الطب البديل... الحجامة أحد أكثر الطرق العلاجية شيوعاً

اشتهر الطب البديل منذ القدم بدوره الهام في علاج العديد من الأمراض ومن أحد أنواعه الحجامة التي تعمل على سحب الدم الفاسد من الجسم.

رفيف اسليم

غزة ـ يعتبر الطب الشعبي أو ما يسمى بالطب البديل هو خط الدفاع الأول الذي لجأت له المجتمعات قديماً للتغلب على الأمراض المختلفة، لذلك قررت أية العُطَل الاستفادة منه عبر دمجه مع ما استحداثه من علوم الطب لمساعدة النساء خصيصاً في التغلب على مجموعة الأمراض التي تعاني منها من خلال أحد أدواته الأكثر شيوعاً وهي الحجامة.

درست آية العطل، تخصص القابلة القانونية لكنها وجدت أن ذلك وحده لن ينفع النساء، مقررة التركيز على علم الحجامة ودراستها في جامعات متخصصة كونها السبيل الأمثل لتخليص النساء والفتيات من عدة أمراض مثل الصداع الدائم، وآلام المفاصل والرقبة والظهر، والجيوب الأنفية، ومشكلات السمنة، والتغيرات الهرمونية، اضطرابات الدورة الشهيرة، وتأخر الإنجاب.

وعن تلك الدراسة قالت أنه قبل فترة فيروس كورونا كانت تطبقها من خلال بعض نصائح النساء اللواتي عملن بها مسبقاً، لكن خلال فترة انتشار الفيروس فتحت الجامعات أبوابها للتعلم عبر الانترنت فاستفادت من الفرصة، ملتحقة بجامعة في الجزائر لتلاحظ الفرق الذي جعل عملها ينتشر اليوم بين النساء ليس في قطاع غزة فقط، بل يتواصل معها نساء من دول مختلفة لأخذ التشخيص المناسب.

وبالرجوع للطب الشعبي فقد عرفته آية العطل، بأنه عبارة عن مجموعة من الطرق العلاجية التي تستخدم جنباً إلى جنب مع الطب الحديث، والتي لها دور مهم في تطور الطب بشكل عام، لافتة إلى أن هذا النوع من العلاج موجود منذ وجود البشر، وتم تطويره مع مرور الوقت ليتناسب مع ظروف الحياة بأنواعه المختلفة كطب الوخز بالإبر، والعلاج بالحجامة، والعلاج بالطاقة، وطب تقويم العمود الفقري، والطب البديل بالأعشاب.

وأضافت أن كل نوع من الأنواع السابقة هو علم مستقل بذاته قد يحتاج سنوات عدة لدراسته والتمكن منه، فالحجامة على سبيل المثال ذاع صيتها في الطب الشعبي الصيني القديم ومن ثم تم استخدامها لعلاج العديد من الأمراض.

وأكدت أنه من الضروري قبل البدء بالعلاج الجلوس مع المريضة وتهيئتها نفسياً عبر شرح ما سيحدث خلال الجلسة، إضافة إلى التأكد من أنها ليست حامل أو لها تاريخ مرضي فلا تكون مصابة بالتهاب الكبد الوبائي، أو بأمراض القلب، وفقر الدم، أو السرطان لأن وظيفة الحجامة هي التخلص من خلايا الدم الهرمة وتنشيط الدورة الدموية وفي حال الإصابة بالسرطان الأمر يعني تسريع نشر الخلايا لبقية أجزاء الجسم.

وبينت أن الالتزام بالأمانة العلمية والثقة هي أثمن مكسب يمكن تحقيقه لذلك هي لا تجازف بمرضاها وتطلب منهن اطلاعهن على أبسط التفاصيل خلال عملية التشخيص للتأكد من فعالية الدور الذي ستقوم به الحجامة إلى جانب الدواء لإتمام عملية الشفاء بالكامل وتحقيق نتيجة مريضة، عبر اتباع آليات مختلفة تتناسب مع وضعهن الصحي.

ونوهت أن الاستفادة تختلف بحسب طبيعة تجاوب الجسم وطريقة الحجامة المستخدمة فالدموية توضع كؤوس الهواء على المنطقة ومن ثم تجري عملية التشريط لسحب الدم الفاسد، بينما الجافة تتم دون تشريط عبر جهاز خاص لسحب السموم، والمتزحلقة تستخدم خلالها الزيت فقط، مع مراعاة الخصوصية الكاملة لأي مريضة تدخل عيادتها كونها تحتاج خلال الجلسة الكشف عن جسدها لوضع الكؤوس.

وأوضحت آية العطل أن استخدام الكؤوس يتم لمرة واحدة فقط ومن ثم ترمى في القمامة وكذلك الأدوات الأخرى أو الجهاز، وهو أمر مكلف خاصة في ظل احتكاره تلك الأدوات من قبل مورد واحد فقط بالمقابل لا تستطيع المجازفة بصحة النساء لديها بتقليل الجودة، لافتة أن الثقافة العامة أيضاً تصعب من أداء عملها فالمرأة تأتي وتريد الشفاء من المرة الأولى أو دون استخدام العلاجات وهذا تفكير خاطئ يصاحبه فكرة أن الحجامة كالتبرع بالدم وشتان ما بين هذا وذاك فالأولى دم فاسد يجب التخلص منه.

ولا تنكر آية العطل، أن من مشكلات العلاج بالطب البديل هو ممارسته دون علم أو قراءة فتجد المرأة تتعلمه من والدتها أو جدتها وتبدأ بمداواة النساء الأمر الذي يترتب عليه مشاكل صحية جمة، فقد اصطدمت بعدة مشكلات قبل دراسة الحجامة بشكل علمي واعتمادها على نصائح الجدات لتجد بعد تطبيق المنهج العلمي أنه ساهم في تحسن حالات النساء بنسبة 90%.

بدأت آية العطل، بدراسة علم النباتات والأعشاب مؤخراً للاستفادة منه ووصف بعض الخلطات لعلاج الأمراض كالبردقوش الذي يخلص المريضة من مرض تكيس المبايض، والتين وزيت الزيتون لعلاج أمراض عسر الهضم فينقع التين وتأكل منه حبتين يومياً، كما توصف زيت الخروع للمساعدة على التئام الجروح بشكل أسرع، موصية بضرورة بدء تدريس الطب البديل وأنواعه كالحجامة كمواد في الجامعات وزيادة التثقيف حوله.