استمرار تركيا بحبس مياه نهر الفرات يهدد بكارثة إنسانية
قالت الإدارية في مديرية المياه في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا خاليصة حاج عبد القادر أن الدولة التركية من خلال حبس مياه الفرات تهدف لتجهير سكان المنطقة
نورشان عبدي
كوباني ـ ، وأن مديرية المياه تسعى للتخفيف من تداعيات أزمة المياه على الأهالي.
انخفض منسوب نهر الفرات بمعدل خمسة أمتار بسبب حبس الدولة التركية لمياه النهر وذلك منذ بداية العام الحالي، ما أدى إلى جفاف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في المنطقة مما يهدد سبل معيشة نسبة كبيرة من السكان الذين يعتمدون على الزراعة ويعيق الحياة الخدمية.
في عام 1987 أبرمت اتفاقية سورية تركية مؤقتة لتقسيم مياه نهر الفرات، ونصت الاتفاقية على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً سنوياً يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية عند الحدود التركية السورية ولكن ذلك بشكل مؤقت حتى عقد اتفاقية لتحديد الشكل النهائي لتوزيع مياه النهر بين كل من البلدان الثلاثة سوريا وتركيا والعراق، وقد قامت سوريا في عام 1994 بتسجيل الاتفاقية لدى الأمم المتحدة لضمان الحد الأدنى من حقها وحق جارتها العراق في مياه نهر الفرات.
وحول انخفاض منسوب المياه لأدنى مستوى وتأثير ذلك على السكان في المنطقة تقول الإدارية في مديرية المياه في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا خاليصة حاج عبد القادر "منذ كانون الثاني من العام الجاري حبست تركيا مياه نهر الفرات، وانخفضت نسبة المياه لأدنى مستوى وذلك ما يؤثر بشكل سلبي على أهالي المنطقة". معتبرةً أن تركيا تستخدم المياه كسلاح حرب ضد أهالي شمال وشرق سوريا "تركيا تهدف من خلال حبس المياه لتهجير الأهالي فالمياه تجلب معها كافة مقومات الحياة وتركيا تستغل ذلك لمهاجمة مناطقنا".
ويشمل تأثير انقطاع المياه على كافة نواحي الحياة للقاطنين في مناطق شمال وشرق سوريا "انخفاض منسوب المياه يؤثر بشكل سلبي على نسبة العمل بالأراضي الزراعية في المنطقة وعلى ساعات تغذية الكهرباء وهذا ما يعيق مستلزمات الحياة اليومية للأهالي ليس فقط في مقاطعة كوباني بل بكافة مناطق شمال وشرق سوريا".
وكان من بنود الاتفاقية التي تنص على توزيع مياه الفرات بأن تكون حصة العراق 58% فيما حصة سوريا 42% من مياه النهر، وبذلك تكون حصة سوريا 6.627 مليار متر مكعب وحصة العراق 9.106 مليار متر مكعب وحصة تركيا 15.700 مليار متر مكعب في السنة.
عن نظام تقنين وضخ المياه للأهالي بينت خاليصة حاج عبد القادر أن مديرية المياه عملت بأقصى جهدها لتلبية احتياجات الأهالي عبر العديد من الحلول، "العديد من الآبار خرجت عن الخدمة بسبب انخفاض المنسوب ولكننا بدأنا بسحب المياه عبر الغطاسات ومن ثم عملية التعقيم بمادة الكلور، وبالرغم من أنها لن تكون كما في السابق إلا أننا حاولنا وبإمكانياتنا الضئيلة تمكنا نوعاً ما من توصيل مياه الشرب لكافة المنازل في مقاطعة كوباني".
سوف يقارب انقطاع المياه العام تقريباً وسط عجز المنظمات الدولية عن الضغط على تركيا لتنفيذ الاتفاقية "نحن اليوم في شهر تشرين الأول ومازالت تركيا تستمر بممارسات ضد الشعب في مناطقنا نرى أن منسوب مياه الفرات ارتفع في تركيا لكنها مازالت مصرة أن تحرم الشعب السوري من حقه".
في ختام حديثها وجهت الإدارية في مديرية المياه في مقاطعة كوباني خاليصة حاج عبد القادر رسالة للأهالي بينت فيها الصعوبات التي تواجه مديرية المياه طالبةً منهم التقنين في استخدامه "مواعد وساعات ضخ المياه ليست محددة لأنها معتمدة على امتلاء الآبار فانخفاض المنسوب يخلق عدم تنظيم وخلل كبير في ساعات المياه والكهرباء، لذلك يجب على أهالي كوباني المحافظة على المياه من الهدر الزائد وعند اكتفائهم من المياه يجب إغلاقها لكي تصل للمنازل الأخرى لأننا بالفعل إذا لم نحافظ على المياه وإذا استمر منسوب مياه نهر الفرات بالانخفاض سنكون أمام كارثة حقيقة".
يذكر أن تراجع منسوب مياه نهر الفرات أدى إلى انخفاض مخزون المياه في بحيرتي سدي تشرين والفرات وخرجت غالبية عنفات توليد الطاقة الكهربائية في السديين عن الخدمة؛ وذلك بسبب عدم توفير الكمية المطلوبة من المياه، وهذا ما أدى إلى تقليل وانقطاع التيار الكهربائي بمناطق شمال وشرق سوريا.