'التقاليد البالية السبب الرئيسي للعنف ضد المرأة'

أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة مينو. ك أن هناك نساء تعرضن للعنف بكافة أشكاله بسبب الجهل وقلة الوعي، لكن بفضل التدريبات والأنشطة التي قدمت لهن تم إنقاذ العديد منهن لتصبحن اليوم قدوة لغيرهن.

جونا أردلان

 سنة ـ فرضت العادات والتقاليد والسلطة الذكورية على المرأة العديد من الأحكام والقيود التي عكست سلباً على المجتمع، كالزواج بالإجبار أو ممارسة العنف ضدها بمختلف أشكاله.

تواجه النساء كافة أشكال العنف في المجتمع من قبل السلطة الذكورية، لأهانتها وإذلالها ووضعها في قوالب نمطية بغية الإضعاف من إرادتها وقوتها لثنيها عن لعب دورها في المجتمع.

وبمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة والذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، تقول مينو.ك البالغة من العمر40 عاماً إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة بمدينة سنة والطالبة في العام الأخير من علم الاجتماع "كنت ناشطة في جمعيات و منظمات غير حكومية لسنوات عديدة في البداية كنت في حيرة من أمري بشأن المسار الذي يجب أن أسلكه، عملت في المجالات التي تتعلق بالبيئة، وحقوق الأطفال لكن ولطالما  كنت مطمئنة وأشعر بأنني امرأة قوية، يمكن رؤيتي في أماكن كثيرة كالأنشطة والتدريبات التي تقام في القرى، والتي تتضمن تدريبات تزيد من وعي النساء بحقوقهن".

وعن بداية عملها كناشطة في مجال حقوق المرأة أوضحت كان الفريق يضم طبيبة نسائية وطبيبة نفسية وأخصائية اجتماعية، فانضممت إليهم، كنا نخرج إلى القرى في جولات لمراقبة أوضاع النساء وتقديم الدعم لهن، أدركت بعدها ما خلقت من أجله ووجدت رسالتي لأنني واجهت ذروة اضطهاد النساء في القرى"، مضيفةً أن كل قرية كانت تزورها مختلفة تماماً عن الأخرى "كلما ابتعدت وجدت المزيد من النساء اللواتي تتعرضن للعنف والتجاهل، هذه القرى لم تكن موجودة في سنة فقط لكنها توجد في كل مكان في إيران".

وأضافت في القرى نجد الكثير من الحالات كزواج القاصرات، والزواج القسري، وختان الإناث، والجهل ونقص في المرافق الصحية التي تفتقر إلى تقديم الخدمات الأساسية للنساء من فحوصات وغيرها، أضافة إلى عملهن في الحقول الزراعية، وعند سؤالنا عن سبب عملهن أجابوا بان "الطعام الذي نأكله والمأوى الذي لدينا يكفي"، في تلك اللحظة تذكرت الإقطاع وملكية الأرض، حيث كان العبيد يعملون في الأرض وفي المقابل كان لديهم مأوى فقط مثل هؤلاء النساء تماماً، لذلك بقاء ووجود هذا النوع من العبودية لم يكن أمراً سهلاً بالنسبة لي في هذا الوقت، لكن الغريب في الأمر أن تقبله النساء على أنفسهن، ربما لأنهن كن أقل دراية بالعالم الخارجي وحقوق المرأة التي لم تمر حتى على آذانهن.

وأشارت إلى أن "هذه القضايا التي مررت بها أثناء جولاتي أخافتني من العمل في مجال حقوق المرأة وأخذت تركيزي من الأنشطة الأخرى وأدركت أن المجتمع النسائي لديه مساحة أكبر للبحث والدراسة ويحتاج إلى المزيد من المساعدة، والآن مرت خمس سنوات وأنا أعمل في هذا المجال، أحيانًا أشعر بالتعب لأنني أقابل نساء لا ترغبن بالخروج من قوقعتهن، لكن أحياناً أخرى عندما يتم حل مشاكل المرأة بمساعدتها الخاصة أشعر وكأنني أحصل على حياة جديدة".

وعن الدورات التدريبية التي تم إجراءها في عدة قرى قالت "لم نعد نجري أي تدريبات بسبب عدم تعاون السلطات، وقلة المرافق، وعدم توفر الحد الأدنى من الميزانية لمواصلة الرحلات، بعد ذلك حاولت أنا والعديد من الزملاء والأصدقاء إنشاء جمعية نسوية ومؤسسة لمساعدة النساء، لكننا لم نحصل على تصريح للبدء بالعمل وتم استجوابنا عدة مرات من قبل السلطات بسبب الأنشطة التي كنا نقوم بها، كنا نعقد اجتماعاتنا كل مرة في منزل أحد الناشطين ونخطط لأفكارنا سراً، تركنا الجمعية لأننا علمنا أنه من الصعب والمستحيل علينا القيام بالأنشطة وكل خطوة يجب أن تتم تحت إشراف السلطات".

وعن أنشطتهم لمكافحة العنف لفتت إلى أنه "من إحدى الأنشطة التي قمنا بها في مجال حقوق المرأة خلال السنوات الخمس الماضية، بصرف النظر عن جانب التعليم، هو التعامل مع كافة أشكال العنف، كالعنف الجسدي، والجنسي واللفظي، حاولنا أن نكون مع النساء المعنفات بكل ما أوتينا من قوة، مؤكدةً "نبذل قصارى جهدنا لنكون مع النساء المهمشات والمعنفات من أسرهن، أرسلنا العديد منهن إلى بيوت آمنة لتتمكنن من العيش هناك لفترة، وبعد ذلك ومن خلال تعليم الحرف اليدوية وإنشاء المعارض لهن وبيع أعمالهن اليدوية لتشجيعهن على الإيمان بقدراتهن، أصبحت العديد من هؤلاء النساء فيما بعد صاحبات ورش وإيواء.

وأكدت مينو. ك أن هناك نساء وقعن في فخ الإدمان بسبب العنف الأسري وقلة الدعم أن "إنقاذ العديد منهن مهمة صعبة، لكن عدداً كبيراً منهن تعافين بعد تقديم المساعدة لهن وأصبحت النساء اللواتي تعافين من قبل قدوة لهن".

وعن جرائم قتل النساء أضافت "تحدث جرائم قتل النساء في الغالب في المناطق والقرى الصغيرة أو العائلات حيث تلعب التقاليد البالية دوراً بارزاً فيه، وكما تعلمون ليس للمرأة مكانة عالية في العادات والتقاليد البالية ، ويتم تعريف المرأة على أنها ذات عقل غير كامل وضعيف الجسم، والذي غالبا ما يكون قتل النساء على أيدي الرجال هو أيضاً من آثاره، فذهبنا إلى القرى لتنظيم دروس تدريبية وقدم الأطباء النفسيون والمستشارون القانونيون ما يحتاجون إليه للنساء، وأستطيع أن أقول إننا كنا ناجحين إلى حد ما، وأخبرتنا النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي لاحقًا أنهن وجدن الشجاعة للمغادرة والكفاح من أجل حياتهن، وكانوا مدينين لتلك الطبقات".