أمل نازحات تل أبيض بالعودة حلمٌ لا ينطفئ

رغم معاناة النزوح والتهجير الذي تعانيه نازحات كري سبي/تل أبيض، يبقى الأمل بالعودة حلمٌ لا ينطفئ، وتظل النساء المهجرات متمسكات بهذا الحلم، ويعشن اليوم المرير من أجل الغد الأجمل

دلال رمضان 
كوباني ـ .
يوم المرأة العالمي هو العيد الذي انتزعته المرأة بالنيران التي أحرقت جسدها في معمل النسيج، وبمسيرة مئات الآلاف من النساء اللواتي أبين الاستسلام، ولهذا فإن نازحات كري سبي/تل أبيض في مخيم تل السمن بشمال وشرق سوريا، جزء من هذه المنظومة النسوية التي تأبى فقدان الأمل والاستسلام، ويبعث هذا اليوم فيهن القوة للاستمرار والمقاومة، هذا ما عبرت عنه نساء حول يوم المرأة العالمي خلال لقاء معهن.
باركت النازحة من مدينة كري سبي/تل أبيض صالحة أحمي عثمان البالغة من العمر55 عاماً، والتي تقطن بمخيم تل السمن في شمال وشرق سوريا، يوم المرأة العالمي على جميع نساء العالم، مشيرةً إلى أنه ورغم صعوبة ومشقة الظروف التي يعشنها كنساء بسبب الأوضاع الراهنة إلا أن الاحتفال بهذا اليوم يشمل حتى نساء المخيمات.
وافتتح مخيم تل السمن في شمال وشرق سوريا في نهاية عام 2019، وهو مخيم لنازحي كري سبي/تل أبيض في غربي بلدة تل السمن، ويقطنه 700 أسرة مهجرة.
ودعت صالحة أحمي عثمان جميع النساء في العالم إلى الوحدة، مؤكدةً على أن ألم المرأة أينما وجدت واحد وسعادتها كذلك واحدة "قوتنا تكمن في وحدتنا"، متطرقةً إلى أنها هُجرت قسراً من مدينتها، إلا أن أمل العودة حلمٌ لم يفارقها، فهن كنساء مستعدات للمقاومة حتى اللحظة الأخيرة.
وفي أثناء الهجمات التركية الوحشية بالأسلحة المحرمة دولياً على مناطق سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض أُجبر السكان الأصليين على التهجير القسري في نهاية عام 2019.
وعن مقاومتهن كنساء شددت على أنهن سيقاومن بإرادتهن وبقوتهن، حتى تحرير أراضيهن المُحتلة من قبل الدولة التركية، ولأنهن أمهات يقدسن تراب الوطن لن يتركن أراضيهن، وسيفعلن كما فعلت كل أمهات سوريا، وسيقدمن ما هو أغلى من أرواحهن وهم فلذات أكبادهن من أجل الحرية والسلام "لن نخشى طائرات ومدافع تركيا المحتلة".
منذ بدء الأزمة، قدمت الأمهات في سوريا عموماً وشمال وشرق سوريا خصوصاً أبنائهن لإخماد شعلة الصراعات، وكان من بين الشهداء شهيدات لمع أسمائهن في سماء الحرية كالأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، الأم عقيدة، بارين، أمارا ريناس وغيرهن. 
أما بصدد النظرة الدونية للمرأة من قبل الأنظمة الاستبدادية والقمعية وعلى رأسها تركيا، كشفت المواطنة صالحة عثمان أن تركيا والدول الرأسمالية تخشى إرادة المرأة ووجودها القوي، فالعديد من النساء ضحين بأرواحهن في سبيل الحرية، وهنالك أخريات تم حرقهن أحياء في معمل للنسيج، وتقول "نحن النساء لن نقبل الظلم الذي تتعرض له المرأة في المناطق المُحتلة من شمال وشرق سوريا، فمرجعنا وقوتنا فكر القائد عبد الله أوجلان الذي ألهمنا الفكر الحر والعزيمة الصلبة، وثورتنا ثورة المرأة، كون المرأة هي الريادية والقيادية فيها". 
وخلال المجلدات والمرافعات التي أصدرها القائد عبد الله أوجلان ركز على قضية المرأة ودعاها للبحث عن حريتها وأخذ حقوقها، ومن هنا جاءت تسمية ثورة روج آفا بـ "ثورة المرأة".
ولفتت صالحة أحمي عثمان النظر إلى أن هنالك العديد من النساء لا يزلن يتعرضن للظلم، الخطف، الاغتصاب...إلخ، من قبل الاحتلال التركية ومرتزقتها، لتنهي حديثها بالدعوة إلى الاحتفال بيوم المرأة في المخيمات "نأمل أن نحتفل في العام المقبل على أرضنا مُحررة من الاحتلال".
ومن جانبها هنأت النازحة من تل أبيض/كري سبي أمل عبد الله والأم لـ4 أطفال، يوم الثامن من آذار/مارس على المرأة في العالم أجمع، والمرأة في شمال وشرق سوريا على وجه التحديد، في إشارة إلى النساء المُهجرات من قراهن نتيجة عنهجية الدولة التركية، واحتلالها لقراهن ومنازلهن، ودفعهن لعيش حياة صعبة.
وقام الاحتلال التركي فور احتلالها للمناطق كعفرين، كري سبي/تل أبيض، سري كانيه/راس العين بتهجير السكان الأصليين وتوطين عوائل المرتزقة وعوائل من إدلب في منازلهم، بغية محو التراث الأصلي للمنطقة، وبوجود منازلهم فهنالك العديد من الأسر التي تعيش تحت الخيم، ومئات الآلاف من الأطفال حرموا حق التعليم.
وعن صعوبة الظروف التي تعيشها المرأة في ظل المخيمات، أوضحت أمل عبد الله أن النازحات يعانين ظروفاً مأساوية في المخيمات، نظراً للظروف المناخية المتقلبة والسيئة، مختتمة حديثها بالقول "رغم الظروف التي نعيشها، نبقى على عهدنا بالمقاومة والصمود، فنحن أمهات الشهداء الأبطال، وأصحاب الحق سندافع عن حقنا". 
ويذكر أن العوائل التي تقطن في مخيم تل السمن تتكفل الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا بدعمهم.