استهداف زينب صاروخان... 'القياديات صاحبات التأثير الأكبر في المجتمع'

يستهدف الاحتلال التركي بين الحين والآخر القياديات وذوات التأثير على الرأي العام في شمال وشرق سوريا.

دلال رمضان

كوباني ـ رفع الاحتلال التركي من وتيرة هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا في الأشهر الأخيرة، وباتت أهدافه واضحة في استهداف النساء القياديات والفاعلات في المجتمع.   

تم استهداف العديد من النساء منذ اندلاع ثورة شمال وشرق سوريا ليس بدءاً من شهيدات مجزرة حلنج ولا انتهاءً بزينب صاروخان الرئيسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والاصلاح للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، التي استهدفتها طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي في 27 أيلول/سبتمبر.

فالنساء في شمال وشرق سوريا كن من أبرز المشاركات في بناء الإدارة الذاتية، وكن السباقات في التظاهر في الحراك السلمي والمجتمعي الذي بدأ في المنطقة، وكانت حقوق النساء وحريتهن من أولوياتهن، كما وشاركت المرأة في رسم السياسة العامة، والعمل في المجالات الدبلوماسية القضائية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.

 

دور المرأة في الإدارة الذاتية   

المكتسبات التي حققتها النساء هي تأسيس القوات العسكرية الخاصة بالمرأة "وحدات حماية المرأة"، ونظمت نفسها ضمن الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات ومراكز نسوية، وبعدها قامت بتوحيد صفوفها لحماية الحقوق والحريات التي اكتسبتها من خلال نضالها الطويل قبل الثورة وبعدها، وذلك ضمن مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، وأيضاً مؤتمر ستار ومجلس المرأة السورية، بالإضافة إلى الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية في كافة مؤسساتها لتطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين.

وحول هذا قالت نائبة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا أمينة بكر "منذ اندلاع ثورة 19 تموز في مناطق شمال وشرق سوريا والتي بدأت شرارتها من مدينة كوباني يحاول الاحتلال التركي القضاء على مكتسبات الثورة، عبر تقديم الدعم اللوجستي للجماعات المرتزقة واستهدافها المباشر للشخصيات وخاصة القياديات".

وأضافت "عند حديثنا عن مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية نتذكر دور القياديات اللواتي شاركن في الثورة، وكان لهن الفضل في بناء نظام ديمقراطي في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية الاجتماعية، والعسكرية، والدبلوماسية، فقد اثبتت المرأة جدارتها".

وأشارت أمينة بكر إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف طائرات الاحتلال التركي مناطقنا وتقتل النساء والأطفال، وهدفها واضح في القضاء على ثورة المرأة عبر تدمير مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وخلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فمنذ أن بدأت المرأة في هذه المناطق تعرف حقوقها أصبحت رائدة مختلف مجالات الحياة، وأدرك الاحتلال التركي مدى تأثير المرأة الحرة على المجتمع، لذلك استهدف القياديات اللواتي يأثرن على المجتمع".

 

استهداف زينب صاروخان

وعن استشهاد الرئيسة المشتركة لمكتب العدل والإصلاح زينب صاروخان قالت أمينة بكر أن "الشهيدة زينب صاروخان كان لها دور بارز في ثورة روج آفا من خلال مشاركتها في تأسيس الإدارة الذاتية وعملها في التنظيمات النسائية من أجل الوصول لجميع النساء وتنظيمهن وتوعيتهن، وجميع أحاديثها كانت عن النساء وكيفية تقويتهن ليثبتن أنفسهن، وهدف الاحتلال التركي من قتل زينب صاروخان هو تفريغ المنطقة من الشخصيات ذات التأثير الاجتماعي".

وأضافت "زينب صاروخان استشهدت لكن هناك الآلاف من النساء اللواتي سوف يسرن على خطاها، لكي نعيش في سوريا ديمقراطية تسودها الحرية والعدالة الاجتماعية، وتضمن حقوق كافة النساء، وسوف نقضي على الاحتلال التركي لأن شعوب شمال وشرق سوريا لن تقبل بالذل والعيش في ظل سياسة وأنظمة قمعية".

ودعت أمينة بكر نائبة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الفرات كافة النساء في مناطق شمال وشرق سوريا لتنظيم أنفسهن والتصعيد من وتيرة نضالهن "كلما زاد استهداف الاحتلال التركي للنساء يجب علينا التحلي بالقوى والإرادة والتصعيد من وتيرة نضالنا وتنظيمنا، من خلال الفعاليات والنشاطات الفكرية والتدريبات".