التدريب والقراءة أبرز أدوات تطوير المجتمعات
من خلال الدورات التدريبية الفكرية والتوعوية تتعرف النساء على حقيقتهن وتاريخهن والسير نحو تنظيم أنفسهن وتغيير المجتمع وتحريره.
شيرين محمد
قامشلو ـ يعتبر التدريب من المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها مشروع الأمة الديمقراطية لنجاحه، وجميع السائرين على هذا النهج على إيمان تام بهذا المبدأ، فالثقافة والتدريب يلعبان دوراً هاماً في تطور المجتمعات وتقدمها، وتعرف النساء على ذاتهن وإثبات دورهن في المجتمع.
عندما يدرك المرء أهمية التدريب فإنه يرتقي بالمجتمع ويطوره في كافة مناحي الحياة، ففي حال إهمال المجتمع التدريب والتوعية يصبح عرضة للجهل والتخلف وفريسة سهلة للعدو والاحتلال.
وللتعرف على أهمية القراءة والتدريب وتأثيرها على المرأة وتطورها ومعرفة تاريخها وحقيقتها للوصول إلى حريتها، وبناء فرد حر داخل المجتمع، أجرت وكالتنا لقاءات عدة مع عضوات أكاديمية المجتمع الديمقراطي في ناحية ديريك التابعة لمقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا.
"للتدريب أهمية كبيرة في المجتمعات وخاصة للمرأة"
تقول الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في ناحية ديريك التابعة لمقاطعة قامشلو شمال وشرق سوريا رودة معمو أنهم قاموا منذ حوالي ستة أيام بافتتاح دورة تدريبية فكرية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي، وستستمر لمدة تصل ما بين 25 ـ 30 يوماً.
وأوضحت أنهم يسعون من خلال الأكاديميات إلى بناء شخصيات حرة قادرة على حل كافة المشكلات عبر النقاش، على أساس فكر المجتمع الديمقراطي من خلال برنامج التدريب الذي أطلقوه والذي يتضمن دروس ومحاضرات متنوعة "نحن لا نركز على تدريب الفرد من الناحية الأيديولوجية بل نسعى لبناء شخصيات حرة قادرة على إحداث التطور في المجتمع".
وأشارت إلى أن التدريب والقراءة يعتبران أبرز أدوات تطوير المجتمعات ويساهم في بناء شخصيات بارزة لتوجيه المجتمع وإدارته خلال فترة وجيزة على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعن دور النساء في ذلك تقول "من خلال توعية النساء بتاريخهن وحقيقتهن عبر التدريب بالإمكان بناء مجتمع ديمقراطي على أساس الفكر الحر، بالرغم من وجود كم هائل من الكتب التاريخية التي تتطرق لمختلف الحضارات إلا أنه لم يأتي على ذكر تاريخ المرأة وما عانت منه وحقيقتها، فلطالما كانت الدول المهيمنة والسلطة الذكورية تخشى قوة النساء وقدراتهن وفكرهن".
ولفتت إلى أنه بعد تعرف النساء في شمال وشرق سوريا على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، أدركن حقيقتهن وتاريخهن المخفي ما بين السطور، ومن خلال التدريب عملنا على وضع حد للظلم الذي تتعرضن له والانتهاكات لحقوقها فقد شدد القائد أوجلان على أهمية التدريب في التخلص من الذهنية الذكورية، وترى أن الشخصيات الغير مدربة غير قادرة على إدارة المجتمع وريادته وخدمته "التدريب يساهم في إيصال المرأة لمستوى عالي من الثقافة والتطوير والنضج".
وحول أهمية القراءة ومطالعة الكتب في زيادة المعرفة والثقافة تقول "تعتبر القراءة أحد خطوات تدريب وتطوير الشخصية، للأسف مجتمعاتنا ابتعدت عن قراءة الكتب، لذلك لا زلنا نواجه ذات المشاكل والمعوقات، لذا خلال التدريب يتم بشكل مستمر التشجيع على القراءة لتطوير المجتمع أكثر، يتم اختيار الكتب للمنضمين إلى الدورة التدريبية حسب مستوى تطورهم ومعرفتهم، ليستفيدوا أكثر وتخلق لديهم حب القراءة والمطالعة ومعرفة كل ما هو جديد".
وأضافت "نحن في أكاديمية المجتمع الديمقراطي نهدف من خلال عملنا على بناء شخصيات حرة داخل المجتمع لنطور المجتمع من خلالهم، فالأكاديمية تستقبل جميع الفئات ومن مختلف الأعمار".
ومن جهتها قالت نوروز علي وهي أم لخمس أطفال، التي انضمت إلى الدورة التدريبية التي افتتحتها أكاديمية المجتمع الديمقراطي قبل أيام، "تعد هذه المرة الأولى التي انضم فيها إلى دورة تدريبية، إنها تجربة جديدة لي كامرأة داخل هذا المجتمع، في البداية واجهتني بعض الصعوبات منها عدم تقبل العائلة انضمامها إلى الدورة التدريبية، حتى أنا كشخصي كنت أستصعب الخضوع لتدريب مغلق".
وأشارت إلى أنه مع مرور أول يومين أدركت مدى أهمية التدريب للمجتمع وخاصة المرأة "الآن اركز فقط على تدريب نفسي لأتمكن من المساهمة في تطوير المجتمع والنهوض به بعد انتهاء الدورة التدريبية، فسأعمل على تطبيق ما تعلمته في منزلي أيضاً فهو عبارة عن مجتمع مصغر، بالإضافة إلى أنني سأنظم وقتي لأستفيد منه في قراءة الكتب وممارسة الرياضة".
ودعت نوروز علي الجميع بالانضمام إلى هذه التدريبات من أجل أن "نطور من ذاتنا أكثر وخاصة الأمهات لأنهن تربين أجيال المستقبل، فمع انضمامي إلى التدريب طرأت على شخصيتي الكثير من التغيرات لذا أرى بأننا عندما ننتهي من التدريب سنكون قادرات على التدريب وتوعية المجتمع والنساء كذلك".