الصحافة الكردية غلبت كل العوائق لتقف على حبل الضمير والشفافية

أكدت الرئيسة المشتركة في اتحاد الإعلام الحر بشمال وشرق سوريا أفين يوسف أن الصحافة الكردية ومنذ تأسيسها اهتمت بقضايا المرأة

نسرين كلش

قامشلو ـ أكدت الرئيسة المشتركة في اتحاد الإعلام الحر بشمال وشرق سوريا أفين يوسف أن الصحافة الكردية ومنذ تأسيسها اهتمت بقضايا المرأة، واستطاعت العديد من الصحفيات التأثير على الصحافة الكردية ووضع بصمتهن فيها، وقدمن تضحيات من أجل إظهار الحقائق.

تعتبر الصحافة السلطة الرابعة لأهميتها في تقويم الاعوجاج من جميع جوانبه، ولا يمكن إنكار دورها في أي مجتمع سواء من أجل التنمية أو تسليط الضوء على القضايا المجتمعية، وتكمن أهميتها بأنها مرآة المجتمع التي تعكس واقعه.

 

الذكرى 124

الصحافة الكردية هي نتيجة مبادرة شخصية من الأمير مقداد بدرخان، حيث قام بإصدار العدد الأول من أول صحيفة كردية مستقلة وباللغة الكردية وذلك في 22نيسان/أبريل 1898، في القاهرة باسم "كردستان"، كما أن روشان بدرخان عملت بهذه الجريدة، ومثلت هذه الخطوة الحجر الأساسي في بناء الصحافة الكردية بأجزاء كردستان الأربعة.  

أما الصحافة الكردية في سوريا انطلقت عام 1930 حيث حصل جلادت بدرخان على ترخيص إصدار مجلة باسم "هاوار" وتعني باللغة العربية الصرخة من الحكومة السورية آنذاك، وبدأ انضمام الصحفيين/ت المؤمنين بضرورة التعبير عن الرأي لإحداث التغيير، فواجهت هذه الحركة بداية القمع والاضطهاد من النظام السوري، إلا أن الإرادة في توصيل صوت الحقيقة أقوى لذلك استمرت حركة الصحافة الكردية بالنضال والمقاومة حتى يومنا.

الرئيسة المشتركة في اتحاد الإعلام الحر أفين يوسف تحدثت عن يوم الصحافة الكردية وقالت إن السلطات في أجزاء كردستان المحتلة منعت اللغة الكردية، لذلك انطلقت أول صحيفة من مصر، مبينةً أن صحيفة كردستان تناولت التراث وتاريخ الكرد وكذلك القصائد أي أنها كانت ثقافية اجتماعية أكثر من كونها سياسية.

 

الصحافة الكردية في شمال وشرق سوريا   

استطاعت الصحافة الكردية في شمال وشرق سوريا أن تتخطى مراحل كبيرة كما أنها أثبتت وجودها، وسلطت الضوء على القضية الكردية بشكل عام وجعلت العالم أجمع يصغي للكرد، "لطالما رفض النظام السوري الوجود الكردي في المنطقة، وقبل بداية ثورة روج أفا كان يتم التضييق على الإعلام المناهض للحكم فيتم اعتقال العاملين به لذلك يلجؤون إلى أسماء مستعارة حفاظاً على حياتهم، كذلك بثت معظم الأخبار حول روج آفا من خارج سوريا، فالاستقلالية والحياد لم يكونا موجدان في الإعلام السوري".  

وأشارت إلى أن الثورة التي اندلعت في روج آفا بتاريخ 19 تموز/يوليو 2012، كانت بوابة للتغيير الذي طرأ في مناطق شمال وشرق سوريا، "الإعلام الكردي استطاع تطوير نفسه بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، فأصبحت الأقلام حرة وحيادية. وتم ضمان حرية الرأي والتعبير سواء من خلال النقد أو من خلال تسليط الضوء على الواقع الموجود في شمال وشرق سوريا".   

 

دور المرأة في الصحافة الكردية

وبينت أفين يوسف أنه "منذ تأسيس جريدة كردستان عملت روشان بدرخان فيها وكتبت عن قضايا المرأة، فكان لها دور مهم في نجاح هذه الجريدة أولاً، والتأثير على نساء جيلها ثانياً، كذلك استطاعت غربت آرسوز وغيرها الكثيرات التأثير على الصحافة الكردية ووضع بصمتهن فيها، منهن من استشهدن وهن قائمات على عملهن أي أنهن ضحين بحياتهن من أجل إظهار الحقائق"، موضحةً "أننا كلجة الإعلام الحر وثقنا الانتهاكات التي ارتكبت بحق الصحفيات والإعلاميات خلال تغطيتهن للمعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش، أو اللواتي استهدفهن الاحتلال التركي، فهؤلاء الشهيدات أصبحن المثل الأعلى للكثير من النساء".

وتؤكد أفين يوسف أن المرأة في شمال وشرق سوريا تقدمت في كل المجالات وليس فقط في المجال الصحفي "عندما أشاهد قناة تلفزيونية خاصة بالمرأة يعمل فيها كادر نسائي كامل، أشعر بالفخر فالإعلام لعب دوراً مهماً في رحلة توعية النساء، فنسبة النساء العاملات في الصحافة والإعلام بمناطق شمال وشرق سوريا تصل إلى 60%، وهذا يدل على مدى تطور الوعي المجتمعي، والخروج عن سلطة العادات والتقاليد البالية".   

 

أهمية يوم الصحافة الكردية

وترى أفين يوسف أن أهمية الصحافة الكردية برزت عندما قامت وسائل الإعلام والصحافة بتسليط الضوء على الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش ومرتزقته "قواتنا العسكرية التي قضت على أخطر تنظيم إرهابي في العالم أوصلت رسالة مهمة عن مقاومة الكرد وتشبثهم بأرضهم، وتحويل قضية داعش ومرتزقته إلى قضية عالمية من خلال الإعلام والصحافة، كما أنه كان السبب بتوجه دول التحالف لعقد الاتفاقات ومساندة قوات سوريا الديمقراطية، التي تدافع عن المنطقة"، مشيرةً إلى أن الإعلام والصحافة يساهمان في تغيير مسار المجتمعات.

أقلام الصحافة اليوم في مناطق شمال وشرق سوريا تكتب بكل جرأة ووضوح عن القضايا كلها سواء اقتصادية اجتماعية وسياسية، وترى أفين يوسف أن الفضل في استمرار الحراك الصحفي الكردي الذي بدأ سنة 1898 هي الأقلام التي ساندت وحفظت فكرة بدرخان من الاندثار، وأعطت هذا الفكر للجيل الجديد "الجيل الصحفي الجديد أعطى البناء الصحفي الكردي جمالية كبيرة، وعمل على توسيع نطاق الصحافة الكردية من تاريخي ثقافي إلى سياسي واجتماعي".