'الثقافة المجتمعية تلوم المرأة على مشاكل الأسرة'
الذهنية الأبوية والتقاليد تسببت في إلقاء اللوم على النساء في أي مشكلة وأكدت الباحثة الاجتماعية ليلى عبد الله على أن "سبب المشاكل هو سوء الفهم وليس النساء".
شيرين صالح
السليمانية ـ المرأة جزء من المجتمع ولها كل الحقوق، ولا تزال تتعرض للعنف وتلام على مشاكلها، خاصة في المجتمعات المنغلقة التي تسودها الثقافات والتقاليد القديمة والعقلية الذكورية، بينما أعطى المجتمع للرجل حق تعدد الزوجات وفي نفس الوقت لا ينبغي للمرأة أن تتحدث عن ذلك.
"سوء الفهم يسبب مشاكل عائلية"
قالت الباحثة الاجتماعية ليلى عبد الله "إن أي مشكلة تحدث بين طرفين سواء أكانوا أزواج أو إخوة أو أخوات أو أولاد ووالدين، لا يمكن حسمها على طرف واحد بانه هو السبب، ولكن في بعض المجتمعات، هذا القرار مقطوع والمرأة هي سبب المشكلة، فإن هذا يرجع إلى سوء الفهم وعدم الجلوس لحل المشاكل ويزيد من مشاكل الأسرة سوءاً، ويجب عند حدوث أي مشكلة السماع إلى الطرفين، وبالتالي خلق تطابق يتم العثور على سبب المشكلة".
وأوضحت "إن ثقافة المجتمع وبعض العائلات هي سبب إلقاء اللوم على النساء في المشاكل، أو عندما تريد المرأة تطليق زوجها بسبب مشكلة، فإنها تلومها مرة أخرى، لأن الثقافة جعلت المرأة تتقبل كل ما يحدث لها، مما يدل على هيمنة العقلية الذكورية في مجتمعنا، ولا يجوز له طلب الطلاق أو العمل بالخارج".
ولفتت إلى أن "الرجال غالباً ما يكونون السبب الرئيسي للمشاكل وللمرأة الحق في عدم قبول ذلك، لأنها لا تريد أن يقع أطفالها في الاضطرابات، لذلك يجب أن نفكر في المشاكل بعقلية حرة، لأن المرأة لها كل الحق".
"مازال يعتبر طلاق المرأة عيباً"
وأوضحت ليلى عبد الله "أن المجتمع أصبح الآن متقدماً نوعاً ما وأنه من الطبيعي للمرأة أن تطلب الطلاق، سابقاً لم يكن مسموحاً للمرأة بطلب الطلاق، لكن هذا لا يعني أن هذه الظواهر قد ولت، ولحل هذه المشاكل، يجب عقد المؤتمرات والندوات في المدارس من البداية، ويجب إخبارهم أن كلا الجنسين يحتاجان لبعضهما البعض عندما يبدأن أسرة لا يفتحانها".
وأشارت إلى أنه "لسوء الحظ بعد الطلاق تسأل المرأة عن سبب طلاقها وتركها لأطفالها، لكن الرجل لا يسأل عن ذلك، وعندما يعدد الزوجات لا يطرح عليه أي أسئلة، وغالباً ما يتسبب ذلك في إصابة المرأة بأمراض نفسية، وغالباً يدفع الأطفال الثمن".
وقالت الباحثة الاجتماعية ليلى عبد الله "ومن مفهوم الذهنية الذكورية هو فرض تربية الأطفال على الأمهات، بينما لم يتم خلق الأطفال لإحداث مشاكل للأسر، ويجب أن يكون الرجال المسؤولون عن إنجاب الأطفال مسؤولين أيضاً عن توفير البيئة المناسبة لهم، بينما تتحمل الأم مسؤولية أكبر في تربيتهم".