آب/أغسطس الماضي، وخطت الأرمنيات أولى خطواتهن نحو التنظيم، وتوحيد الصف في مواجهة الأخطار التي قد تتعرض لها المرأة الأرمنية في المستقبل، ولتشكيل اتحاد قوي ومتين من أجل الوقوف ضد كافة التهديدات والإبادة.

وعن الاتحاد وأهميته وأهدافه قالت الناطقة باسم اتحاد المرأة الأرمنية اربيكس بريان أن "تأسس الاتحاد بعد مسيرة طويلة من العمل الدؤوب والجهد المكثف لضم الأرمنيات من الشتات وفي مناطق شمال وشرق سوريا، لأن الاحتلال التركي ومرتزقته عدو تاريخي للشعب الأرمني فقبل 107 أعوام ارتكب إبادات جماعية بحق الأرمن".

وأضافت "أيماناً منا بأهمية دور المرأة في بناء المجتمعات، أعلنا عن تأسيس اتحاد المرأة الأرمنية الذي يهدف ويسعى إلى تفعيل دور الأرمنيات في المجتمع وإعادتهن إلى هيكلهن وهويتهن، لأن حرية المرأة ستكون ضمان خلق مجتمع ديمقراطي، وضمان حرية المرأة وحقوقها من الأهداف الأساسية لاتحاد المرأة الأرمنية، لأنه لا بد من معالجة قضية المرأة ورفع مستواها في كافة المجالات، وتأمين حياة كريمة ومستقرة لها والدفاع عنها بوجه العنف والاضطهاد وضمان حقوقها المشروعة".

وعن الصعوبات التي واجهتهم قالت "واجهتنا صعوبات كثيرة في بداية تأسيس الاتحاد، وكان منها نظرة المجتمع للمرأة وخاصة الأرمنية، ولا زلنا نعاني من هذه الصعوبات، ولكننا نسعى من خلال هذا الاتحاد الانخراط في المجتمع وجمع شتات الأرمنيات وتغيير الفكر الرجعي، وإعادة المرأة إلى هيكلها الأساسي، من خلال الاجتماعات التي قمنا بها خلال شهر من العمل، وانضمت إلينا 15 امرأة حتى الآن، ونسعى يوم بعد يوم لتقوية النساء ليتمكن من مواجهة كل العقبات".

 

"فكر القائد أوجلان كان الداعم لنا"

وأشارت اربيكس بريان إلى أن "المرأة الأرمنية لم تُهمش فقط كمكون بل ضاعت جميع حقوقها في البيت وفي المجتمع، ولكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية وبفضل فكر القائد عبد الله أوجلان وصلنا اليوم إلى ما نحن عليه وتمكنا من التمتع بحقوقنا والتقرب من ثقافتنا ولغتنا، فهذه فرصة لنا لنثبت أنفسنا كنساء في النواحي المجتمعية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية، الثقافية، ونرى أن جميع نساء شمال وشرق سوريا يدافعن عن أرضهن بقوة سائرات على الطريق الذي رسمه القائد أوجلان".

 

"المبادئ الأساسية للاتحاد"

وعن المبادئ الأساسية للاتحاد قالت اربيكس بريان "المبادئ الأساسية للاتحاد هي محاربة مرتكبي الإبادة واعتبار ما حدث بحقنا جرائم حرب، ومحاربة الذهنية السلطوية في المجتمع، والمساواة بين الجنسين في كافة المجالات الحياتية لأن المرأة لها الحق في تولي المناصب، وأيضاً لها الحق في المساهمة بتشكيل تنظيمات سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وغيرها من التنظيمات الخاصة".

وأشارت إلى أنه "عند إصدار قوانين خاصة بالمرأة في المجلس الاجتماعي الأرمني، يتوجب مراجعة اتحاد المرأة الأرمنية، فهو يمنع تزويج القاصرات وفي حال حدوث ذلك يتبنى الاتحاد الفتاة ويحميها من العنف الأسري، ويمنع تعدد الزوجات ويعاقب عليها قانونياً بحسب المادة 13 في قانون المرأة، وهناك الكثير من المبادئ التي تهدف بشكل مباشر إلى حماية المرأة من العنف والظلم للسير نحو مجتمع عادل وديمقراطي"، مضيفةً أن للاتحاد لجان متعددة منها لجنة التدريب الفكري، والتدريب اللغوي، ولجنة العلاقات، والاقتصاد، وأهلية العمل، ولجنة الثقافة، ولجنة حماية المرأة، ولكل لجنة عملها الخاص.

واختتمت اربيكس بريان حديثها بالقول "يجب على جميع النساء الأرمنيات الانضمام إلى الاتحاد لنلم شتاتنا ونبني أنفسنا من جديد، لتوحيد صفوفنا ضد الاحتلال لمنع تكرار الإبادة التي طالت الشعب الأرمني، ونحن اليوم صانعات القرار ولن نسمح للاحتلال بتكرار مجازره بحقنا وحق شعوب المنطقة".