'الصحافة الكردية صوت وحقيقة المجتمع'

الإعلام الكردي خطى خطوات مهمة في تطوير مجال الإعلام في مناطق شمال وشرق سوريا

نورشان عبدي

كوباني ـ أوضحت الإعلاميات في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بأن للإعلام دوراً بارزاً في دعم ثورة روج آفا، وإظهار حقيقة الحرب للرأي العام، مؤكدات أن الإعلام الكردي خطي خطوات مهمة في تطوير مجال الإعلام المنطقة.

مر الإعلام الكردي في سوريا بمخاض عسير نتيجة التضييق الممارس عليه في قبل النظام السوري، وقلة الكوادر ذات الخبرة والإمكانيات، لكن ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، استطاعت أن تخطو خطوات هامة خلال سنوات قليلة، وافتتحت الكثير من الوسائل الإعلامية التي لعبت دوراً بارزاً في إيصال حقيقة الثورة إلى الرأي العام العالمي.

22 نيسان/أبريل هو يوم الصحافة الكردية، وهي ذكرى ميلاد أول جريدة كردية باسم "كردستان"، في العاصمة المصرية القاهرة عام 1898.

حول أهمية الإعلام ودوره في المجتمعات قالت عضو مجلس المرأة للعدالة الاجتماعية في إقليم الفرات فلك يوسف، "الإعلام ركيزة أساسية في أي مجتمع، لأنه يؤثر بشكل مباشر على المجتمع"، مبينةً أن الإعلام الكردي مر بالعديد من المراحل الصعبة "لدينا اليوم العديد من وسائل الإعلام ومئات الإعلاميين/ت وهذا يعد إنجازاً، كما افتتحت العديد من المؤسسات الإعلامية الخاصة بالمرأة تزامناً مع ثورة المرأة في المنطقة، وهذا يعد فخراً لجميع النساء".

وأشارت إلى أن النساء تميزن في هذا المجال "الإعلامية تعمل لإظهار حقيقة وآلام ومعاناة مجتمعها، وخاصة المرأة، كما أنها تكشف ألاعيب العدو، فالإعلام الكردي حر وليس كإعلام الدول السلطوية".

وعن تجربتها في مجال الإعلام قالت "قبل انطلاق ثورة روج آفا كنا نعمل بشكل سري، وقد عملت في هذا المجال لمدة 4 سنوات من منزلي بشكل سري، كنا نغطي فعاليات أمهات السلام والبيانات والاعتصامات"، مبينةً أن "ظروف تلك الفترة صعبة جداً لم نكن نمتلك الإمكانيات أو الحرية، لكننا عملنا بإصرار لإظهار حقيقة مجتمعنا".

وأضافت "كان لدي حاسوب وكاميرا وطابعة في غرفة صغيرة، والطابعة التي كنت استخدمها ليس لها قاعدة فكان طفلي يتناوبان على حملها حتى انتهي من الطباعة". موضحةً "واجهتنا صعوبات وعراقيل في التواصل مع المركز الإعلامي لروناهي وروج وتأمين الانترنت في ذلك الوقت، إضافةً للضغوطات التي يمارسها النظام السوري على عائلتي بسبب شكوكهم حول منزلنا".

وبينت أن "النظام السوري داهم منزلنا أكثر من مرة واعتقل زوجي بسبب عملي، لكنهم لم يقتربون مني لأن مجتمع كوباني عشائري محافظ، واستمروا في مراقبتي بشكل متوصل، وكانوا يرسلون نساء لمنزلي للتجسس علي، ولكنني كنت أقول بأن الحاسوب للأطفال فقط".  

وأكدت فلك يوسف أن ثورة روج آفا التي اندلعت في 19 تموز/يوليو 2012 حررت الإعلام في المنطقة، "فتحت ثورة روج آفا الأبواب أمام الإعلام، واستمر حراك الإعلام الكردي وتوسع أكثر، وتم افتتاح العديد من المؤسسات الإعلامية من إذاعات وفضائيات ووكالات، وذلك من أهم الخطوات لاستمرار ونجاح الإعلام الكردي، ولعبت الإعلاميات دور أساسي في إيصال صوت ثورتنا للعالم، وكانت المرأة الكردية المرأة المثالية التي يحتذى بها في جميع أنحاء العالم".

 

أهمية دور المرأة الكردية في مجال الإعلام

حول أهمية دور المرأة في الإعلام قالت الإعلامية في تلفزيون المرأة JIN TV زوزان رمضان "أن الصحافة الكردية بدأت بتوثيق كافة أحدث ثورة روج آفا، والمستمرة حتى هذه اللحظة وكان للمرأة الدور الأهم فيها"، مشيرةً إلى أن المرأة قدمت جميع إمكانياتها لإيصال ما يحدث بحق الشعب الكردي والمرأة.

وأضافت "ثورة روج آفا عرفت بثورة المرأة لأنها حققت انجازات كبيرة على كافة الأصعدة ومنها على صعيد الإعلام حيث انضمت إلى الحملات العسكرية وتعرضت للخطر وهي توثق الأحداث وتجاوزت كل العقد الاجتماعية والضغط العائلي لتحقيق هدفها"، مبينةً أنه "من الضروري أن يكون للمرأة دور في الصحافة لأنها تستطيع أن تحدث تغيرات مهمة في هذا المجال"، مشيرةً إلى أن هذه التطورات كانت نتيجة لفكر القائد عبد الله أوجلان المساند لحرية المرأة وأرادتها.

وبينت أن "الإعلامية الكردية استطاعت أن تكون مثال المرأة الذي يحتذى به"، مشيرةً إلى أهمية تأسيس فضائية خاصة بالمرأة "JIN TV"، "من خلال تلك الفضائيات تتمكن المرأة من إظهار حقيقتها، وقضايا النساء، فمن خلال إعلام المرأة استطاعت النساء نوعاً ما كسر العبودية والسلطوية التي سيطرت على المرأة منذ آلاف السنين وحتى يومنا".   

وفي ختام حديثها أكدت زوزان رمضان على أنه "سنبقى سائرات على درب الشهيدات اللواتي أفدين بأرواحهن من أجل إظهار الحقيقة ونضال المرأة، ونؤكد أننا سنتمكن من إيصال صوت كل امرأة مازالت تعاني من الظلم".