التمكين الاقتصادي منفذ المرأة للتخلص من العنف
الجمعيات العاملة في المناطق العشوائية تستقبل العديد من المعنفات، وتعمل على ملفات تهم الأسرة خاصة الجانب التنموي.
أسماء فتحي
القاهرة ـ أكدت المعالجة النفسية الإكلينيكية سارة حواتر أن التمكين الاقتصادي للنساء الأداة الأكثر تأثيراً وفاعلية لوضع حد للعنف الذي تتعرضن له، "النساء تحتجن لقوة حقيقية تساعدهن على رفض ومواجهة أي انتهاك".
تولي الجمعيات القاعدية اهتماماً كبيراً للفتيات والنساء في الأحياء الشعبية والقرى المصرية، حيث تعمل على معالجة الأزمات التي تعانين منها، ولتسليط الضوء أكثر على ذلك كان لوكالتنا حوار مع المعالجة النفسية الإكلينيكية ومدربة الفنون التشكيلية وعضو في جمعية "المروج" سارة حواتر.
ماهي أبرز برامج وأنشطة جمعية "المروج" العاملة في نطاق شعبي له خصوصيته؟
مروج جمعية تنموية تأسست منذ عام 1999 تعمل على برامج تخص جميع الفئات "أطفال وشباب ونساء" وتولي اهتماماً كبيراً للتمكين الاقتصادي وتأهيل الفتيات والنساء.
ولدينا ندوات توعوية وسياسات حماية بالإضافة لمركز إرشاد وتوجيه لتقديم خدمات للنساء منها تمكينهن ضمن أهداف التنمية المستدامة، وتعمل على أطلاق مشاريع تدر دخلاً عليهن بشكل مستمر.
وهناك أيضاً برامج مخصصة لمناهضة العنف بكل أشكاله كختان الإناث وتزويج القاصرات وكل ما قد تتعرض له النساء من انتهاكات واعتداءات أخرى سواء داخل أسرتها الأولى أو الثانية في بيت الزوجية.
ما هي مهمتك في الجمعية وهل لها تأثيرها على النساء؟
أعمل معالجة نفسية إكلينيكية داخل الجمعية كما أدرب المستهدفين/ات على الفنون التشكيلية، وهذا النوع من العمل يخاطب المشاعر بشكل أساسي فالفن وسيلة يمكن من خلالها معرفة ما يجول في خواطر الأشخاص وأيضاً حالتهم أثناء الممارسة.
ولكونه وسيلة تعطي متنفساً يساعدنا للتعرف أكثر حول ما حدث لفتاة أو امرأة تعرضت للعنف ولا ترغب في الحديث عن التفاصيل، وهناك أنشطة معدة خصيصاً لذلك الغرض، والعديد من الدراسات المعدة لمعرفة الشخصية وتحديد الهوية من خلال الفن، والعلاج بالفنون له جانب بيولوجي أيضاً كما أن له تأثير في عدد من الأمراض منها السكري والضغط وغيرها.
ما هي أبرز الأزمات التي تعاني منها النساء خاصة أن الجمعية تستهدف منطقة تتصف بالخصوصية؟
النساء اللواتي يقصدن الجمعية يحتجن لدعم إما نفسي إزاء ما تعرضن له من ضغوط وعدم قدرتهن على التعامل معها أو دعم مادي لتغطية متطلبات المعيشة وغير ذلك.
وتنوع الثقافات والواقع لديهن يتطلب العمل على رفع معدل الوعي كون الكثير منهن لا تدركن أنهن تتعرضن لانتهاكات، وبالتالي تشعرن بأنهن مخطئات أو أن لديهن قصور، وهو أمر يحتاج لمعالجة على عدة مستويات، والجانب النفسي جزء محوري منها وهو ما نقوم به فعلياً هناك.
كما أن العادات والتقاليد أحد أهم الأزمات التي تواجه النساء، لكونهن مجبرات على تحمل ما اعتاد غيرهن على القيام به وأي محاولة لتحسين الأوضاع أو الخروج عن المألوف عادة ما تواجهن بعدها بعنف شديد.
ترد إلى الجمعية حالات مختلفة، ما هي أبرز طرق علاجها؟ وماهي الخطط المستقبلية للجمعية؟
في الجمعية متخصصين لدراسة كل حالة ترد إلينا، وبعد ذلك تقديم الخدمة الملائمة بعد تقييم الوضع بشكل دقيق، بعض الحالات تحتاج لإجراء قانوني نقوم بتوفير تلك الخدمة للضحية ونتابع مسارها حتى انتهاء القضية وحصولها على نتيجة، وبالتالي نترك أثر حسناً لدى النساء وجميع الفئات التي نستهدفها.
كما أننا نعمل على فكرة التأهيل سواء في التعامل أو التواصل وأيضاً المشاريع التي تساعد في توفير دخل ثابت للنساء، فالمناطق الشعبية عادة تبحث فيها الفتيات والنساء عن عمل يضمن لهن دخلاً دون أن تحتجن لمغادرة المنزل تقيداً بالعادات والتقاليد.
أحد أهم المشاريع التي نعمل عليها هي إعادة التدوير كونه أحد أهداف التنمية المستدامة، وقمنا بعدد من التدريبات فيها لتأمين دخل ثابت للنساء يراعي طبيعة المكان الذي تعشن فيه وتقيدهن بقوانينه التي تقيد حركة النساء وتنقلاتهن.
كما أننا نقوم بعدد من التدريبات لتعليم بعض الحرف كصناعة الجلود ومختلف المشغولات اليدوية من تطريز وإكسسوار وغيرها لتوفير مصدر دخل للنساء، كما نساعدهن في عملية التسويق إيماناً منا أن التمكين الاقتصادي هو الأكثر جدوى في مناهضة العنف خاصة في الأحياء الشعبية.
هناك استجابة من قبل النساء بدرجة كبيرة للمشاريع التي نعمل عليها وهو أمر بات واضح من خلال ضلوع العديد منهن فيها ونجاحهن في تحقيق انتاجية في مجالات عدة منها صناعة الحقائب وأخريات تعملن في التطريز على الجلود والقماش وكذلك الخياطة وصنع تصميمات خاصة بهن في محيطهن المغلق.