إصلاح وحماية المجتمع ينطلقان من توعية الشبيبة

حماية المجتمع من المخدرات والحرب الخاصة وإيقاف العنف ضد المرأة أبرز أهداف حملة هيئة الشباب والرياضة، وهيئة اتحاد المرأة الشابة.

نورشان عبدي

كوباني ـ بهدف توعية وتطوير المجتمع وتوعية المرأة والشبيبة بشكل خاص أطلقت هيئة الشباب والرياضة بالتعاون مع هيئة اتحاد المرأة الشابة في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا حملة لتوعية المجتمع وحمايته من خطر المخدرات والحرب الخاصة، وإيقاف العنف ضد المرأة.

وزعت الشبيبة منشورات ورقية توعوية في كوباني، وتتحضر للاستمرار بفعاليات الحملة التي انطلقت تحت شعار "معاً ضد المخدرات، معاً ضد الرأسمالية ومعاً للعودة إلى ثقافتنا"، حيث تتضمن المنشورات الورقية شرحاً عن أضرار المخدرات وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع، وأعراض الإدمان عليها، وكذلك الأسباب التي أدت بالشخص لتعاطيها.

حول أهمية حملات توعية المجتمع وخاصةً لفئة الشبيبة قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات خناف خليل أنه لمن الأهمية إطلاق الحملة في ظل الظروف والوضع الراهن الذي يمر به المجتمع والشبيبة والمرأة بشكل خاص.

وأشارت إلى أن حملة التوعية هي على ثلاث مراحل "تتضمن الحملة أسباب العنف ضد المرأة، والحرب الخاصة التي تشن ضد شعبنا، إضافةً لتوعية الشبيبة من ناحية انتشار المخدرات وكيفية حماية أنفسهم من هذه الظاهرة"، مبينةً أنه "في إطار هذه الحملة وضعنا العديد من الخطط المستقبلية تتضمن إلقاء محاضرات عن تعاطي المواد المخدرة، والعنف ضد المرأة، وتنظيف المدينة من المهملات، ورسم لوحات فنية توعوية على الجدران، وأيضاً هناك نية لتنظيم محاضرات توعوية"، مشيرةً إلى أن الحملة هي على مستوى المدينة والقرى التابعة لمقاطعة كوباني.

 

"المحاضرات التوعوية ستحمي المرأة من العنف"

وعن الهدف الرئيسي للحملة وارتكازها على الفئة الشابة بينت خناف خليل أنه "دائماً نقول بأن ثورتنا ثورة 19 تموز بدأت بالشبيبة والمرأة الشابة، لذلك فهاتين الفئتين هما في مقدمة عملنا لتطوير ونشر الثورة"، مؤكدةً أن العنف مستمر رغم التطورات التي شهدتها المنطقة "على الرغم من كافة الانجازات التي أحرزتها المرأة ما زال العنف يمارس ضد النساء".

وأوضحت أن "الزيارات إلى المنازل كشفت تعرض العديد من النساء للعنف، فما تزال الذهنية الأبوية والعشائرية مسيطرة على حياة أغلب العائلات في المنطقة، فما تزال نسبة زواج القاصرات مرتفعة، كما أن النساء تواجهن صعوبات في اختيار الطلاق، أو الاحتفاظ بالأبناء".

وأكدت أن استمرار تعنيف المرأة دفعهم لإطلاق الحملة "نعمل على كسر قالب العنف بكافة أشكاله الجسدية والنفسية واللفظية عن المرأة، وتوعية المجتمع بحقوق المرأة والمساواة الجندرية، وننطلق من المرأة الشابة بمجتمع سليم يبدأ من المرأة وخاصة تلك التي لم تغرق بعد في الأفكار الرجعية للمجتمع".

 

"عبر الحرب الخاصة تركيا تستهدف الشبيبة والمرأة الشابة"  

وبينت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة خناف خليل أن "الحملة تتضمن مكافحة المخدرات وإفشال الحرب الخاصة فللحروب الخاصة تأثير كبير وسلبي على المجتمعات لأنها تهدف لتفكيك وتشتيت المجتمع"، مشيرةً إلى أن الحرب الخاصة "ليست بالسلاح ليحمي المجتمع نفسه منها ولكن تتستر خلف العديد من الأشياء التي تبدو جيدة لكن في حقيقها تدمر المجتمع، وتعد الشبيبة والمرأة الشابة في واجهة استهداف المجتمع عبر الحرب الخاصة".

وأكدت أن تركيا تمارس الحرب الخاصة في المنطقة "تهدف تركيا من خلال ممارستها للحرب الخاصة على مناطقنا إلى إبعاد الشبيبة عن ثقافتهم وهويتهم، وعندما تريد أي دولة محتلة هدم أساس أي مجتمع متقدم من الناحية العسكرية والفكرية ستلجأ لممارسة الحرب الخاصة وذلك عبر تطوير التكنولوجيا لاستخدامها بطرق غير صحيحة وغيرها من الأساليب التي تفسد المجتمعات الحرة التي تسعى لنيل حريتها".

وشددت على أن انتشار المخدرات بشكل كبير في المنطقة أحد نتائج الحرب، وهو جزء من الحرب الخاصة "ازدادت نسبة المخدرات بين الشبيبة، لذلك حرصنا على ضم هذا الموضوع إلى حملتنا لتوعية الفئة الشابة، ونحن على ثقة بأن هذه الحملة ستستطيع توعية شباننا وفتياتنا لمخططات العدو وإفشال مشروعه".

وفي ختام حديثها قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات خناف خليل أن "الاحتلال التركي يستهدف الفئة الشابة ويمارس عليها أساليب الحرب الخاصة الرامية إلى تفكيك المجتمع من أساسه لأن الشبيبة يشكلون العمود الفقري للمجتمع، وهدفنا من هذه الحملة هو توعية الشبيبة ليكونوا أصحاب هوية سياسية ويستطيعوا حماية ثورتهم ومكتسباتهم من أي هجوم".

والجدير بالذكر أن الحملة بدأت منذ 18 آذار/مارس المنصرم، ولا يوجد وقت محدد لانتهائها.