"أنا أحب أن أساعد" مبادرة نسائية لمساعدة العوائل المحتاجة
أطلقت مجموعة من نساء مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا حملة ومبادرة إنسانية تحمل اسم "أنا أحب أن أساعد"
ليلى محمد
قامشلو ـ أطلقت مجموعة من نساء مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا حملة ومبادرة إنسانية تحمل اسم "أنا أحب أن أساعد"، وذلك بهدف تقديم المساعدات بعدة أشكال للعوائل الفقيرة والمحتاجة، والعوائل النازحة من المناطق المحتلة.
إن تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين ليست فضيلة بقدر ما هي واجب على أفراد المجتمع، فـ للمساعدة فوائد كثيرة ليس على المحتاج فقط إنما على المتبرع ومقدم المساعدة أيضاً، وأبرزها زيادة الوعي في المجتمعات عبر وقوف الناس مع بعضهم البعض لتحقيق التكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى إزالة أي تفرقة على أساس طبقي أو مالي، وتنمية جيل من الأطفال واعي حول أهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين.
تقول العضو في لجنة حملة أنا أحب أن أساعد التطوعية سهام أحمد "بدأت حملة أنا أحب أن أساعد في شهر نيسان من عام 2020 ولا زلنا مستمرين فيها حتى الآن، إننا كنساء متطوعات أردنا أن نطلق هذه الحملة نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، إذ شهدنا الظروف المعيشية المتردية للكثير من العوائل وأردنا من خلال حملتنا أن نساعد هذه العوائل ونخفف المعاناة والآلام عنها، وكانت فكرة الحملة أن نجمع شهرياً مبلغاً مالياً من النساء المتطوعات لتقديمه للعوائل المحتاجة في المنطقة".
وتابعت "مع انطلاق الحملة كان عدد المتطوعات قليل نوعاً ما، حيث تراوح العدد ما بين 50 و60 امرأة، ولكن مع مرور الأيام زاد عددنا ليصل إلى 400 امرأة، تقوم كل واحدة منهن بتقديم مبلغ قيمته ألف ليرة سورية كل شهر، والمجال مفتوح لمن ترغب أن تقدم أكثر من ذلك سواء كان بمبلغ مالي أو مساعدة من نوع آخر، كما ويتم تقديم مبالغ مالية من قبل عوائل ميسورة الحال، إذ نقوم بدورنا بجمع تلك المبالغ ونقدمها للعوائل المحتاجة والنازحة".
وفيما يخص الحالات أو العوائل التي يتم تقديم المساعدة لها قالت سهام أحمد "يتم تقديم المساعدة للعوائل التي تتواجد فيها عدة شروط، منها العائلة التي لا تمتلك أي معيل، والتي لديها حالات مرضية أو إعاقة جسدية أو أمراض كالسرطان والكبد، فنقوم بزيارتها للتأكد من أن العائلة بالفعل بحاجة للمساعدة، ونقدم المساعدة اللازمة سواء كانت طبية أو مالية"، موضحةً أن الحملة على مستوى أحياء مدينة قامشلو فقط، وأن لجنة الحملة تمتلك استمارة تحوي معلومات عن كل عائلة تقدم لها المساعدة.
وبينت سهام أحمد أن "شعور تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين جميل جداً، فعندما نضع أنفسنا بمكانهم نجد أننا جميعاً مررنا بظروف صعبة، وظروف الحياة في يومنا أصبحت صعبة للغاية وهذا ما زاد من عدد العوائل المحتاجة"، مضيفةً "مساعدة المحتاج شعور لا يوصف، فقد استطعنا بفضل المتطوعات والأهالي الذين قدموا المساعدة أن نصل إلى عدد كبير من المحتاجين"، مشيرةً إلى أن هناك بعض العوائل ما زالوا يتواصلون مع لجنة الحملة بين فترة وأخرى لشكرهم على ما قدموه لهم من مساعدات.
وفي ظل تفشي فايروس كورونا قامت لجنة حملة "أنا أحب أن أساعد" بتقديم المساعدات الطبية لعدد من العائلات وحول ذلك قالت سهام أحمد "عانت عدد من العائلات في زمن تفشي وباء كورونا من كيفية تدبير اسطوانات الأوكسجين لأن الكثير من المرضى كان يتم علاجهم في المنزل، لذا رأينا أنه يجب علينا فعل شيء لمساعدة تلك العوائل والمرضى، فبادر الكثير من الناس إلى مساعدتنا من خلال تقديمهم اسطوانات الأوكسجين، وبدورنا قمنا بشراء عدد من الأسطوانات، بالإضافة إلى عدد من أجهزة الرذاذ، وقدمناها للعوائل التي عانت من صعوبة في علاج المرضى".
وأشارت سهام أحمد إلى أن تقديم المساعدة ضمن الحملة غير محدود "هنا مساعدات نقدمها عن شكل سلال غذائية تحوي على العديد من الأطعمة، ومساعدات تقدم على شكل مبالغ مالية على سبيل المثال يتم دفع أقساط الجامعات للعوائل التي ليس لها قدرة على الدفع، ومساعدات أخرى تقدم على شكل ثياب وألبسة للمناسبات والأعياد، إذا يقدم هذا النوع من المساعدة لجميع العائلات المحتاجة والأيتام على وجه الخصوص، وغيرها من المساعدات الأخرى".
لحملة " أنا أحب أن أساعد" دور في مساعدة النازحين من المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي كعفرين ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي "عندما بدأ الأهالي بالنزوح إلى مدينة قامشلو كانوا بحاجة إلى المساعدة، فبعض العوائل لم تكن تمتلك أدوات كهربائية، وغيرها من الأدوات المنزلية، قمنا بدورنا بجمع كل ما يلزم من أدوات منزلية للعوائل المحتاجة، كما وقمنا بتقديم المبالغ المالية للبعض منها".
وأوضحت أن "هناك العديد من المراكز والجمعيات في مدينة قامشلو قدمت يد العون لنا من ناحية تقديمها للمساعدات منها كراسي المعاقين والسماعات لفاقدي السمع وغيرها، ومن هذه المراكز لجنة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية ومركز بيسان"، موضحةً "قام مركز بيسان لأطفال التوحد واضطرابات النطق والاستشارات النفسية بمساعدتنا بشكل كبير من ناحية معالجة الأطفال المصابين بالتوحد وصعوبة النطق، حيث استقبلوا جميع الحالات التي أرسلناها إليهم والتي لاقت تطوراً ملحوظاً بعد تلقيها العلاج المناسب".
واختتمت سهام أحمد حديثها قائلةً "نطمح إلى الاستمرارية في طريق المساعدة الذي سلكناه، والوصول إلى أكبر عدد من العوائل المحتاجة، نشكر كل امرأة متطوعة وكل العوائل التي ساهمت في مساعدتنا على تقديم المساعدة للعوائل الفقيرة والمحتاجة وكل الجمعيات والمراكز التي حصلت على ثقتنا وعملت على مساعدتنا".