التغيرات المناخية تزيد من معاناة النساء في اليمن

يعاني العالم من تأثيرات التغير المناخي التي بات يهدد نظام الحياة، وهذا ما زاد من معاناة النساء المزارعات في اليمن نتيجة نقص الموارد المائية المرتبطة بقلة هطول الأمطار مما تسبب في موجات جفاف كان لها تأثير مدمر على قطاع الزراعة.

رانيا عبدالله

اليمن ـ لتغير المناخ في اليمن آثار كبيرة تزيد من معاناة الأهالي في بلد أودت به الحرب منذ تسعة أعوام إلى المجهول، وقد أدى انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة إلى قلة المحاصيل الزراعية التي كان يعتمد عليها الريفيون في إيجاد عائد مادي لهم يعينهم على مواجهة أعباء الحياة.

تقية ناجي عوض أحدى المزارعات في أحد أرياف مدينة تعز جنوب غرب اليمن، لم تتوقع يوماً أن يصل بها الحال إلى أن تتوقف عن زراعة العديد من المحاصيل الزراعية التي كانت تشكل مصدر دخل لها بسبب حاجة تلك المحاصيل إلى المياه بشكل مستمر.

تقول تقية ناجي عوض أنها كانت تزرع الحبحب (البطيخ)، والطماطم والكوسا، وأغلب الخضروات، لتقوم ببيعها في الأسواق وتستفيد منها أيضاً، لكن الأن اصبحت تزرع بشكل أقل نتيجة حاجة تلك الخضروات إلى المياه، "لكي نتمكن من استثمار اراضينا الزراعية ونكسب لقمة عيشنا نحتاج لبناء بعض السدود والخزانات الأرضية التي من الممكن أن تفيدنا في خزن مياه الأمطار لنقوم بري خضرواتنا".

وبحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائي في اليمن تأثرت البلاد في السنوات الأخيرة بشكل متزايد بالآثار السلبية للتغير المناخي، حيث أدى هذا التغير إلى انخفاض هطول الأمطار، مما تسبب في موجات جفاف شديدة كان لها تأثير مدمر على قطاع الزراعة في البلاد الذي يفتقر في الأصل إلى الموارد المائية، وهو ما أدى ضعف الزراعة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وبدورها قالت أمنة أحمد أحدى المزارعات في وادي الضباب بمحافظة تعز "تجف الآبار خصوصاً عندما ينتهي موسم الأمطار وتصبح الأرض جافة ولا تصلح للزراعة، ولذلك لا نستطيع الاستمرار بالزراعة كما كنا عليه في السابق".

وأوضحت أنها كانت تزرع العديد من المحاصيل والحبوب، لكن الآن أصبحت الأرض قاحلة لا تعود بأي نفع فعندما تهطل الأمطار تهطل بشكل غزير تجرف الأراضي الزراعية، أو عند أنخافض هطول الأمطار تجف التربة مما يؤدي إلى جفاف الآبار وتصلب الاراضي الزراعية.

ومن جانبها قالت منسقة مشاريع مؤسسة مسارات للتنمية أروى علي حجر "يجب توفير الدعم الكافي من قبل الحكومات والجهات الداعمة لمواجهة تغير المناخ والتكيف معه، مثل بناء خزانات لحبس مياه الأمطار لاستغلاله في الزراعة، وتوفير بعض المعدات للفلاحين وخصوصاً النساء الريفيات اللواتي تعتبر الزراعة مصدر رزقهن الوحيد".

وأشارت إلى أنه لابد من مواجهة التغيرات المناخية بتشجيع الفلاحين على زراعة الأشجار وخصوصاً المعمرة منها، وتوفير شتلات صغيرة للمزارعين لزراعتها بإمكان متفرقة للتخفيف من حرارة الجو.

ولفت التقرير الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن درجات الحرارة المرتفعة وشح إمدادات المياه العذبة والجفاف والأمطار الغزيرة شائعة على نحو متزايد في جميع أنحاء المنطقة، كما تؤدي النزاعات طويلة الأمد إلى تقويض قدرات المؤسسات في الإدارة البيئية وتلحق خسائر فادحة بالموارد الطبيعية، وأصبح الحصول على المياه النظيفة أكثر صعوبة، وتعطلت نظم كسب العيش.