'العزلة على القائد عبد الله أوجلان محاولة لكسر إرادة الشعب الكردي'

في آب/أغسطس عام 1991 التقت العديد من العوائل الكردية بالقائد عبد الله أوجلان أثناء تواجده في سهل البقاع بلبنان، حتى خروجه من سوريا إثر ضغط الدولة التركية عليها

دلال رمضان
كوباني ـ ، واعتقاله في العاصمة الكينية عام 1999. 
سلوى أورفلي (73) عاماً من قرية خراب راست التابعة لمقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا من النساء اللواتي التقين بالقائد عبد الله أوجلان اثناء تواجد في احدى معسكرات البقاع بجنوب لبنان تقول عن تلك الفترة "ذهبت مع الأهالي وكنت أدعم جميع الأحزاب الكردية التي تنادي بالحرية وتطالب بحقوفنا المشروعة؛ لأننا لم نكن نستطيع التحدث بلغتنا الكردية وحرمنا من معظم حقوقنا"، مضيفةً "بقينا لمدة يومين على الطريق خائفين بسبب التشديد الأمني".
وبعد وصول القادمين للقاء القائد عبد الله أوجلان وهم من مختلف المناطق في سوريا من نساء، وأطفال ورجال إلى المعسكر والاستراحة ليوم، بدأ الوافدين بالتجمع في الساحة من أجل اللقاء به "كنت انتظر بفارغ الصبر كي أرى القائد، وأسأل نفسي كيف سيكون القائد الذي نسمع عن فكره الذي وصل إلى مختلف أجزاء كردستان والعالم والذي ينادي بحريتنا وحرية جميع الشعوب، ويحثنا على المقاومة والنضال في سبيل قضيتنا والدفاع عنها في المحافل الدولية". 
تقول سلوى أورفلي بأن القائد عبد الله أوجلان تحدث معهم لعدة ساعات دون انقطاع وبكل حماس وجرأة "كنت أقول في نفسي حينها يا ليت القائد يكون في كوباني بين شعبه ويكون هذا اللقاء علنياً".
وبعد عودتها من لبنان إلى مدينة حلب بدأت سلوى أورفلي الانخراط في العمل من حيث توعيةً الأهالي وتعريفهم بحركة التحرر الكردستانية، وعقد الاجتماعات لهم والتي كانت بشكل سري بين العوائل الكردية وإقامة مراسيم الشهداء، وحينها كانت متواجدة في مدينة حلب لعدة سنوات ومن ثم عادت الى مدينة كوباني بداية الأزمة السورية عام 2011.
وتعرض القائد عبد الله أوجلان للمؤامرة الدولية حين أخرج من سوريا في تشرين الأول/أكتوبر عام 1998، واختطف من كينيا في 15 شباط/فبراير عام 1999 وتم سجنه في جزيرة إمرالي.
عن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان منذ 23 عاماً تقول سلوى أورفلي "لا قانون ولا شريعة يقبلان العزلة المفروضة على القائد"، متسائلة عن القانون الذي يمنع العائلة والمحامين من الالتقاء بسجين سياسي لم يرتكب جرماً سوى الدفاع عن الشعوب المضطهدة "القائد لم يرتكب جرماً بحق أحد. جرمه الوحيد هو مطالبته بحرية شعبه الذي يعاني الظلم والاضطهاد من قبل الدول المستعمرة لأجزاء كردستان".
 
"الهجمات على مناطقنا استمرار للمؤامرة"  
تبين سلوى أورفلي أن خيوط المؤامرة حيكت على يد الدول الكبرى "شاركت أمريكا التي تتواجد اليوم في مناطقنا وتسمح للدولة التركية بمهاجمتنا في كل مرة بالمؤامرة على القائد أوجلان". منددة بممارسات تركيا "احتلت عفرين، وسري كانيه وكري سبي، واستخدمت المواد الكيماوية. العالم أجمع شاهد حروق الطفل محمد جراء تعرضه للفوسفور الأبيض. ما تفعله تركيا هو استمرار للمؤامرة ضد الشعب الكردي".
وقالت إن "تركيا تدعي الإسلام لكن في الحقيقة ليس لها علاقة بالدين والقوانين التي تحمي وتنادي بحقوق السجناء والمعتقلين السياسيين". مؤكدةً في ختام حديثها على فضل القائد عبد الله أوجلان فيما وصلت إليه مناطق شمال وشرق سوريا والكرد من حقوق "نعيش اليوم على أرضنا ونتحدث بلغتنا ولدينا قوات تحمينا وتدافع عنا".
يذكر أن القائد عبد الله أوجلان أكد خلال حديثه المختصر مع شقيقه في آذار/مارس الماضي بأن ظروف العزلة المفروضة عليهم مرفوضة، وطالب بحقه في اللقاء بمحاميه، وتطبيق القوانين والمواثيق حيال الانتهاكات التي تنفذ ضد السجناء السياسيين.