"الطب البديل" مهنة شعبية لا تزال نساء دير الزور تحافظن عليها
لا تزال مهنة تجبير الكسور حاضرة في دير الزور بشمال وشرق سوريا، ولها مكانتها التي عرفت بها من خلال معالجة شتى أنواع الكسور والرضوض التي تصيب العظام.
زينب خليف
دير الزور ـ للمرأة دور في العناية الصحية منذ بدايات التاريخ، ولا تزال تحافظ على مهنة الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، بالرغم من تطور الطب ومستوى الخدمات الصحية.
يتوجه العديد من أهالي دير الزور بشمال وشرق سوريا، الذين لا يزالون يؤمنون بأن طب الأعشاب هو الأنجع للكثير من الأمراض خاصةً تلك التي تصيب الأطفال ويفضلون التوجه للنساء اللواتي لا تزلن تعملن به مستندين إلى التجارب الناجحة للعديد من العوائل.
ويحظى طب الأعشاب بشعبية كبيرة في دير الزور، ولمعالجة الكسور يعتمدون على "المجبراتي" وهي مهنة طبية تعددت طرقها بحسب الشخص الذي نقل الطريقة أو تعلمها، وتوارث المهنة بين الأجيال من الآباء والأجداد منذ مئات السنين إلى أن وصلت لأيامنا الحالية.
وتعمل حورية الحسن صاحبة التسعة وسبعين عاماً على مداواة أهالي منطقتها بالأعشاب منذ أكثر من 25 عاماً، وباتت معروفة بين الأهالي فهي الوحيدة التي تقدم العلاج الطبي البديل في المنطقة دون مقابل على الرغم من وضعها المعيشي الصعب.
وحول ذلك، تقول حورية الحسن إنها تقضي معظم يومها في المنزل لاستقبال الأهالي الذي يلجؤون لها للتداوي بالطب البديل خاصةً في تجبير الكسور، مشيرةً إلى أنها الوحيدة التي تعمل في المنطقة بهذه المهنة نظراً لتطور الطب.
وأوضحت أنها ورثت مهنة التداوي بالأعشاب أي الطب البديل من زوجها الذي كان يعمل مجبراً، لافتةً إلى أنها تعالج العديد من الأمراض التي تنتشر بين النساء والأطفال وكبار السن بواسطة خلطات طبية مكونة من الأعشاب والنباتات البرية التي تنتشر في مناطق دير الزور، من بينها أمراض الحساسية واليرقان.
وهي حريصة على نقل هذه المعرفة لابنتها التي بدورها ستنقل هذه المعرفة إلى بناتها وحفيداتها في المستقبل، للحفاظ على مهنتهن في العائلة، بحسب ما قالته حورية الحسن.
فالتجربة والإتقان في العمل جعل حورية الحسن خبيرة في معرفة كافة الحالات التي تصلها إن كانت عبارة عن كسر أو شُّعر قبل إجراء المصاب للصورة الشعاعية حتى، وذلك عن طريق اللمس لمعرفة شكل الكسر ودرجته.
وعن طريقة تجبير الكسور، تقول إنها تقوم بفحص مكان الألم ونوعه وتعرف مكان الكسر من درجة حرارة المنطقة، وتستخدم في التجبير زيت الزيتون والصابون والبيض والطحين والملح، بالإضافة إلى الضمادات واللاصق الطبي أو بعض الكرتون لربط الأطراف أو استخدام الثلج لعلاج آلام محددة بالفقرات.
ولفتت حورية الحسن إلى أنها تعمل على معالجة كسور اليد والأرجل والركبة وعلاج الظهر، ومن أصعب الكسور التي تقوم بمعالجتها كسور الكتف والفخذ كما أوضحت، ورغم ذلك تعالج العديد من الحالات التي يستعصي علاجها في المستشفيات.