الشهادة الجامعية سلاح الفتاة التونسية لإثبات ذاتها

تعتبر الفتاة التونسية أن التعليم والحصول على شهادة جامعية حقاً مكتسب وضمنه الدستور وهو يضمن لها فرصة النجاح وإثبات الذات سواء في العائلة أو المجتمع.

إخلاص الحمروني

تونس ـ تسعى المجتمعات المتقدمة لجعل جودة التعليم وتكافؤ الفرص بين الجنسين هدفاً أساسياً وتمنح الفتيات المزيد من الامتيازات لحصولهن على وظائف لائقة في حياتهن.

ما زالت العديد من الأسر في المجتمعات العربية تعتبر تعليم الفتاة وحصولها على شهادة علمية "مضيعة للوقت" بحكم أن مستقبلهن يقتصر في الغالب على الزواج والعناية بالأسرة.

رغم رواج مثل هذه الأفكار في الكثير من الأسر التونسية، إلا أن الفتاة باتت واعية بأهمية تعليمها وأيضاً حصولها على شهادة علمية وعياً منها أن هذه الأخيرة ستكون بمثابة "سلاح" تثبت به ذاتها وتضمن بواسطته استقلاليتها.

وفي هذا السياق ترى الطالبة هديل الزيتوني سنة أولى ماجستير، أن الشهادة الجامعية هي سلاح للفتاة بعد التخرج رغم ما يزعمه الكثير حول عدم جدواها في سوق العمل الذي أصبح شبه مغلق في الأعوام الأخيرة وأصبح الحصول على عمل مناسب لتكوين الطالب/ة "مهمة صعبة".

وقالت "تعد الشهادة الجامعية أمراً هام بالنسبة للفتاة لأنها تضمن لها مكانة اجتماعية وسط العائلة أو خارجها، وتعطي للفتاة ثقة كبيرة في ذاتها وفي قدراتها بحكم نجاحها في إنجاز عمل أخر بعيد عن الأعمال المنزلية وشؤون المنزل، وتكتسب بواسطتها مستوى ثقافي وعلمي يمكنها من القدرة على النقاش والحوار وإبداء الرأي في المسائل الخاصة والعامة إضافة إلى أنها تضمن لها الحصول على عمل وبالتالي تضمن مورد رزق".

وأكدت أن حصول الفتاة على شهادة جامعية له عدة مكاسب ومزايا، سواء على الجانب النفسي أو العائلي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي، بحكم أنها تساعدها على بناء شخصية قوية ومتعلمة وواعية بحقوقها وواجباتها.

 

 

من جهتها أكدت الطالبة ياسمين خالدي سنة أولى ماجستير، أهمية الشهادة العلمية والشهادة الجامعية بالنسبة للفتاة باعتبارها سلاح تواجه به الأصوات المنادية بأن المكان الطبيعي للفتاة هو البيت ومهمتها تقتصر على الزواج وتربية الأولاد "من المؤسف أننا نعيش في عام 2024 والبعض ما يزال يناقش حق الفتاة في التعليم والذهاب للجامعة من عدمه في حال أنه أمر مفروض ولا يقبل النقاش بحكم أن تعليم الفتاة حق طبيعي ومن تحصيل الحاصل خاصة وأنه سيمكنها من الاعتماد على الذات في حال أجبرتها الظروف على الابتعاد عن الزوج أو العائلة"، مبينةً أن الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية حق ضمنه الدستور للمرأة مثل ما ضمنه للرجل.

وأضافت "تقدم الشهادة الجامعية للفتاة فكراً جديداً وعلماً وطاقة إيجابية، وتمنحها القوة لإثبات ذاتها ووجودها في الحياة وهو حق مكتسب وليس حكر على جنس معين أو طبقة معينة".

وتتأسف من انتشار بعض الأفكار التي مازالت تناقش مكانة المرأة بين من يراها فقط ربة منزل، وأخر مؤمن بنجاحها ويراها طالبة وأستاذة وطبيبة وتأمل أن يتم في الأعوام القادمة الاستغناء عن مثل هذه الأفكار ومناقشة مواضيع أخرى تتعلق بنجاح المرأة في الانتخابات وتقلدها مناصب عليا في السلطة وتكون قادرة على أخذ القرارات والمدافعة عن حقوقها وحقوق الآخرين.

بينما أوضحت الطالبة فاتن الحويمدي سنة ثانية ماجستير بحث "أن الشهادة العلمية مهمة في التكوين الأكاديمي للفتاة وتضمن لها الاستقلالية وهي بمثابة السلاح الذي تستند عليه لإثبات ذاتها في هذا المجتمع الذكوري"، مشيرةً إلى أنه رغم محدودية سوق العمل في تونس، إلا أن الشهادة تضمن استقلالية الفتاة وحريتها في أخذ القرارات لأنها تمنحها القوة والإحساس بالنجاح.

 وأضافت "من أجل ضمان هذا النجاح والإحساس بالاستقلالية، يجب على كل فتاة التمتع بحقها في الدراسة والتعليم لتكون فاعلة في المجتمع، وأنا أدعو جميع الفتيات إلى التكوين جامعياً وأكاديمياً لتحقيق ذاتهن أولاً، ولضمان مكان مرموق في المجتمع ثانياً".