اليمن... حمى الضنك يفقد الأطفال حياتهم

في ظل انتشار "حمى الضنك" فقد الطفلين "مروى ومحمد عبده علي" حياتهما بعد إصابتهما بحمى الضنك مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بمدينة تعز جنوب غرب اليمن.

رانيا عبدالله

اليمن ـ بسبب تفاقم مرض "حمى الضنك" وإهمال المستشفيات في مدينة تعز، فقد الطفلين محمد ومروى عبده علي، والعديد من الأطفال، حياتهما بعد أصابتهما بالمرض.

حول حالة الطفلين محمد عبده علي 10 أعوام، ومروى عبده علي عام ونصف، قالت والدتهما هالة مختار النظاري البالغة من العمر 30 عاماً "بدأت حالة أولادي بحمى وصداع خلف الرأس، ذهبت بهما للطبيب وبدأت حالتهما تتحسن، ثم انتكست حالتهما بشكل أكبر، ذهبنا بهما إلى المستشفى وكان الأطباء يقومون بإعطائنا أدوية عبارة عن محاليل خافضة للحرارة، ومحاليل غذائية".

 

إهمال وعدم رعاية

وأوضحت "كان الأطباء يخبرونا بأن أهم شيء ألا ترتفع الحمى عند أطفال، ورغم الأدوية المستمرة التي استخدمها بتعليمات الطبيب، لكن كثرة الأدوية تجمعت السوائل في جسمهما، ثم لم يستطيعون الحركة بسبب السوائل، وكانت حالتهما تتدهور بسبب سوء استخدام الأطباء للأدوية دون الاهتمام للمضاعفات التي أصابتهم، حتى وصلت السوائل إلى الرئة، وتأثرت الكلى، في ظل قلقي على أطفالي كان رد الأطباء أن وضعهم في تحسن".

وقالت "اتمنى أن تصل رسالتي للجهات المعنية ليتعاملوا بجدية تامة مع هذا الوباء، وأن يهتموا بمتابعة المريض المصاب خصوصاً فئة الأطفال".

وأوضحت "اصابتني أيضاً حمى الضنك وزادت حالتي سوء بوفاة أولادي، وتجمعت السوائل بجسمي بسبب الافراط في الأدوية، وقد تم إجراء عملية لي لسحب السوائل".

وعن سوء استخدام الأدوية وعدم الرقابة في المستشفيات لعلاج حمى الضنك قالت الدكتورة ابتسام أحمد غالب اخصائي مساعد منسق الترصد الوبائي في مدينة تعز "أن الحالات التي تصاب بحبس السوائل تكون قد تعرضت أثناء زيادة السوائل بسبب استخدام المحاليل الطبية، وبالتالي زيادة السوائل مما يؤدي للوفاة، ويفترض اعطاء الأدوية بحسب وزن الطفل وما يحدث هو سوء استخدام العلاجات".

وأكدت على أنه "تم توزيع خطة علاجية محددة لجميع مستشفيات والمراكز الصحية الأكثر استقبالاً لحالات حمى الضنك بالمدينة، وقد تم الايضاح للأطباء الالتزام بالخطة العلاجية المحددة، وهذا ما يجب على جميع المستشفيات والمراكز الالتزام بها".

 

فيروس معدي

وأشارت إلى إن "حمى الضنك يعتبر مرض فيروسي معدي جداً، حيث تنقل انثى البعوضة الفيروس، عكس مرض الملاريا الذي يعتبر طفيلي، حيث تعتبر حمى الضنك خطورته أنه فيروسي و ليس له علاج".

وأضافت " تعتبر مدينة تعز مستوطنة للضنك لأن البعوض قد أنتشر ولم نستطع القضاء عليه حتى الآن لا يوجد وعي كاف من قبل المواطنين لحماية أنفسهم وكيفية والوقاية من هذا المرض".

وأوضحت أن "حمى الضنك أعراضها تشبه الزكام، وحمى شديدة، وفقدان للشهية، ألم تحت العينين والمفاصل وطفح جلدي، وإلى جانب هذه الأعراض عندما تصل الحالة إلى مرحلة متقدمة فإن الاعراض تكون شديدة يصل إلى النزيف وهبوط في الدورة الدموية، وقد يحصل للمصاب فشل في أحد الأعضاء".  

وعن دور مكتب الصحة والسكان في مكافحة حمى الضنك أوضحت أنه قد قام بعدة حملات، رش للبعوض الناقل، وإزالة البؤر الحاضنة لهذا المرض عن طريق ردم الحفر والبرك والمستنقعات للقضاء على بيض البعوض الناقل للمرض، حيث بلغت حملات الرش التي قام بها مكتب الصحة 4 حملات".

وأوضحت "كان لابد منذ بداية الموجة القيام بالتوعية، ليس من قبل مكتب الصحة فحسب، وإنما باقي القطاعات الأخرى مثل مكتب النظافة والتحسين والبيئة، ومكتب الأوقاف لتوعية الناس للتخلص من المياه الراكدة، والمكشوفة".

 

عشوائية صرف العلاجات

من جهة أخرى تصف أفراح أحمد سعيد حالة طفلها عندما اصابته حمى الضنك وكاد يفقد حياته جراء الاستهتار في صرف الأدوية وتقول "ابني اصابته حمى الضنك، واجرينا له فحص واعطاني الصيدلي علاج للحمى، ومضاد حيوي، وعندما عدت للبيت حتى اعطيه الدواء جارتي منعتني من اعطاء دواء المضاد الحيوي واخبرتني أن استخدامه لهذا الدواء سيضاعف حالته الصحية وقد يؤدي لوفاته، وعندما قمت بإسعافه للمستشفى مرة اخرى فعلا تأكد لي بأنه إذا أخذ ذلك العلاج سيضاعف حالته وقد يؤدي إلى الوفاة".

وأوضحت "لقد أصابت حمى الضنك العديد من الأطفال والكبار في الحي الذي نسكن فيه، وقد فقد جارنا حياته بسبب استخدام علاج غير مناسب لحالته".

وبدورها قالت مديرة صيدلية حواء أمل سعيد "حمى الضنك انتشرت كثيراً في مدينة تعز بسبب المياه الراكدة وانتشار البعوض، وللأسف هناك تعامل خاطئ من قبل بعض الصيادلة في صرف الأدوية بشكل عشوائي مثل المضادات الحيوية، واستخدام علاجات قد تؤدي إلى مضاعفات منها انحباس السوائل في جسم المريض أو تؤدي بالوفاة، لذا لابد الانتباه والحذر من قبل مالكي الصيدليات لمثل هذه الحالات كونها انتشرت بشكل كبير".

 

12 ألف حالة اصابة

وبحسب مكتب الصحة العامة والسكان فقد سجلت حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022 أكثر من 12 ألف حالة إصابة كما بلغت حالات الوفاة 18 حالة وفاة بينهم أطفال.

وتعتبر مدينة تعز مستوطنة لوباء حمى الضنك، خصوصاً في موسم الأمطار، وكان أول ظهور لحمى الضنك في عام 2016، وينتشر البعوض في أغلب المدينة بسبب المياه الراكدة، أو تجميع المياه المكشوفة.