أطفال إقليم تحناوت محرومون من الدراسة بعد تضرر مدارسهم إثر الزلزال

رغم انتقال الأسر بإقليم تحناوت التي تضرر إثر الزلزال المدمر إلى العيش في الخيام، إلا أن الأطفال لم يلتحقوا بفصول الدراسة. أغلب المدارس تضررت بفعل الزلزال، وتلك التي لم تتضرر استعملت لإيواء الأسر التي تهدمت بيوتها كلياً أو جزئياً.

رجاء خيرات

المغرب ـ في مدينة تحناوت التي تضررت مبانيها إثر الزلزال الذي ضرب الإقليم في الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، لا يجد الأطفال ما يفعلونه طيلة النهار إلا مساعدة الأهالي في جلب بعض الحاجات أو اللعب بجانب الخيام التي يعيشون فيها، في انتظار أن يتم تأهيل المدارس واستئناف عملية الدراسة.

في إقليم تحناوت الذي تحول إلى مخيم مفتوح للأسر المتضررة بفعل الزلزال، لا يجد الأطفال ما يفعلونه طيلة النهار سوى جلب المياه من الصهريج الكبير الذي تم وضعه رهن إشارة الأسر التي اتخذت من الخيام مساكن لها، أو اللعب قبل أن يحل الليل ويلجأ كل إلى مسكنه المؤقت، بعد حرمانهم من الدراسة أثر تضرر المدارس وتهدمها بعضها بشكل كامل بسبب الزلزال المدمر.

في الملعب الرياضي الكبير لمدينة تحناوت، نصبت العديد من الأسر خيامها وجلبت أغراضها من أغطية وألبسة وأواني للمطبخ من المنازل المتصدعة.  فعلى طول الطريق المؤدية إلى دائرة أسني أو في أعلى التل المطل على المدينة تنصب الخيام التي تأوي الأسر الفارة من البيوت المتصدعة التي يمكن أن تنهار في أية لحظة.

وحول ذلك تقول لطيفة أيت أوفقير "نعيش ظروفاً صعبة في الخيام. على الرغم من أنها توفر لنا إيواء مؤقتاً، إلا أننا تعبنا من جلب الحاجيات من البيت الذي تصدعت أغلب أجزائه. لا أستطيع أن أحضر الطعام لأطفالي هنا. أضطر للمخاطرة والذهاب إلى بيتي لطهي الطعام وجلبه لأبنائي هنا إلى داخل الخيمة، أما وجبة العشاء فنكتفي بالقليل فقط وننام في انتظار أن يشرق علينا يوم جديد، على أمل أن نعود لبيوتنا وحياتنا الطبيعية".

وأضافت أنها لا تعرف بعد مصير أطفالها، فالدراسة لم تستأنف بعد، لافتة إلى أنه في بعض المناطق المنكوبة التحق التلاميذ بفصول الدراسة داخل خيام مجهزة، بينما في إقليم تحناوت لازال الأطفال محرومين من المدرسة.

الطفلة نهاد إد أوبلال الطالبة في الصف الثامن إعدادي قالت إنها لا تذهب إلى المدرسة بسبب تضرر الفصول إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة "اشتقت لمدرستي، وأخشى أن نحرم هذا العام من متابعة دراستنا".

أما عبد الرحمان إد بن يوسف وهو طالب في الصف التاسع إعدادي فيؤكد أن العيش في الخيام أمر أشبه بالجحيم، وأمنتيه العودة للعيش في منزله والالتحاق بمدرسته التي اشتاق إليها كثيراً.

يتذكر عبد الرحمان يوسف ليلة وقوع الزلزال ويقول "كنت في غرفتي مستلقياً، فجأة سمعت صوتاً قوياً. في البداية ظننت أن الأمر يتعلق بزلزال خفيف، لكن الصوت كان يزداد قوة مع مرور الوقت، إلى أن سقط جزء من سقف المنزل على كتفي، لم أصب بأذى، وتمكنا بعدها الخروج من المنزل برفقة عائلتي الذي انهار جزء منه".

وبدورها أشارت الطفلة خديجة لشكر طالبة في الصف السابع إن أغلب المساعدات يتم توجيهها نحو قرى الحوز المتضررة، في حين إقليم تحناوت لا يفكر فيه أحد، ولم يتم تقديم المساعدات له.

وأعربت عن أسفها لكونها لم تتمكن من متابعة الدراسة خلال السنة الماضية بسبب ظروف عائلية مرت بها، ولا ترغب أن يتكرر الأمر مرة أخرى هذا العام.

وأوضحت أنها فقدت العديد من أقربائها بسبب الزلزال "في كارثة الزلزال المدمر فقدت عمي وجدتي وبعض أقربائي، أنه شيء محزن، كما أن منزلنا لم يعد صالح للسكن لأنه انهار بالكامل".

زينب واكريم طالبة في الصف الثاني الثانوي فتؤكد أنه على الرغم من انتقالها للعيش رفقة أسرتها في خيمة كغيرهم من سكان تحناوت، إلا أنها مواظبة على متابعة دراستها في الثانوية التي تدرس فيها، ولا يمكنها أن تتغيب عن الدروس بحكم أن السنة المقبلة ستكون نهاية مشوارها الدراسي الثانوي.

وعن ظروف الإقامة في الخيام قالت إنها جداً صعبة، حيث تضطر للتوجه لبيتها، رغم خطورة وضعه، فالإقامة في الخيمة وانعدام توفر المرافق الصحية يصعب من الوضع.

وقال المسؤولون عن مدرسة ابن حبوس الابتدائية التي تم إخلاؤها من الأسر التي كانت تقطن بها، أمس الثلاثاء 19أيلول/سبتمبر، إنه ضماناً لاستئناف الدراسة فقد تم تحضير أربع حجرات دراسية، وذلك باعتماد التوقيت الثلاثي، حيث سيتناوب ثلاثة مدرسين على قاعة واحدة من أجل ضمان سير الدراسة بشكل طبيعي، في انتظار تعويضها بخيام أو حجرات متنقلة.

وتتخوف الأمهات من حلول فصل الشتاء، حيث لن تصمد الخيام طويلاً على مقاومة البرد والأمطار والثلوج، كما أنها ستتحول إلى برك من الطين بسبب تهاطل الأمطار، مما سيضاعف من معاناتهن رفقة أطفالهن، خاصة وأن برنامج إعادة تأهيل المباني سيأخذ وقتاً قد يمتد لسنوات.