أمهات الشهداء: يهابون رفات شهداءنا لذلك يحتجزونها

انتقدت أمهات الشهداء في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، استمرار احتجاز جثامين الشهداء مطالبات بإعادتها للأمهات، قائلات "يهابون رفات شهداءنا لذلك يحتجزونها"

نورشان عبدي  
كوباني - .
في خيمة الاعتصام التي تجاوزت أيامها 90 يوماً، ما يزال أهالي إقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا يعتصمون بالقرب من معبر سيمالكا الحدودي منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مطالبين بتسليم جثامين الكريلا الذين استشهدوا على يد قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني.   
نعيمة عاقيل وهي أم شهيد دعمت مطالب الأمهات وقالت إن مقاومتهن ما تزال مستمرة منذ ثلاثة أشهر "من قلعة المقاومة كوباني نحيي مقاومة الأمهات الصامدات أمام المعبر للمطالبة برفات أبنائهن". وأضافت "نوجه لهن رسالتنا ونقول لهن بأن آلامهن وحزنهن هو ألمنا وحزننا فنحن أيضاً فقدنا أبناءنا"، وتتساءل عن الصمت حيال ما تقاسيه هؤلاء الأمهات لرؤية جثامين أبنائهن "أين العالم مما يحدث، هل من المعقول بألا يوجد من يتساءل كيف تقضي هؤلاء الأمهات أيامهن وهن ينتظرن في البرد أن يستعدن الجثامين".   
وأكدت أن على حكومة إقليم كردستان تحقيق مطالب الأمهات وإعادة الجثامين "هؤلاء الشهداء هم أبناء روج آفا أبناء هذه الأرض ولا يحق لتركيا أو حكومة إقليم كردستان الاحتفاظ بجثامينهم"، مستنكرةً ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني ومعتبرةً أن ما يقوم به لا يخدم الكرد "ليس هنالك انقسام بين أجزاء كردستان فجميعاً كرد ونتحدث بلغتنا الأم. الخيانة محاولة لتفرقة الكرد وهذا ما تسعى إليه الدولة التركية المحتلة، اليوم تركيا تقوم بالعديد من الانتهاكات بحقنا وللأسف هناك العديد من الأطراف التي تعمل لمصالحها ومن بينها حكومة إقليم كردستان".
وحذرت نعيمة عاقيل المتعاونين مع تركيا لضرب الشعب الكردي "يجب علينا معرفة أننا سننتصر على تركيا بفضل الشهداء وبفضل قواتنا قوات سوريا الديمقراطية. غداً سيأتي الدور على من يدعم ويساند تركيا في جميع أفعالها".  
وفي ختام حديثها قالت "نناشد الشعب الكردي أينما كان في جميع أنحاء العالم وفي أجزاء كردستان أربعة لتوحيد صفوفه؛ لنستطيع المطالبة بحقوقنا والانتصار على تركيا وإفشال مخططاتها على أرضنا ومناطقنا". 
أمينة مصطفى وهي أم لشهيد أيضاً استنكرت موقف حكومة إقليم كردستان من الاستمرار باحتجاز الجثامين وقالت "العدو يقوم باستهدافنا واستهداف أبناءنا بشكل مستمر ولكننا نحن كشعب كردي وأمهات الشهداء لدينا إرادة قوية ونستطيع مواجهة العدوان بتلك الإرادة التي تفشل جميع المخططات التي تستهدفنا". 
وأضافت "لن نقبل بالاستسلام وأكبر مثال على هذا نرى مقاومة الأمهات على معبر سيمالكا بوجه حكومة إقليم كردستان من أجل تسليم جثامين أبناءهن، فعندما تفقد الأم أحد أبناءها تعيش مأساة حقيقية ولكن عندما لا تستطيع رؤية رفاته ودفنه تعيش أضعاف تلك المأساة، وأنا كأم شهيد اتفهم شعور هؤلاء الأمهات بكوني مررت بالمعاناة والمأساة ذاتها عندما استشهد ابني في معارك تحرير تل حلف التابعة لسري كانيه أثناء هجوم جبهة النصرة على المنطقة، وبسبب الظروف التي كانت تمر بها كوباني لم نستطيع جلب رفاته إلى هنا"، وتبين "عندما ترى الأم جثمان ولدها بعينها يخفف ذلك من الآلام والمعاناة التي تعيشها، فأنا أداوم على زيارة قبر ابني منذ إحضاره إلى كوباني واتحدث معه عن ألمي بفراقه وهذا يخفف عني الكثير".  
وترى أمينة مصطفى أن أردوغان يتبع أساليب الحرب الخاصة لمحاربة الكرد من خلال خلق الفتن وزرع العملاء له داخل كوباني وجميع مناطق شمال وشرق سوريا "المحتل التركي يحاول إفشال مشروعنا لذلك يرتكب المجازر بحقنا من أجل كسر قوتنا وإرادتنا ففي المناطق المحتلة تقوم تركيا ومرتزقتها بنبش المقابر وبناء المعامل والأبنية على رفات أبناءنا"، لتؤكد بأن العدو "يهاب عظام أبناءنا الشهداء". 
وذكّرت بالهجوم على مسيرة الشبيبة الثورة في 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي والتي ساندت مقاومة اعتصام الأمهات حيث تم على إثرها إغلاق المعبر. مختتمةً حديثها بالقول "نحن الشعب الكردي لن نستلم للعدو وسنقبى صامدين بوجه جميع ممارساته واستهدافه لنا. انتهاكاته لن تجبرنا على التخلي عن مبادئنا وهدفنا".