السلطات الإيرانية تهدد النشطاء السياسيين في إقليم كردستان

في أعقاب الانتفاضة الأخيرة واستمرار القمع الواسع للمتظاهرين/ات، ازداد الضغط على الناشطات والناشطين السياسيين خارج إيران وعائلاتهم من قبل المخابرات.

مجدة كرماشاني 

مركز الأخبار ـ بالتزامن مع الانتفاضة الأخيرة التي بدأت بمقتل جينا أميني وانتشرت في جميع أنحاء إيران، قامت الحكومة باعتقالات وتهديدات وإعدامات لردع الأهالي عن هذه الانتفاضة كما تهدد النشطاء السياسيين خارج إيران وتزيد الضغط على عائلاتهم.

في الوقت الذي تقوم فيه بقمع النشطاء في الداخل، ترتكب الحكومة الإيرانية أيضاً جرائم شنيعة خارج إيران، بما في ذلك قتل العديد من النشطاء السياسيين. يواجه الناشطين السياسيين والصحفيين والمعارضين لهذه الحكومة الذين لجأوا إلى دول أوروبية الاختطاف والتهديد.

ولم يعد إقليم كردستان الذي أصبح ملجأ للنشطاء الكرد، آمناً لأن هناك مناطق واقعة تحت نفوذ إيران والتي يمكن لأجهزة المخابرات الوصول إليها ويمكن بسهولة استهدافهم. وفي هذا الإطار أجرت وكالتنا محادثة مع العديد من الصحفيين والنشطاء السياسيين المقيمين في إقليم كردستان الذين تعرضوا للتهديد من قبل المخابرات الإيرانية.

عن ضغوط المخابرات على عائلتها، قالت إحدى الناشطات (ز. ر) التي تعيش في هولير بإقليم كردستان "استدعت المخابرات الإيرانية أشقائي عدة مرات وهددوني باعتقالهم إذا لم أتعاون مع المخابرات. بعد مرور بعض الوقت، عندما أصيبوا بخيبة أمل من تعاوني، استدعوا والدي وشقيقاتي وهددوهم، حتى أنهم ضربوا والدي وقالوا إنهم هذه المرة سيقبضون على شقيقتي وينقلونها إلى مكان لا يمكننا سماع أي شيء عنها".

شيوا محمدي (اسم مستعار) ناشطة سياسية وصحفية تعيش في إقليم كردستان منذ عدة سنوات، تقول "بعد اندلاع انتفاضة الشعب في إيران وأنشطتنا في اتجاه استمرار الثورة ودعمها، تم استدعاء عائلتي إلى مكتب المخابرات وبعد عدة ساعات من الاستجواب ومطالبتهم بالضغط علي للتعاون معهم، أطلقوا سراحي".

وأضافت "استدعت المخابرات أشقائي عدة مرات وأطلقوا سراحهم بعد الاستجواب. لن يكون لتهديدات الحكومة الإيرانية أي تأثير على أنشطتنا، مستمرون في الوقوف ضد الحكومة الرجعية وندعم الانتفاضة".

وبدورها قالت ناشطة سياسية (ك. ا) تعيش في مدينة السليمانية والتي تعرضت للتهديد هي وعائلتها عدة مرات من قبل المخابرات "تم تهديدنا برسائل من المخابرات، لقد استدعوا أشقائي عدة مرات ووضعوهم تحت المراقبة. وعلى الرغم من وجود الكثير من الضغط على عائلتي وإثارة الخوف يضعهم تحت ضغط داخلي، إلا أنني لا أستطيع التوقف عن النضال من أجل الحرية".

وأضافت "إذا أراد أفراد الأسرة والأصدقاء المقربون الذهاب إلى إقليم كوردستان للسفر أو العلاج أو العمل، فعليهم أولاً الاتصال بالمكتب الإعلامي والحصول على إذن، وإلا سيرفعون دعوى ضدهم عند عودتهم".