السلطات الإيرانية تحاصر مدينة جوانرود

لا يزال أهالي مدينة جوانرود يمرون بأوقات عصيبة في ظل الاضطرابات والضغوط الاقتصادية الناجمة عن التشديد الأمني، فضلاً عن الضغوط النفسية.

مجدة كرماشاني

مركز الأخبار ـ في الشهر الرابع من الانتفاضة الشعبية الإيرانية، تعد مدينة جوانرود بشرق كردستان واحدة من المدن التي واجهت القمع المنهجي من قبل الدولة الإيرانية. بالتزامن مع بداية الاحتجاجات في هذه المدينة، تم إرسال قوات خاصة وقوات من الحرس الثوري الإيراني من مناطق مختلفة من إيران إلى جوانرود.

في الذكرى الأربعين لضحايا الانتفاضة الأخيرة، منعت قوات الحرس الثوري الإيراني الأهالي من دخول المقبرة، ونتيجة لإطلاق قوات الحرس الثوري النار على المواطنين استشهد متظاهر آخر وأصيب عدد كبير منهم.

 

"التظاهر بشكل سلمي"

وعن تلك الاحتجاجات في المدينة قالت إحدى المواطنات (ف. م) "ذهبت إلى مدينة كرماشان لتلقي العلاج، وعندما وصلنا إلى أحد الحواجز أوقفونا وفتشوا سيارة زوجي وهاتفه المحمول وتصفحوا حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وسألونا عما إذا كنا نتواصل مع أحد الأحزاب أم لا، ولماذا نذهب إلى كرماشان".

وأضافت "يمكن رؤية قوات عسكرية وآخرين يرتدون ملابس مدنية في أنحاء المدينة، لكن ذلك لا يثير خوف الناس فهم يتظاهرون بشكل سلمي". 

 

"تعرضت المدينة لأضرار كبيرة"

بدورها تحدثت الخبيرة القانونية في مدينة جوانرود (ب. م) عن الضغط النفسي السائد في المدينة "معظم المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، لا تستطيع عائلاتهم سماع أصواتهم ومشاركة أخبارهم مع وسائل الإعلام، لأن هذه العائلات مهددة من قبل الحرس الثوري، بالرغم أن آباء بعض المعتقلين منضمين إلى الحرس الثوري، لكنهم يقدمونهم للمحاكمة بغض النظر عن كونهم آبائهم. كما أن معظم المعتقلين يقبلون أي اتهام يوجه إليهم".

وأشارت إلى أنه "في الشهر الرابع من الاحتجاجات، تعرضت المدينة لأضرار كبيرة، بالإضافة إلى الحصار على المدينة، وعدم دخول وخروج البضائع، وارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية، والأسوأ من ذلك كله، الاعتقال المستمر للشباب والشابات والأطفال والجهل بمصير عدداً كبير منهم".

 

"تجذرت الثورة في الطلاب"

من جانبها قالت الأخصائية النفسية في إحدى مدارس المدينة (ن. ا) إن "حصار مدينة جوانرود وانتشار القوات العسكرية ومناوراتها داخل المدينة تحول إلى كابوس للأهالي، وأدى إلى ازدياد قلق الأمهات والآباء حول احتجاز أبنائهم وبناتهم".

وأضافت "الهجوم البربري لقوات الجيش على المنازل في ساعات الصباح الأولى، وضرب الآباء والأمهات المسنين الذين منعوا اعتقال أبنائهم وبناتهم، والكلمات البشعة والمهينة التي يلقونها لهم خلقت ظروفاً غير طبيعية".

وأشارت إلى أن "الطلاب رغم صغر سنهم إلا أنهم يريدون الانتقام لدماء ضحايا الانتفاضة وإن كان أغلبهم متواجدين في المدرسة. كل من هؤلاء الطلاب هم من الأقارب والجيران والمعارف البعيدة لهؤلاء الضحايا، لذلك لا يمكن وضع في أدمغة الأطفال أن الدم المراق يجب أن ينسوه. في الواقع، تجذرت الثورة في الطلاب وهم يستعدون للتواجد في الشوارع في كل لحظة".