السلطات الإيرانية تضغط على الأهالي للانضمام إلى قوات الأمن

على الرغم من كل الضغوط الاقتصادية والسياسية، يرفض الشعب الإيراني الانضمام إلى القوات الأمنية، كما استقال العديد من قوات الباسيج في مدينة مهاباد بشرق كردستان.

لارا جوهري

مهاباد ـ حاولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيطرة على شرق كردستان منذ بداية ثورة 1979 وحتى يومنا الراهن الذي يشهد احتجاجات أخرى على مستوى البلاد، واستخدمت أساليب مختلفة لتحقيق أهدافها منها تشكيل مجموعات ينضم فيها السكان الأصليين إلى الحكومة أو يتعاونون معها.

تسعى الحكومة الإيرانية إلى تشكيل مجموعات محلية مناهضة للتمرد، وأرسلت رسائل رسمية إلى عدد من مواطني مدينة مهاباد بشرق كردستان، للتعاون مع الحكومة. في هذه الرسائل من خلال تقديم وعود مادية للناس والحصول على مرافق وتدريب خاص، دعتهم للانضمام إلى مجموعات "مكافحة الشغب الشعبية"، لكن العديد من هؤلاء الناس رفضوا ذلك.

 

"أن تكون عضواً في الباسيج أمر محرج"

في الجامعات والمدارس، تخدع الحكومة الإيرانية الشباب منذ أعوام من خلال تقديم وعود كاذبة، لإقناعهم بالانضمام إلى قوات الباسيج.

تقول طالبة في الثانوية ميلينا مرادي "جاء بعض الأشخاص إلى مدرستنا يرجح أنهم من قوات الباسيج وقدموا لنا جميعاً استمارة عضوية في الباسيج لملئها. قالوا إن العضوية في الباسيج فعالة لاجتياز امتحان القبول الخاص بنا، وإذا كنا نشطين في الباسيج لمدة ثلاث سنوات فسوف يقللون من الرسوم الدراسية للجامعة. لكن معظم زملائنا في الفصل تخلصوا من الأوراق أو وضعوها في كتبهم لأننا نعلم أن العضوية في الباسيج لا تتمتع بهذه المزايا، وحتى لو كان ذلك صحيح إلا أننا نشعر بالحرج من القيام بذلك، ولن توافق عائلاتنا على الانتماء لهم".

 

"كوني ابنة عسكري في مدينتنا أمر مخز بالنسبة لنا"

صبا محمدي من مدينة مهاباد، يعمل والدها وشقيقها في قوات الحرس الثوري الإيراني تقول "في اليوم الذي خرج فيه أخي لقمع الناس، رغم أن جميع أفراد الأسرة حاولوا إيقافه إلا أننا لم نتمكن من ذلك، وكنت غاضبة جداً لدرجة أنني تمنيت موته لأننا علمنا أن ما يفعله كان غير عادل. أفرج والدي عن عدة أشخاص من السجن بوساطة، لكن هذه وظيفته ولا يمكننا إيقافه".

وأضافت "يخاف الضباط المنتمين إلى الحرس الثوري الإيراني من عدم القدرة على إيقاف غضب الناس. لقد غادر المدينة العديد من زملاء والدي ونُقلوا إلى مدن أخرى. كما طلبنا من والدي أن يقدم طلب نقله؛ فكوني ابنة وشقيقة جندي في مدينتنا أمر مخز بالنسبة لنا".