الزراعة مصدر دخل رئيسي للعائلات الريفية
تشكل الزراعة مصدراً رئيسياً لدخل العائلات الريفية في مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا، ويقع على عاتق النساء الجزء الأكبر من العمل، وتأملن بمزيد من الدعم ليزدهر عملهن.
زينب خليف
دير الزور ـ تعمل نساء ريف دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا بالزراعة، ولا يمكنهن الاستغناء عنها، فهن تعتمدن عليها في تحقيق اكتفائهن الذاتي، لكن موسم هذا العام كما السنوات الماضية تأثر بشكل كبير بشح المياه وهو ما أثر سلباً على حياة العديد من الأسر.
تعد الزراعة من أهم المقومات التي تعمل بها المرأة، نتيجة ارتباطها بالأرض وتشبثها بها منذ الأزل، وتوفر لها احتياجاتها الأساسية في المنزل، وتعمل بها نظراً لأهميتها في تأمين الحاجات الأساسية من الغذاء من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي للأسرة بالإضافة إلى المردود الناتج عنها.
وتتشارك النساء في قطاف منتجات المحاصيل الزراعية في كل عام، ضمن بساتين وأراضي مختلفة ثم تقوم بتسويقها لبيعها والاستفادة منها وتعتبر من أهم مصادر دخل النساء التي تساعدهن في تأمين قوت يومهن.
مريم الحسن إحدى النساء اللواتي تعملن في الزراعة تقوم بزراعة أرضها بأنواع الخضار الصيفية والشتوية تخرج منذ ساعات الصباح الباكر وتقوم بقطاف الخضرة التي زرعتها وتقول "نحن كنا نساء نقضي أكثر أوقاتنا في الزراعة ولا يمكننا الاستغناء عنها رغم فقدان المياه إلا أننا نلجأ إلى الآبار الارتوازية لسقاية أرضنا رغم أنها غير صالحة لسقاية الأراضي بسب ملوحتها".
ومن أنواع الخضرة التي تقوم بزراعتها في هذا الموسم "الخيار، البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الملوخية، الكوسا"، موضحة الصعوبات التي واجهوها "نعاني من قلة الدعم، وصعوبة حرث الأرض بسبب عدم توفر المحروقات، وعدم قدرتنا على جلب البذور والأسمدة بسبب ارتفاع أسعارها، إضافةً للمعاناة المرتبطة بشح المياه، فهذه المشاريع تحتاج إلى رعاية واهتمام، ونظافة الأرض من الحشائش وحمايتها من الحشرات التي تضر بالنبتة".
وبينت أن العمل في الزراعة يقع على عاتق المرأة بشكل أساسي أكثر من الرجل، فالمرأة هي التي تقوم بحراثة الأرض وتنظيفها، وإزالة الأعشاب الضارة وغيرها من الأعمال، لكن جل هذا التعب لا يحقق المأمول منه، فقد شهد القطاع الزراعي في دير الزور تدهور كبير على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب حبس الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات، والذي يعد شريان الحياة للمنطقة، وتسبب قطعه بزيادة التحديات التي تمثلت بارتفاع تكاليف الزراعة وصعوبة توفير مستلزماتها.
وطالبت مريم الحسن بتقديم الدعم للمشاريع الزراعية، من الري، والأسمدة، والبذور، والأدوية وغيرها من مستلزمات الزراعة "رغم كافة الصعوبات إلا أنه لا يمكننا الاستغناء عن الزراعة، فهي المورد الأساسي لنا".