"العروة الوثقى" أول جميعة تأسست في مصر لتمكين النساء والأطفال

العمل على قضايا المجتمع واحتياجاته أمر ضروري وبالغ في الصعوبة يصب المجتمع الأهلي كامل قدراته من أجل النجاح من خلال الجمعيات والمؤسسات الهادفة لإحداث تغيير ملموس على أرض الواقع.

أسماء فتحي

القاهرة ـ مر واقع العمل الأهلي بالكثير من التطورات واختلف عما كان عليه سابقاً، فالأمر لم يعد مجرد دعم مادي أو خدمي، ولكن اتجه منذ سنوات للحقوق العامة خاصةً للفئات التي تصنف بأنها الأكثر هشاشة من النساء والأطفال لتعرضهم للكثير من الأزمات التي تحتاج العمل بجهد للتعامل معها.

سعت وكالتنا في الآونة الأخيرة للتعرف أكثر على قضايا المرأة في محافظات مصر منها مدينة الاسكندرية التي صادفنا فيها أول جمعية مصرية تم إشهارها، حاصلة على الرقم 1 في السجلات و مؤرخة بعام 1966 وطوال تلك المدة كان لها الدور الكبير في التغيير والعمل التنموي قررنا تسليط الضوء عليه أكثر من خلال حوارنا مع عضوة مجلس إدارته وأمينة صندوقه، منى أحمد حسن العلقامي.

 

تاريخ حافل للجمعية منذ عام 1966 حتى اليوم هلا حدثتنا عن طبيعة عملها والدافع وراء إنشائها؟

اتفق عدد من رموز مصر منهم المطربة أم كلثوم على أنشاء جمعية العروة الوثقى، كان الهدف منه خدمة المجتمع في الاسكندرية وتحسين أوضاعه وتطويره وتنميته.

نال الأطفال جانب من اهتمام مؤسسي الجمعية حيث ضمت دار لإيواء الفتيات وأخرى للذكور يقام فيها العديد من الحفلات التي تجمع من خلالها الأموال للإنفاق على الاسر الفقيرة في الاسكندرية.

وضمت الجمعية أيضاً مركز لحماية المرأة وقسم للأسر المنتجة وحضانة للأطفال ونادي نسائي، ويمكن القول أنها أنشأت لخدمة جميع فئات المجتمع، خاصةً الأيتام والأمر لم يقتصر على الأطفال الذين فقدوا أسرهم بل على مجهولي النسب أيضاً، بالإضافة إلى الأطفال الذين تركو من قبل عائلاتهم بعد انفصالهم وزواجهم، إلى جانب النساء كونهن من الفئات الهشة في المجتمع ويقع على عاتقهن الكثير من الأعباء.

وبعد الثورة 25 كانون الثاني/أيلول تخرج جيل كامل من الجمعية لتجاوزهم سن الرعاية بعد التخرج من الجامعة والحصول على وظيفة، في حين بقي عدد من الأطفال داخل الجمعية حتى أصبحت أوضاعهم أكثر استقراراً.

ومؤخراً تم التوجه لتنمية مهارات الأطفال خاصةً الذين لا يملكون معيل لهم، عملت الجمعية على توفير عدد من المهارات كتعلم الكمبيوتر، والخط العربي، والرسم وتقدم الجمعية أيضاً العديد من الدورات التدريبية للنساء لتمكينهن من الصناعات كإنتاج أدوات النظافة أضافة إلى الحرف المتنوعة كالخياطة، والتطريز في ضوء سعي الجمعية لخلق أسر منتجة، إلى جانب قسم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لمحو أميتهم بهدف توفير بعض المهارات والأدوات لهم لإدماجهم في المجتمع ومساعدتهم.

 

هناك الكثير من الأزمات التي تعاني منها المرأة كالعنف الذي وصل لحد القتل العلني كيف يمكن القضاء على مثل هذه الظواهر الإجرامية؟

نحن بحاجة للعودة للعمل التنموي لكونه يساعد بدرجة كبيرة في تغيير الوعي العام وتحسين أساليب التربية والخروج بجيل سوي لا يقبل بوجود انتهاك للمرأة على أي مستوى.

وتعد زيادة الجلسات التثقيفية لمختلف فئات الأسرة أضافة إلى الأطفال أداة مهمة يمكنها التأثير لكونها تهذب السلوكيات التي تتضمن الخلل الذي وصل لحد القتل، والتحرش، والتنمر، والاغتصاب، وغيرها من الأمور التي تحتاج تكاتف الجهود من أجل مواجهتها.

فالعمل على تغيير ثقافة الفئات المستهدفة أمر ممكن والثقافة العامة يسهل إعادة بنائها حينما يتم استخدام الأساليب الصحيحة خاصةً إن كان هناك رغبة حقيقية في التغيير والتأثير على أرض الواقع.

 

ما هي أكبر الأزمات التي تواجها المرأة في مدينة الإسكندرية؟

للأسف الأزمات متشعبة وممتدة ومسيطرة على المرأة في الإسكندرية، وتأتي في مقدمتها تعرضها للعنف بشتى الوسائل داخل اسراتها، وهو الأمر الذي يشل حركة المرأة وقدرتها على التطور، فالكثيرات منهن تقمن بدور الرجل والمرأة في تولي مسؤولية الأسرة، ويرجع ذلك لانتشار ظاهرة الإدمان في عدد من المناطق العشوائية وهو ما يتسبب في خلل واضح بتكوين الأسر ويؤثر على مستقبل أفرادها.

ونجد أن الكثير من النساء تعملن من أجل توفير مصدر دخل لأسراهن ولكن في حالة دخول الأزواج في دوامة الإدمان يقوم الرجال بسلبهن الاموال بالقوة للإنفاق على المخدرات وتعريضهن للأذى مع اطفالها بالإضافة لممارسة العنف الذي تعاني هي وابنائها منه.

 

ما تقديرك للحلول الممكنة للتعامل مع أزمات النساء في محافظة الإسكندرية؟

أرى أن لتفعيل جميع القوانين دور قوي في تحسين واقع أفراد الأسرة فالأزمة لا تكمن في القصور التشريعي بقدر النزول بالأمر إلى أرض الواقع وتحقيق الفاعلية والعدالة في التعامل مع الجميع دون أية استثناءات.

بالإضافة للعمل على تمكين النساء من خلال تدريبهن على حرف مختلفة لتستطعن تحقيق دخل مناسب لهن ولأسرهن، وهو أمر يزيد من قدرتهن على اتخاذ القرارات المناسبة في حياتهن من جهة ويقويها في مواجهة أية انتهاكات قد تتعرض لها من جهة ثانية.

وفي ختام حديثها قالت عضوة مجلس إدارة جمعية العروة الوثقى وأمينة صندوقها، منى أحمد حسن العلقامي" إن للتوعية دور كبير في حماية المرأة وحل الكثير من أزماتها لكونها ستصبح قادرة على فهم حقوقها وما تحتاجه من إجراءات، فضلاً عن أدوات حمايتها وجميعها أمور تساعد في تعزيز ثقتها بذاتها وقدرتها على النهوض والنجاح".