'أصوات نسائنا ستصبح قوة في يوم من الأيام'

تقول أم وابنتها، اللتان عاشتا تجربة مريرة مع حكم طالبان "أمام كل جريمة يرتكبها طالبان، ندين أفعالهم بشعارات في منزلنا، ونحن على يقين أنه في يوم من الأيام سوف يصبح صوت نسائنا مسموعاً".

بهران لهيب

بروان ـ هناك نساء تعشن في أفغانستان شهدن بأنفسهن الفترة الأولى من سيطرة طالبان، كما تشهد بناتهن هذه الفترة من حكم طالبان أيضاً. كلا الجيلين ضحايا الجريمة وأفكار طالبان الكارهة للنساء، ويؤكد كلا الجيلين أن طالبان لم تتغير فكرياً، فقط آباؤهم هم الذين دربوهم على أن يكون لهم موقف مختلف تجاه جيل وعصر التكنولوجيا.

عندما استولى طالبان على الحكم عام 1996، سيطرو على أفغانستان، وخاصة كابول، وقبل طالبان، ارتكب الجهاديون جرائم لا حصر لها خلال 5 سنوات من حكمهم، وحولوا كابول إلى أنقاض.

صفية صافي هي أم لخمسة أطفال، ثلاث فتيات وفتيان، تحدثت لوكالتنا عن سيطرة طالبان على البلاد في تسعينيات القرن الماضي "كان عمري حوالي 13-14 سنة عندما استولت طالبان على السلطة. لجأت جميع المجموعات إلى ولايات بروان وبنجشير وبعض مناطق كابيسا. كانت هناك حرب بينهما. وفي كل مرة سيطر فيها طالبان مناطقنا، أحرقوا أراضينا الزراعية وأشجارنا ومنازلنا. ولأننا اضطررنا إلى الهجرة، كانت هناك روايات كثيرة مؤلمة بين المهاجرين حول الاعتداءات على الأهالي".

وأضافت "كنت مهتمة بالتعلم وأن أصبح معلمة، ولكن الوضع الذي كان سائداً لم يسمح لي بتحقيق أحلامي، فاضطرت عائلتي إلى تزويجي، لقد تزوجت لكنني لم أكن سعيدة، بكيت ليلاً ونهاراً عندما ولد طفلي الأول لقد كرهته في كل مرة بكى فيها أو أعطيته الحليب. زوجي الوحيد الذي أنقذني من هذا الوضع، عاملني كإنسانة، ثم تأقلمت مع حياتي الجديدة كوني أصبحت أماً بعمر صغيرة".

ولفتت إلى أنه "بعد ذلك قطعت عهداً على نفسي ألا أضع بناتي في وضعي أبداً. هذه الظروف تركتها ورائي ولا ينبغي لأي امرأة أن تمر بهذا الوضع. فكرت في الانتحار عدة مرات في بداية زواجي. حب زوجي لم يسمح لي بإنهاء حياتي. والآن أبذل قصارى جهدي لكي أجعل بناتي يعشن في وضع جيد قدر الإمكان، ولن أسمح أن تعشن الألم الذي عانيت منه ولذلك شاركت في الاحتجاجات التي بدأتها النساء في بروان".

فيما قالت معصومة صافي، الابنة الكبرى لصفية صافي "أخبرتني والدتي عن ظروف حياتها الصعبة عندما كانت لا تزال طفلة. رأيت الألم في عينيها عندما وصل طالبان إلى السلطة التفت إلى والدتي وقلت لها إنني سأختبر حياتك أيضاً، لقد صدمت تماماً. لقد وعدتني والدتي بأنها لن تسمح لي ولأختي أن نعيش حياة سيئة. ولذلك، بعد وصول طالبان، اضطررنا إلى مغادرة قريتنا والانتقال إلى مدينة بروان. تخرجت من الصف الثاني عشر. والقطاع الوحيد الذي تسمح فيه حركة طالبان للنساء بالعمل والتدريس هو القطاع الصحي".

وأشارت "والدتي شاركت في المسيرة التي بدأتها النساء في مدينة بروان للمطالبة بحقوقهن، لكن تم قمعها من قبل حركة طالبان، وحتى الآن أنا وأمي نحتج على كل جريمة ترتكبها طالبان في منزلنا بالشعارات، ونحن على يقين من أن أصوات نسائنا ستصبح مسموعة في يوم من الأيام".