السودان... قصة طفلة تعافت من السرطان بعد رحلة نزوح طويلة

يواجه الأطفال المصابون بالسرطان في السودان معاناة كبيرة وظروف قاسية بعد اندلاع الصراع في بلادهم منذ أكثر من عام ونصف العام، ما بين تكلفة العلاج ورحلة النزوح وغير ذلك.

آية إبراهيم

السودان ـ مع تلك المعاناة الكبيرة، تمكنت الطفلة أمل أبو المعالي عبد المجيد ذات الثلاث سنوات وأسرتها من مواجهة التحديات والصعاب التي واجهتهم بعد خروجهم من العاصمة الخرطوم بمنطقة الحاج يوسف متوجهين إلى بورتسودان شرق البلاد ومن ثم إلى مدينة مروي شمال السودان بحثاً عن علاج لابنتهم التي أصيبت بورم سرطاني في الكلى.

بالمشفى الذي تلقت فيه الطفلة أمل أبو المعالي عبد المجيد جرعاتها العلاجية احتفلت أسرتها، الخميس 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بإعلان شفاءها من قبل الطاقم المعالج لها بعد سبعة أشهر حيث تم تسليم شهادات تقديرية للطبيبة المعالجة والطاقم المعاون لها وسط فرحة كبيرة كانت حاضرة في وجوه الجميع ومرح ولعب الطفلة وسطهم.

قالت الدكتورة آلاء القاسم أخصائية في وحدة أورام الأطفال بمدينة مروي والطبيبة المعالجة للطفلة "بدأنا العمل في وحدة مركز الضمان للأورام منذ منتصف كانون الثاني الماضي بعد أحداث مدينة ود مدني وسيطرة قوات الدعم السريع. نقلنا الأطفال من وحدة مدني إلى مروي وبدأت الوحدة بمعالجة الأطفال".

وأضافت "احتفلنا بشفاء الطفلة أمل عبد المجيد بعد إكمال العلاج الكيماوي والإشعاعي بعد عملية استئصال للكلية العينة إثر اكتشاف ورم سرطاني يستدعي إخضاعها للعلاج الكيماوي والإشعاعي. رغم المعاناة لكن الطفلة اجتازت ذلك وتعافت".

لا شك أن حالة الطفلة أمل عبد المجيد لم تكن الأولى، فهنالك الكثير من الحالات التي وصلت مرحلة الشفاء من ذات المرض من قبل، لكن الاختلاف في أن أمل عبد المجيد وأسرتها واجهوا ظروف مختلفة من أجل البحث عن العلاج حتى إعلان شفاءها في ظل استمرار الصراع الدائر في بلدها.

وتقول إقبال أحمد عثمان والدة الطفلة أمل عبد المجيد "نزحنا من الخرطوم إلى بورتسودان ومنها إلى مروي لإكمال العلاج الذي بدأناه في بورتسودان، أجرينا عملية إزالة كلى بعد ظهور ورم سرطاني، بعدها تم نقلنا لجلسات الإشعاع الكيماوي بمروي التي قضينا فيها فترة سبعة أشهر حتى أكملنا الجرعات، وتعرضت لـ 11 جلسة إشعاع إلى حين شفائها".

يواجه أطفال السرطان في السودان معاناة مزدوجة بعد اندلاع الصراع في بلادهم بالعاصمة الخرطوم التي كانت المركز الرئيسي بالنسبة لهم لتلقي العلاج، بعدها غادروا إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة حيث يوجد هناك مركز لعلاج أطفال السرطان، لكن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة وضعتهم أمام تحدي جديد ورحلة نزوح أخرى إلى ولايات أخرى بحثاً عن العلاج من ضمنها الولاية الشمالية ومدينة مروي التي توجد بها مدينة طبية تتوفر فيها الاحتياجات الطبية لمرضى السرطان من الأطفال دون الولايات الأخرى.

وبدورها قالت الأخصائية النفسية أسيلة محمد عثمان ومتابعة حالة الطفلة، إن المكتب يقدم للمرضى عامة خدمات والأطفال خاصة من ضمنهم الطفلة أمل عبد المجيد التي وصلت بعد معاناة من السفر وظروف الصراع الذي وضع الجميع تحت ضغط مالي ونفسي "استطعنا تقديم إعانة معيشية لأسرة الطفلة إضافة لتلبية احتياجاتهم الطبية الأخرى من جانب المشفى بالتعاون مع منظمة السودان لسرطان الأطفال"، متمنية لأمل عبد المجيد حياة أفضل بعد الشفاء ولكل الأطفال الذين ينتظرون أن يصلوا لمرحلة التعافي.