'السياسات التي تمارس على المرأة هدفها واحد'
أكدت عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية الخارجية في مؤتمر ستار روكن أحمد، أن توحيد الصفوف النسائية أحد أهم الخطوات نحو حرية المرأة وحماية مكتسباتها.
شيرين محمد
قامشلو ـ تحت شعار "بالنضال المشترك سنحمي ثورة المرأة"، انطلقت أعمال المنتدى الذي عقد من قبل مؤتمر ستار تزامناً مع ثورة روج آفا التي تعرف بـ "ثورة المرأة"، وجمع المنتدى تحت سقفه آراء النساء ومقترحاتهن، وتضمن في جلساته قضايا مختلفة متعلقة بالمرأة والمجتمع، وشارك فيه نساء من إقليم شمال وشرق سوريا، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تحدثت عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية الخارجية في مؤتمر ستار روكن أحمد عن أهم المواضيع التي تناولها المنتدى الذي عُقد في 25 تموز/يوليو الماضي، وأهم القرارات التي اختتم بها، وقالت "جاءت أهمية عقد المنتدى في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها المنطقة بشكل عام، ولتوحيد رسالة النساء على مستوى الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس تناول المنتدى 5 محاور ضمن برنامجه والتي اعتبرت من أهم المواضيع التي كان من الضروري النقاش حولها".
وبينت أن المواضيع التي تم تناولها هي "تداعيات المستجدات والتطورات السياسية على واقع المرأة"، "معنى مصطلح إبادة المرأة"، "المكتسبات التي حققتها المرأة أثناء ثورتها في إقليم شمال وشرق سوريا"، "كيفية حماية مكتسبات وإنجازات المرأة؟"، "كيفية جعل ثورة المرأة نموذجاً للجميع في المنطقة والعالم؟".
وذكرت أنهم أرادوا جمع النساء من مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن لم تسنح لهم الفرصة بسبب الأوضاع في سوريا بشكل عام وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، مضيفةً أنه "مع ذلك استطعنا أن نجتمع معاً بفضل تطور التكنولوجيا حيث انضمت النساء من مختلف البلدان عبر برنامج الزووم أو الفيديوهات المصورة".
وعن أهمية اجتماع النساء على مستوى الشرق الأوسط، أوضحت أن "جميع أزمات الشرق الأوسط مرتبطة ببعضها البعض فالقضايا النسائية واحدة، والسياسات التي تمارس على المرأة هدفها واحد، فالثورات النسائية التي حدثت منذ ربيع الشعوب لم ينتج عنها شيء بقيت كما كانت، ولكن ثورة المرأة في روج آفا عمّ صداها العالم ولا تزال مستمرة رغم الهجمات التي تستهدف مكتسبات الثورة وقياداتها، فكان من الضروري الحديث عن هذه الثورة وتعريفها بشكل موسع للنساء أجمع".
وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة ارتكبت انتهاكات بحق النساء والأطفال في الحرب الروسية الأوكرانية، لكن تلك الانتهاكات تم تسليط الضوء عليها لفترة قصيرة على الرغم من أنها لا تزال مستمرة ليس فقط في أوكرانيا بل في الشرق الأوسط مثال على ذلك ما يحدث في فلسطين وأجزاء كردستان الأربعة من اغتصاب وقتل النساء على مرأى ومسمع العالم، في محاولة لتقييدهن ومنعهن من ممارسة حقوقهن.
وذكرت روكن أحمد أنه "خلال المؤتمر كان هناك العديد من الرسائل التي أرسلت لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، وتم تقديم الدعم للنساء اللواتي يناضلن في سبيل تحرير المرأة، والفلسطينيات اللواتي يعانين من الانتهاكات التي ترتكب بحقهن ويقتلن بسبب المخططات التي تمارس ضدهن من قبل الدول المهيمنة، كما تم توجيه رسائل تضامن مع نساء السودان اللواتي تتعرضن للاضطهاد نتيجة الحرب، وجميع النساء اللواتي تتعرضن للانتهاكات على مستوى الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم".
ولفتت إلى أنه يجب ألا ننسى النساء في الأراضي المحتلة من قبل الدولة التركية التي تتسبب في مقتل وخطف واغتصاب النساء بشكل مستمر. والنساء الإيزيديات اللواتي تعرضن لمجازر على مدى التاريخ كما تم اختطافهن وبيعهن في أسواق النخاسة من قبل داعش.
وأضافت "تم التركيز على أهمية الحماية لدى المجتمعات والنساء بشكل خاص، أي حماية المرأة لنفسها دون الحاجة لأحد لتستطيع أن تحمي مكتسباتها وحقوقها بشكل مستمر أمام كل من يسعى لإمحاء هويتها، فالحماية تحتاج إيديولوجية والإيديولوجيا تكتمل بالتنظيم، والتنظيم والحماية يكتملان بوجود قوات خاصة بالمرأة في كل مكان. أدركنا هذا خلال تجربتنا في ثورة روج آفا حيث استطاعت قوات حماية المرأة أن تقف أمام داعش الذي ارتكب آلاف المجازر بحق النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، وتنتصر عليه"، مبينةً أن "وحدات حماية المرأة وجهت ندائها لنساء السودان واليمن اللواتي تتعرضن للعنف والقتل بشكل مستمر، أن يقمن ببناء قوات خاصة بهن ويدافعن عن حقوقهن وأنفسهن".
وترى أن الحرب العالمية الثالثة قائمة بين القوات المطالبة بالعدالة والديمقراطية والأنظمة الرأسمالية والمهيمنة، لافتةً إلى أن "المرأة الكردية قادت الثورة وأنارت طريق جميع النساء بشعار Jin Jiyan Azadî، ليس فقط على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا بل على مستوى العالم، كما استطاعت أن تثبت نفسها في جميع المجالات، لذا من الضروري أن ترفع النساء من وتيرة نضالهن وأن توحدن صفوفهن في وجه السياسات الساعية لتهميش المرأة وكسر إرادتها".
وفي ختام حديثها، قالت روكن أحمد إن "المنتدى عقد لتوحيد الجهود النسوية والعمل على حماية المكتسبات التي حققتها المرأة، الأمر الذي يفتح آفاق جديدة ويعزز من تطوير المرأة وتوسيع رقعة العلاقات في بناء كونفدرالية نسائية ديمقراطية".