'أتعامل بحذر مع المنظمات الدولية واعتمد في الدعم على ربات البيوت'

تشربت حب العمل التطوعي منذ صغرها وكبرت على مساعدة المحتاج وإعانته، "كانت جملة والدي "عطي وماتأخذش" هي المحفز للعمل ولطالما رددتها وأحببتها"، هكذا تقول رئيس مجلس إدارة منظمة الرفقة الطيبة للعمل التطوعي والخيري رجعة الحضيري.

ابتسام اغفير
بنغازي ـ
رئيس مجلس إدارة منظمة الرفقة الطيبة للعمل التطوعي والخيري رجعة الحضيري تقول "قبل عام 2011، لم يكن هناك منظمات للمجتمع المدني أو التطوعي إلا بعدد محدود جداً قد لا يتجاوز عددها ثلاث جمعيات خيرية على مستوى ليبيا، نظراً للظروف السياسية التي كانت تعيشها البلاد آنذاك، وعلى الرغم من ذلك كنا نعمل من بيوتنا ونساعد الناس بكل استطاعتنا".
وتضيف رجعة الحضيري عن تطور نشاطاها في العمل الخيري "بعد ثورة 17 فبراير عام 2011، بدأنا في العمل الخيري والتطوعي وكانت بدايتي في العمل العلني من خلال مكتب حصر الشهداء والأسرى والمصابين في الحرب، ثم قمت مع مجموعة من الأشخاص بتأسيس جمعية رحمة للعالمين الخيرية، التي حاولنا من خلالها تقديم الدعم للأسر المحتاجة في مختلف المدن الليبية خاصة في المنطقة الغربية". 
 
منظمة لدعم الفتيات اليتيمات
وتوضح "في عام 2012 قمت بتأسيس جمعية الرفقة الطيبة وهدفها الأساسي هي مساعدة الفتيات اليتيمات وتجهزيهن "جهاز الزواج" بالكامل"، وتضيف بأن الفتيات لسن من فتيات دور الرعاية، وإنما من فقدن أهلهن ويعشن مع اخوتهن أو جداتهن، وعملت الجمعية على تجهيز فتيات كثيرات منهن ذوات إعاقة من فئة الصم والبكم، كما ساعدت كثير من الشباب بتحمل بعض من تكاليف الزواج.
 
تكريم مختلف ومميز بهدايا بسيطة
تقول رجعة الحضيري عن فكرة الاحتفال بعيد الأم التي قامت بها الجمعية "لقد كانت فكرة تكريم الأمهات مقدمة من إحدى المتطوعات في الجمعية، وقدمنا هدايا بسيطة إلى كل أم في بيتها بشكل مفاجئ، وكان لها أثر كبير في نفوسهن".
 
الرجل والمرأة متساوون في العطاء
وتؤكد رجعة الحضيري بأن "العمل التطوعي هو مناصفة بين الرجال والنساء فكل شخص يقدم العطاء والعمل الخيري بقدر استطاعته"، ويتألف فريق منظمة الرفقة الطبية من أربع نساء ورجل واحد، لكن همتهم عالية وكبيرة من أجل تقديم الدعم لأكبر عدد من الأسر المحتاجة.
وعن الصعوبات التي واجهتها خلال عملها التطوعي "من الناحية الشخصية لم تواجهني أي صعوبات، لكن الصعوبة التي واجهتني كانت تكمن في توفير الدعم المادي للمساعدة".
 
حذرة في التعامل مع المنظمات الدولية
وعن كيفية حصولها على الدعم، وهل هناك منظمات دولية شاركت في دعمها تقول "يتم تقديم الدعم للمنظمة عن طريق ربات البيوت أما فيما يخص التجار فان الدعم توقف منذ فترة"، وتشير بأن "موائد الرحمن التي تقوم المنظمة برعايتها في شهر رمضان فهي مقدمة من ربات البيوت، ونقوم بتحديد يومين في الأسبوع وإرسال رسائل نصية لهن بحيث يقمن بتجهيز ما تيسر من موالح وحلويات ومن ثم نقوم بتوزيعها على الموائد، وهناك بعض التجار يجلبون لنا الماء والحليب كدعم منهم في شهر رمضان".
وتؤكد أنها لم تتلقى دعماً من الدولة أو المنظمات، وإنها حذرة في التعامل مع هذه المنظمات خاصة الدولية منها.
 
المجتمع الليبي يعتمد على المنظمات الخيرية بنسبة 90%
وتختتم رئيس مجلس إدارة منظمة الرفقة الطيبة للعمل التطوعي والخيري رجعة الحضيري حديثها بالقول أن العمل الخيري تأصل في داخلها فهي لا تطمأن إلا بمساعدة أحدهم، ولن تطلب من أي منظمة كانت الدعم فهي عملت في البداية بسيارتها التي كانت تنتقل بها من مكان لآخر من أجل جمع التبرعات ومن ثم توزيعها، وحين تحتاج للمساعدة لموضوع لم تستطع توفير الدعم له تنشر إعلاناً عبر صفحتها على الفيسبوك وتتلقى بعد ذلك رسائل من الناس من أجل تقديم المساعدة للمحتاج، "ليبيا منذ عام 2011 تعتمد بنسبة 90% على منظمات المجتمع المدني وما يقدمه من عمل خيري للناس المحتاجة".