القيود المفروضة على الفضاء الإلكتروني تفاقم معاناة النساء

السلطة الإيرانية تفرض قيود صارمة على مدينة أورمية شرق كردستان الأمر الذي يتسبب في مشاكل وأزمات لعمل النساء في هذه المدينة.

لارا جوهري

أورمية ـ أكدت عدد من نساء مدينة أورمية شرق كردستان أن القيود الصارمة التي تفرضها السلطة في إيران على الفضاء الإلكتروني فاقم وزاد من المشاكل التي تعانين منها في حياتهن العملية والاجتماعية.

أدى تنفيذ المشروع الجديد للسلطات الإيرانية تحت اسم "خطة تنفيذية لمحاربة ومنع الحجاب الغير لائق في الفضاء الإلكتروني لمنع انتشار المحتوى الفاحش"، لافتعال مشاكل وأزمات طالت مجال عمل العديد من النساء، حيث فرض هذا المشروع الذي لا أساس له ضغوطاً على العديد من مجالات العمل التي تعتمد على الفضاء الإلكتروني بشكل كبير منها الخياطة وصالونات العناية الخاصة بالنساء وكذلك على الطبابة والتصوير.

في العديد من المهن عانت فيها النساء من المشاكل والأزمات في مجال العمل بسبب فرض هذا المشروع في بداية انتفاضة جينا أميني، لكن النقطة الأبرز في الأيام القليلة الماضية هي أن الضغط كان شديد على مدينة أورمية شرق كردستان، حيث اشتكت العديد من النساء اللواتي تعملن في صالونات العناية الخاصة بالنساء وغيرها من الأعمال من القيود التي فرضت على عملية نشر صور النساء بدون حجاب.

قالت إحدى مؤسسي شركة مهابادي سارينا كريمي "اسم مستعار" عن هذا المشروع "لقد انخفض نشاطنا بسبب القيود التي تم فرضها على عملنا خاصة على موقع الانستغرام حيث تسبب لنا بالكثير من الضرر، لقد فقدنا الكثير من عملائنا، فزملائي في تبريز وطهران ينشرون صوراً لعملائهم بسهولة وليس عليهم أي قيود، بينما يفرض علينا في مدينة مهاباد حذف منشوراتنا وكذلك في أورمية، لقد قامت السلطات بإغلاق عدة صالونات تختص بتصفيف الشعر فقط لأنها نشرت صوراً للنساء دون حجاب، التابعين لهذه السلطات يقولون إن رؤوس النساء وأيديهن وصدورهن يجب ألا تُرى بدون الحجاب الإلزامي"، وأضافت "يمكنني القول أن القيود المفروضة على مدينة أورمية أكثر صرامة من تلك المفوضة على باقي المدن"، هم يريدون قمع جميع الشركات القوية من خلال فرض الضرائب والغرامات المالية المرتفعة، على السلطة الإيرانية أن تتقبل فكرة أن أوضاع المجتمع قد تغيرت ولا يمكن أن تتصرف كما كانت قبل 100 عام، ولا مكان لهذه الطريقة في التفكير والتصرف حتى بين جمهورها".

ومن جانبها أكدت عضوة في طاقم تصوير بمدينة بوكان شرق كردستان صفاء رحيمي "اسم مستعار" تلقيها تحذيراً من السلطات بعد أن وسعت عملها من خلال المجال الافتراضي مؤخراً "نصور معظم المناسبات والأعراس وننشر الصور على صفحتنا على موقع الانستغرام، بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يهددون فيها طاقمنا أو مالكي قاعات الأعراس والمناسبات، ففي أكتوبر العام الماضي حذروا العديد من أعضاء طاقمنا لكن لم يأخذهم أحد على محمل الجد، لكن هذا العام قاموا بختم النقابات وأغلاقها بالقوة والتهديدات ".

وفي ذات السياق قالت إحدى مالكي صالونات تصفيف الشعر في أورمية مرضية صوفي زاده "اسم مستعار" تلقت تهديد من قبل المخابرات "لدي صفحة خاصة للصالون على موقع انستغرام منذ 8 سنوات، فأنا استخدمها لأنشر عليها معظم صور العرائس والعملاء بإذن خطي منهم، لكن دائرة المخابرات تواصلت معي منذ فترة وقالت أنه يجب عليّ حذف الصفحة وأن أقوم بأنشاء واحدة جديدة لأن القديمة كانت تحتوي صور لنساء بدون حجاب وهذا يعد مخالفة بحسب كلامهم، لذلك اضطررت الى حذف عدد كبير من الصور من صفحتي وترك الصور التي لا يظهر فيها وجه أي امرأة بشكل واضح، وأنا اليوم لا يمكنني نشر أي صور أو مقاطع فيديو جديدة على هذه الصفحة".