الزراعة جزء أساسي من حياة الريفيات
رغم مشقة العمل في الزراعة إلا ان الريفيات تعتبرن بأن الطبيعة جزء أساسي من حياتهن.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ ترتبط المرأة ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة منذ الأزل، فرغم متاعب العمل في الزراعة تحت أشعة الشمس إلا أن المرأة تعتبرها جزء من حياتها ولا يمكنها الابتعاد عنها.
تتميز قرى التابعة لخط الياسطي الواقعة شمال شرق منبج في شمال وشرق سوريا بزراعتها للبساتين بكافة أنواع الخضار بالإضافة إلى أشجار الرمان، والمزارعين الآن بصدد جني الخضار الصيفية والبدء بزارعة الخضار الشتوية، والتقت وكالتنا مع مجموعة من النساء اللواتي تعملن في بساتين الياسطي وهن تجنين الفلفل.
قالت جازية الإبراهيم فلاحة في قرية الهدهد وهي صاحبة بستان الفلفل "نحن الآن بصدد جني موسم الفلفل، ونزرع الخضرة الصيفية كالباذنجان والفلفل والكوسا، والبندورة والخيار والبامية، أما بالنسبة للخضار الشتوية فيتم زراعة الملفوف والقرنبيط والبقدونس والخيار".
وعن الصعوبات التي تواجههن كمزارعات أوضحت أنها تقوم "شراء جميع مستلزمات الزراعة من البذور والسماد وأكياس النايلون وتصليح الآلات بالدولار وتصدير البضاعة بالعملة السورية، الأمر الذي لا يزيد على رأس المال الأرباح المرجوة".
وأشادت بدور المرأة الفعال في الزراعة "الزراعة قائمة على جهود المرأة وقوتها، فجميع النساء تعملن دون كلل وملل، لحاجتهن الماسة لتوفير الدخل لعائلتهن، فالعمل دؤوب على مدار العام صيفاً وشتاءً، إلا أن أجورهن مقابل الكدح والجهد الذي تبذلهن قليل تحت أشعة الشمس الحارقة".
ومن جانبها قالت العاملة في بستان الفلفل زينب السلو أم لـ 3 أولاد و8 فتيات والتي تحدثت عن الظروف التي دفعتها للعمل "بسبب حاجتي لتوفير الدخل لأسرتي أعمل في هذا البستان، نعمل بشكل متواصل صيفاً وشتاءً رغم الأجور المنخفضة التي لا تسد حاجاتنا كأسرة".
ورغم تعب وشقاء العمل تقول "نحن معتادون على الطبيعة ولا يمكننا الابتعاد عنها، لأننا نعتبر أنفسنا جزء منها والعكس".
سعد السلو ذات الـ 70 عاماً والتي تضع الفلفل بدورها في الأكياس فهي غير قادرة على جني الفلفل لظروفها الصحية وتقدمها في العمر تقول "منذ طفولتي إلى الآن أعمل بين البساتين والأراضي الزراعية ورغم تقدمي في العمر إلا أنني لا أستطيع أن أبقى دون عمل وعلى وجه الخصوص بين الطبيعة، فهي قد باتت جزء من حياتنا وتسير في عروقنا وهذا واقع جميع نساء الريفيات منذ القدم".
وأوضحت "نعمل على مدار السنة بدايةً من غرس البذرة في التربة إلى حين جمع الحطب من الأرض"، مؤكدة أن "المرأة تقدم جهود أكثر من طاقتها لإنجاح عملها وخلق التوازن بين عملها في الزراعة وإدارة اسرتها".