أماني نصير: القوة والطموح في داخلي أقوى من الألم والإعاقة

"تبدأ القصة مع المصاعب عندما نتحول من حياة هادئة عادية نتعامل معها بانسيابية إلى معركة كبيرة نقاوم بها أشرس المواقف وأصعب التحديات، وكأننا نتحول من لاعب احتياط إلى هجوم أساسي يتحمل مستجدات أحداث لم تكن تخطر على البال" هكذا تقول أماني نصير

غفران الراضي 
بغداد ـ .
أماني نصير (23) عاماً، صاحبة محتوى التفاؤل على الفيسبوك، تشعرك كلماتها بالقوة والإصرار على المواصلة لتربطك بأحداث ما مرت به فتجعلك تشعر بقوتها، لتستمد منها العزيمة. 
 
خطأ عسكري أمريكي غير حياتي 
تستذكر أماني نصير لحظات صعبة تعود لعام ٢٠٠٩ حيث كان هناك تحرك لقوات عسكرية أمريكية قرب حيها السكني، حي الشهداء في الناصرية الذي تقطن فيه ليتحول يومها العادي إلى أكبر نقطة تحول في حياتها لتكون بين الحياة والموت، ثم يتم نقلها لمستشفى خاص بالأمريكان لإنقاذ حياتها، لكنها فقدت أطرافها السفلية. 
أماني نصير وعلى الرغم من الخطأ أو الجريمة التي ارتبكت بحقها إلا أنها بنقاء غريب ممتنة لتلك القوات التي غيرت مجرى حياتها وأنقذتها بنفس الوقت، تقول "لا أستطيع أن أكن مشاعر كره، لا أعرف كيف أفسر ذلك لكنهم أنقذوني من الموت على الأقل لم يتركوني أموت لحظتها". 
أماني نصير أبنة العشرينات لازالت تعاني من مشاكل صحية وتلجأ لعمليات جراحية وآلام مفرطة الوجع، إلا أنها تأخذ من الإصرار سبيلاً لمواجهة كل ذلك لتعبر عن ذلك بمقولتها المعتادة "القوة والطموح في داخلي أقوى من الألم والإعاقة". 
 
"الرياضة هي حلمي رغم الاعاقة" 
تخبرنا أماني نصير عن دخولها مجال الرياضة قائلةً "دخلت عام 2012 لمجال الرياضة وكان الدافع الأساسي هو تحقيق حلمي رغم إعاقتي وإيجاد ذاتي وتقديم إنجاز يشعرني بوجودي وأهميتي واستطعت أن أكون متميزة وأحقق الكثير بمساندة الأهل والأصدقاء". 
وتضيف عما حققته من إنجازات في عالم ألعاب القوى والرماية لذوي الاحتياجات الخاصة "حصلت على المركز الأول في الرماية في العراق، ثم المركز الثاني على التوالي وهذا جعلني أمتلك حافز للحصول على انجازات دولية". 
وعن تأثير دخولها الوسط الرياضي ومراكز التدريب على حياتها وطريقة تفكيرها تقول "وجدت في الرياضة شعور راحة لا يضاهى، فأنا أكتسب الطاقة الإيجابية بشغف المواصلة، واستعطت أن أندمج أكثر مع المجتمع وأكون علاقات مع لاعبين ولاعبات من ذوي الهمم".  
وعن مشاركاتها الدولية تذكر لنا أماني نصير بعض مشاركتها "شاركت في بطولة لذوي الهمم في الأمارات، وحصلت على المركز الثاني في الرماية وكذلك شاركت في بطولة دولية في ماليزيا وحصلت على المركز الأول وكان شعور لا يوصف عندما حصلت على الميدالية الذهبية".
 
"رسالتي أن لا تكون الإعاقة سبب لنهاية أحلامك"
أماني نصير ومن خلال متابعتها على مواقع التواصل ستجدها شخصية ملهمة محفزة تشعرك بالقوة، فهي دائماً ترسل رسائل مهمة لذوي الهمم تقول فيها "يجب إلا تكون الإعاقة سبب في الانكسار وترك الحياة والابتعاد عن تحقيق الأحلام"، "كوني قوية ولا تجعلي الإعاقة سبب في تواري الأحلام وتحقيقها، ثقي بنفسك وبأهميتك وبقدرتك على الإنجاز والمواصلة".  
كما أنها تشارك أيضاً بعض الأحداث الصعبة التي تمر بها وخاصة العمليات الجراحية وتعبر عن ذلك بقولها "عندما نظهر القوة علينا أن نظهر المصاعب والتحديات لنكون صادقين مع من يعتبرونا قدوة التحدي، نعم لقد مررت بكم هائل من التحديات والظروف الصعبة وأجريت عمليات جراحية خطيرة وصعبة لكن كل ذلك مر، وسيمر أيضاً كل صعب عندما نؤمن بأنفسنا". 
لم يقتصر اهتمام أماني نصير على الرياضة بل حاولت أن تكون أكثر نشاطاً "دخلت رابطة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة تختص بالخياطة والمواهب التي تعتمد على الفن والتصميم وهي تجربة جميلة ومفيدة، استفدت منها الكثير". 
وفي الختام تذكر لنا أماني نصير طموحها وما تنوي تحقيقه في المستقبل "طموحي هو بناء مركز لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير كل حقوقنا وسبل العيش كريم وكل ما يتعلق بأسلوب الحياة وطريقة التعامل مع ذوي الهمم".