السويداء... تردي الأوضاع الاقتصادية يفاقم معاناة النازحات
هربت النساء من مناطق مختلفة من سوريا إلى مدينة السويداء بحثاً عن الأمان والاستقرار لتتفاجئن بأن الوضع هناك لا يقل سوء عن الوضع الذي هربن منه، حيث فرص العمل قليلة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها المدينة.
روشيل جونيور
السويداء ـ هرباً من القصف والجوع قصدت العديد من النساء مدينة السويداء ظناً منهن أنها بمنأى عن الأزمة التي ستكمل عامها الثالث عشر، لتجدن أنفسهن أمام مأساة من نوع أخر.
الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مدينة السويداء زادت من معاناة النازحين الذين قصدوها خلال سنوات الأزمة السورية، ظناً منهم أنها أكثر أمان واستقرار من مدنهم التي خرجوا منها تحت القصف والدمار، وتعد النساء والأطفال الحلقة الأضعف حيث يقع على عاتقهن أعباء مضاعفة كما تواجهن صعوبات في الوصول إلى الرعاية الكافية وتحرم الفتيات من التعليم.
تقول النازحة جازي أبو سعدي من مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا اضطر أبناءها على ترك الدراسة لمساعدتها في توفير مصاريف المعيشة الباهظة، حيث يقومون بأعمال شاقة مثل نقل الحجارة وجر عربة الرمل حتى تتمكن من شراء الطعام لهم، فالأجور التي يحصلون عليها لا تكفي سوى لذلك، مؤكدةً أنهم يعيشون في خيمة نظراً لقلة إمكانياتها المادية التي لا تكفي لدفع إيجار منزل خاصة أن الإيجارات باتت مرتفعة بشكل لا يصدق في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها السويداء، كما أنهم لا يملكون أي وسيلة تدفئة تقيهم برد الشتاء.
جازي أبو سعدي أوضاعها لا تختلف عن أوضاع النازحة هدية الحمود من مدينة دير الزور فقد اضطرت لبيع أثاث منزلها لتتمكن من الهروب مع عائلتها من القصف والدمار الذي حل بمدينتها وتصل إلى السويداء، لتسكن في خيمة نظراً لعدم قدرتها على دفع إيجار المنزل كما تعاني كثيراً لتوفير ثمن طعام أطفالها، فالمنظمات الإنسانية تقدم مساعدات لا تكفي لعدة أيام فقط، مشيرة إلى أن أطفالها تركوا المدرسة لعدم قدرتها على تغطية تكاليف تعليمهم الباهظة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها السويداء.
من جانبها قالت النازحة حليمة خلف أحمد الحسين أيضاً من مدينة دير الزور أنها هربت مع وأولادها من القصف وقلة الطعام بعد أن توفي زوجها جراء القصف إلى مدينة درعا التي هربت منها أيضاً بعد تعرضها للقصف للتوجه إلى السويداء، مضيفةً أنها عملت في الأراضي الزراعية وأعمال أخرى لتتمكن من تأمن احتياجات أطفالها بعد أن أجبروا على ترك مدارسهم لمساعدة والدتهم خاصة أن لديهم أخت تعاني مرضاً وتكاليف علاجها باهظة.
بينما أكدت سارة رمضان محمد أنها خرجت بأعجوبة من القصف الكثيف الذي طال مدينتها ولم تتمكن من إخراج أي شيء من منزلها "عند وصولنا للسويداء أضطر أولادي لترك المدرسة حتى يساعدوني في توفير احتياجاتنا خاصة أن والدهم مريض، على الرغم من المضايقات الكثيرة التي تعرضنا لها إلا أننا تأقلمنا على العيش هنا".
بينما قالت سناء خميس من مدينة دير الزور إنهم اضطروا لقطع مسافات طويلة حتى تمكنوا من الوصول إلى مدينة الحسكة ثم توجهوا إلى السويداء، فهم يقطنون في الخيم التي تفتقر للكثير من مقومات الحياة الأساسية ففي البداية اضطروا لافتراش الأرض لمدة ستة أشهر ثم قدمت لهم عدد من المنظمات الإنسانية بعض المستلزمات الضرورية التي لا تكفي لحين استلام مستحقاتهم من الشهر القادم، مؤكدةً أن عدد من أفراد عائلتها يعانون أمراض لا تقوى على توفير ثمن أدويتها الباهظة كما أن الجهات المعنية بشؤون اللاجئين لا تقدم هذه الأدوية لهم.