أمينة باججا: لا ينبغي إصدار أحكام مسبقة على المرأة المعنفة

أكدت الناشطة النسوية أمينة باججا أن عملية الاستماع للنساء ضحايا العنف، تتطلب بالأساس بعث جو من الثقة بين الضحية والمستمعة، من أجل دفعها إلى البوح والإنصات لقصتها ثم توجيهها نفسياً وقانونياً.

حنان حارت

المغرب ـ يعد الاستماع للنساء ضحايا العنف، تقنية وعلم في الوقت نفسه، فهو عمل له ثقله النفسي والمهني الذي يبقى على عاتق المستمعة، خاصةً عندما تواجه حالات يصعب حل مشاكلها على المستوى القانوني والاجتماعي.

كان لوكالتنا حوار مع الناشطة النسوية والمستمعة والمساعدة الاجتماعية في مركز الاستماع والإرشاد التابع لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة أمينة باججا، لاطلاعنا على دورها في عملية الاستماع للنساء ضحايا العنف، وكيفية تقديم الدعم والإرشاد والتوجيه للنساء الوافدات على المركز.

وأوضحت أمينة بجاجي أن عملية الاستماع للنساء ضحايا العنف، تتطلب بالأساس بعث جو من الثقة بين الضحية والمستمعة، من أجل دفعها إلى البوح والإنصات لقصتها، ثم توجيهها نفسياً وقانونياً، وعدم إصدار أية أحكام مسبقة عليها، بهدف تقديم المساعدة والإرشاد الذي يتناسب مع حالتها.

 

كمساعدة اجتماعية كيف تحاولين مد يد العون للمعنفات اللواتي تلجأن لمركز الاستماع التابع لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة؟

عندما تأتي للجمعية أية امرأة تعرضت للتعنيف، فإن أول شيء نقوم به هو خلق جو من الثقة والراحة النفسية، فعملية الاستماع ليست بالسهلة لأن النساء تأتين في وضعيات وحالات نفسية حرجة جداً تتطلب مجهوداً وذكاء وحياداً من أجل التعامل معهن وإخراجهن من حالة العنف الممارس عليهن وجعلهن تتحدثن عما تعرضن له بتلقائية وعفوية وحرية.

فعنصر الثقة هو شيء أساسي في العملية، فنحن نعلم أن المرأة المعنفة تكون نفسيتها سيئة جداً وتحتاج لمن يسمعها، لهذا فإن عملية الاستماع تحتاج منا أن نجعلها مرتاحة بشكل كلي، حتى تتمكن من البوح وسرد المشكلة التي من أجلها قصدت الجمعية، بكل تفاصيله.

 

كيف تصل النساء ضحايا العنف للجمعية وما هي الحالات التي يستقبلها مركز الاستماع والإرشاد التابع للجمعية؟

بما أن جمعية المواطنة والمساواة والتحدي أصبحت معروفة على المستوى الوطني، فإن النساء تصلنا من كل الجهات، إما عن طريق خلايا ضد العنف، أو عن طريق المحاكم، أو الجمعيات أو عن طريق مستفيدات سابقات.

بالنسبة لنوعية الحالات التي يستقبلها مركز الاستماع التابع للجمعية، فهو يستقبل جميع الحالات التي تتعرض للعنف في المجتمع.

مثلا هناك حالات تم استقبالها تعرضت للعنف الاقتصادي من قبل الزوج، وهناك من تعرضت للعنف النفسي الذي يتمثل في الإهانة والشتم، وهناك حالات تعرضت للعنف الجنسي والاغتصاب الزوجي، وأيضاً هناك حالات تعرضت للعنف الرقمي، هذا الأخير الذي أصبح ظاهرة تنتشر بشكل كبير، حيث يتمثل في أخذ المعطيات الخاصة والتشهير والابتزاز المادي والجنسي.

 

عملية الاستماع للنساء ضحايا العنف تتطلب مجهوداً كبيراً، كيف تعملين على توجيه كل ضحية وما هو أهم شيء تكون المعنفة بحاجته؟

في الحقيقة المرأة ضحية العنف تكون بحاجة لشيء واحد وهو أن الشخص الذي يستمع إليها يجب ألا يصدر عليها أية أحكام مسبقة، فمسار التكفل بالنساء ضحايا العنف يتم عبر خدمات الاستقبال والإنصات ثم التوجيه إلى الأخصائيين النفسيين والقانونيين.

بعد الاستماع للضحية والإنصات بشكل جيد للمشكلة، نرى إن كانت تحتاج للدعم النفسي، فإنه يتم توجيهها للأخصائية النفسية التابعة للجمعية، أما إن كانت بحاجة للدعم القانوني، فإنه يتم توجيه الضحية المعنفة للمحامية التي تكون رهن إشارة الضحايا سواء تعلق الأمر باستشارة قانونية أو بالمصاحبة أو تتبع الملفات.

أما فيما يتعلق بالدعم الاجتماعي فيتم عن طريق التمكين الاقتصادي من خلال تأسيس تعاونيات لتصبح المرأة قادرة على الانخراط في سوق الشغل ومن ثمة تتمكن من تحقيق الاستقلالية المادية.

من خلال الشكاوي الوافدة يتبين أن التشريعات الحالية غير كافية لحماية النساء من العنف؛ فرغم وجود قانون 103/13 لمناهضة العنف ضد النساء في المغرب، إلا أنه للأسف الأحكام الصادرة في هذا الباب لا تستعين بهذا القانون، يجب على النساء الإبلاغ عن العنف وألا تلتزمن الصمت وعليهن السعي لتحقيق ذواتهن.